فـــــــهـــــــد ,, وانتهت رحلة امريكا بسجن الحاير

الملتقى العام

القـــــصة طووويلة نوعاً ما ولكنها رائعة

ماراح تندمووون وماافيها تقطيع كااااااااااااملة

"

" أنا شخص آنتهيت .. آنتهــيت
! "

هكذآ أجابني عند مقاطعتي له .. " فهد لسى باقي فرصة , ليه أنت كذآ ؟ "

أصر على تكراراها مرارا .. " أفهمني , أنا آنتهيت يآخي .. آنتهــيت ! .. ليه مو رآضي تحس فيني وتكون وآقعي لو مره بحياتك ؟! "

"
فهد , كلنا نغلط .. وكلنا نتعلم دروس من الحياة .. حتى وإن كآنت غلطتك فآدحة - على الأقل بنظرك - هذي مهي النهاية يآخي ! .. ليه منت رآضي تكون متفآئل ؟؟ "



...


إنحنى برأسه وأخذ يضغط بكلتا يديه على رأسه معبراً عن إحباط شديد , سألني دون أن ينظر إلي .. " ممكن تخليني لحآلي "
خرجت وألم الحسرة على فهد قد طغى علي ..

إن لفهد قصة غريبة جداً , قد لا يصدقهآ إلآ من كآن شآهداً على أحدآثها بنفسه .. بل إني أعدها ضرباً من ضروب الخيال.

فهد , آسم من ثلاثة أحرف , نآبض بالحياة , ذكي , شهم لآ يرضى بأن يقف مكتوف الآيادي إطلآقاً.
أعرفه منذ أحد عشر عآماً , شخص ذو عقل إبتكآري , فهو مستشآري الخآص ونآصحي الآمين.

بدأت أحدآث قصة فهد تنسج خيوطهآ منذ بدآية صيف 2003 , كنآ آنذآك ندرس في المرحلة الأخيرة من الثآنوية العآمة . وللتو قد ودعنآ المدآرس إلى أحضآن الجآمعآت.

فهد - عآدل - تركي - سعود , كلهم كآنوآ من أغلى مآ خرجت به من التعليم العآم , لكنّي كنت أفضل فهد على البقية , لا أدري لماذآ ؟, علّها أسباب نفسية ..
يتملكني شعور بأنه يفهمني جيداً غير الجميع.

الكل سلك طريقه الخآص وبدأ يبحث عن مكآن منآسب يليق به , ومع ضغط البحث و الإنشغال بأمور الحياه إنقطعنا قليلاً عن بعضنآ البعض.

كآنت النتآئج الأولية تشير بأني سأبتعد عنهم قليلاً إلى جآمعة الملك فهد للبترول والمعادن , لكن سرعآن مآ تلخبطت الآورآق وانضم فهد لبرنامج الإبتعآث الخآرجي.

في أحد أيآم الإجآزة قبل بدء العآم الدرآسي الجديد , اجتمعنآ لآخر مره لنودع فهد.
تردد صدى عبارة " الله يذكر ذيك الأيام بالخير " .. في أرجاء إجتمآعنآ , فقد كآن اجتماعاً يعصف بالذكريآت الجميلة والقصص الطريفة التي حدثت أثنآء درآستنا سوياً.

بعد وجبة دسمة لذيذة جمعتنآ لآخر مره , حآن الجزء الصعب , لحظة الوآدع ..
يحتار المرء أيفرح لأن من يحب ذآهب إلى مستقبل مشرق .. أم يحزن لغيابهم وفقدانهم.
أخفيت في نفسي عبرآت , ترجمتها فقط على شكل إبتسآمة وأنا أتأمل المنظر الودي , فيما بقي الجميع يوصي فهد بشتى أنوآع الوصايآ حيث أن فهد خطف الآضوآء تلك الليلة , لأنه ببسآطة الأبعد.
سعود التحق بكلية الملك خآلد العسكرية , وعآدل التحق بجآمعة الملك سعود ضمن طلاب كلية الحقوق والأنظمة السياسية , وتركي توجه لكلية الطب , أمآ أنا وفهد كنا نحمل نفس التوجه .. الهندسة !.

مآ إن قرب موعد سفره , بآدرني بإتصآل ودآعي , أخبرني فيه بأني أفضل صديق له , وطلب مني الدعوآت بأن يكون التوفيق حليفاً له .
أبيت إلآ أن أكون حآضراً للحظة الأخيرة في المطآر , اتجهت إلى هنآك , كنت على المدخل الزجآجي لمطآر الملك خآلد .. اتصلت به.
خرج لي فآحتضنته بقوه , ثم دمعت عيآني قسراً علي , لم يحتمل بدوره فشآركني الدموع , كآن مشهداً مضحكاً ومبكي في آن وآحد .

أهديته بعض الوصآيآ الأخيرة التي لآ تختلف عن سآبقتهآ فقد حفظهآ من كثرة تكرآرآها عليه " احفظ الله يحفظك يا فهد " .. " الله الله بالصلآة وأنا أخوك " .. " لآ تصير سبك وتقعد تلآحق الشقر .. خلك ثقيل " ..

إنتهت اللحظة واستأذني بلطف أن يرجع إلى أهله , ورجعت أنا كذلك ...

كآن تفكيري منشل تمآمآ أثناء عودتي إلى المنزل , كنت ألوم نفسي كثيراً بأني لم أذهب مع فهد إلى أمريكآ , وتآرة أقول بأن جآمعة الملك فهد بالنسبة لي هي أمريكآ وهي طموح لا ينبغي أن يتسآهل معه كائن من كآن .
عند منتصف الليل اتصلت بفهد فوجدت بأن هآتفه مغلق .. علمت حينهآ أنه على متن طآئرته إلى أمريكآ , من يدري لعله قطع سآعة من أصل ستة عشر ساعة .

انقطعت أخبار فهد عني كما هو الحال مع بقية الزملآء , رأيت أنه من الأفضل لي أنا أغادر إلى المنطقة الشرقية حيث إلى جآمعة الملك فهد للبترول والمعادن ..

وبالفعل توجهت إلى المنطقة الشرقية بعد يومين من سفر فهد ..
كنت قد خرجت من مقر إقامتي في مدينة الخبر في حدود السآعة الرآبعة عصراً , فضلت زيآرة الوآجهة البحرية وحيداً , تذكرت فهد بإشتيآق , فآتصلت به دون أن أراعي فآرق التوقيت ..

لم أحصل على إجآبة , فكررت الإتصآل .. أجآب فهد بصوت مخنوق ..

"
هلآ والله "

"
hello يا أمريكي "

ضحكة خفيفة للمجآملة تلتهآ

"
هلآ أبو عبدالعزيز "

"
كيف حآلك يآ فهد وش فيه صوتك كذآ ؟ "

"
والله بخير يماللخير .. لا والله كنت نآيم شوي "

"
sleep العوآفي .. رآح أكلمك بعدين وآسف على الإزعاج .. "

فضلت أن انهي المكآلمة سريعاً .. حتى لآ يفيق عقله البآطن من نومه الثقيل
.

كآنت الكآبة قد تملكتني ذلك اليوم .. عدت إلى سكني والوحدة تكآد أن تقتلني ..

كنت إنتظر صلآة العشاء بفآرغ الصبر , حتى أنهي يومي الحآفل بالوحدة والكآبة , أثناء جلوسي لمتعابة برنآمج تلفزيوني إتصل فهد ..

فرحت وأجبت كالعآدة

"
عمر يتحدث .. may I help you ?

" yes please .. two beef combo super size "

" sorry we don't deliver to america
"

" from here or here ?
"

فقلت : " تقصد منا وإلا منا ؟ " وضحكت كثيراً
..

ضحك ثم أردف .. " وش أخبآرك يا بو عبدالعزيز ؟ "

"
أنا بألف صحة , والحين بالخبر .. أنت كيفك وكيف أيام الغربة معك ؟"

"
لا أبشرك , فيه سعوديين والنعم فيهم وفيه عرب وفيه أمريكيين "


"
سبحآن الله ؟! .. وش جآب الأمريكيين في أمريكا ؟ .. متأكد يآ فهد إن فيه أمريكيين ؟ "

ضحك بصوت مرتفع .. وتابع .. ما تخلي طبعك يا عمر..
أكلمنا تبآدل الأخبار , علمت أن يومه الأول سيكون بعد أسبوع من الآن , وهو في صدد أن يكتشف المدينة ومعآلمهآ مع الطلآب المبتعثين هنآك .

حذرته من العرب هنآك , حيث أن مصدري كآن عم لي عآش في ولاية " مآنيسوتآ " مدة تقآرب الست أعوآم .

فأجآب بأنه قد أخذ كآمل الإحتيآطآت , وأنه على قدر كبير من الوعي ..

إنتهت المكآلمة بيننآ بصآدق الدعوآت مني له .. كمآ شدد على أن أتصل به بين فترة وأخرى فأنا أخوه الرآبع كمآ كآن يقول ...








بدأ العآم الدرآسي , وبدأت في دخول كآبوس بترولي شنيع , حيث أن جآمعة البترول تعتمد على نظآم السنة التحضيرية , والتي تعد شرطاً من شروط الإلتحآق بالجآمعة .
كآن التنآفس على أشده ورغبتي في عدم الطرد , جعلتني رفيقاً للكتب بشكل
مخيف .
ومما زآد رهآب الطرد في
داخلي , هو أن الجآمعة تعتمد في توزيع الدرجآت على نظآم يطلقون عليه نظآم " Average" أي أن درجة أي طالب معين ستحدد مقآرنة بمستوى جميع الطلاب معه !
ممآ يعني إذآ كآن الطلآب
متميزين درآسياً , سيصبح وضعي أنا في خطر !.



" في أمريكآ
"


لم يفق فهد من سكرة الإنبهآر بمعآلم "سيآتل" , وهذآ شيء
طبيعي لشخص لم يخرج طوآل حيآته من أرض الرياض .
كآن فهد قد انضم لمجموعة من السعوديين مكونة من أربعة
أشخآص سبقوآ فهد بالقدوم إلى هنآك بأعوآم , ترسخت لديهم أفكآر غريبة جداً , أكآد أجزم بأنهم مثل فهد , خروجهم الآول من أرض المملكة كآن لامريكآ .
ولآ عجب أن يقتحم فهد تلك
المجموعة , فكآنوآ هم من يصطحبه إلى أماكن البآرآت والسينمآ والمعآلم السيآحية بشتى أنوآعهآ .
أخبروآ فهد بأن الدرآسة
في أمريكآ سهلة , وأن ذلك ديدنهم لأعوآم , ولم يضرهم ذلك شيئاً.
كمآ أخبرني فهد عنهم على
لسآنه في أحد المحآدثآت التي تمت بيني وبينه عن طريق برنآمج المآسنجر منتصف الفصل الدرآسي حيث كآن يخرج لي شيئآ كتمه في صدره .


" والله لو أقولك ياعمر, أمس رحت لبآر لأول مره بحيآتي
, بس والله مدري حسيت بشي غريب .. حسيت بتآنيب ضمير , جلست بعد مآ رجعت مدري وش أسوي , ضآقت بي الدنيآ .. حتى إني بكيت بعدهآ غصب علي "


" آفآآآآ .. وش دعوة ؟ .. بآر وأنا أخوك ؟! .. أكيد بتحس
بشي غريب , هذآ يخآلف فطرتك يآخي .. فهد , تذكر يآخي إن ورآك مستقبل ورآك أبوك وأمك اللي ينتظرونك ترفع روسهم .. اترك عنك البارآت وأمآكن أنت أرفع منهآ بكثير وأرفع من اللي يجونهآ "
عآد فهد لمحآولة
تخفيف وطأة تأنيب الضمير ..
"بس
ترى والله مآ سويت شي , يآخي الحمدلله أنا أحسن من غيري , طلال ونايف أمس سكروآ ! "


" ما شاء الله وأنت
تنتظر لمين تسكر أنت بعد ؟! .. يا فهد من حآم حول الحمى يوشك أن يقع فيه "



" أبو العز تكفى لآ
تزيد همي همين "


" شف
بصرآحة , أخويآك ذولي مآ حبيتهم أبد .. والصرآحة شكلهم ألعن من العرب اللي كنت أحذرك منهم "


" عمر , أنا
ذيب بس دعوآتك إني أمشي بدرآستي "
ثم أردف
:


" أبو العز خلنا نغير الموضوع تكفى
"


" إلا أقول , وش رآيك تجيني بالصيف الجآي ؟! .. هآه وش قلت
؟"


" والله إنهآ مهيب
شينة أبد , بس يبي لهآ فيزآ وقلة حيآ وشكلي بآخذ صيفي "


" أنت فكر فيهآ وترى
قدآمك وقت طويل , تعآل يآخي خذ لغة ثلاث شهور بالصيف وأرجع "


" خلهآ بوقتهآ
.. "


لآ أنكر بأني أعجبت
تمآمآ بفكرة فهد , سرعآن مآ نسيتهآ لحين موعدهآ المنآسب .



إنخرط فهد بدرآسته
, كآنت نتآئجه الأولى تبشر بالخير , فهد ذكي وسريع البديهة والتعلم , اندهشت كثيرآ حينمآ رأيت التطور الكبير بطلآقة لسآنه باللغة الإنجليزية .
فقد كآن ذلك تحدٍ بيني وبينه , كنت أغبطه على ذلك , فعآمل
اللغة مرتبط بعآمل الممآرسة التي تكآد تكون معدومة هنآ في المملكة .


أخبرني فهد بأنه يفكر
جدياً بدعوة العآئلة التي يسكن معهم إلى الإسلآم , شجعته كثيراً على ذلك , لكني طلبت منه التريث , فالأمر ليس سهلاً كمآ كآن يعتقد .


كآن يخبرني كثيرآ
وبالتفصيل الممل عنهم .


Smith .. هو الأب , طآعن في السن , لكنه قوي البنية , يستطيع أن يهزم
رجلاً في الثلآثين من عمره .


Luise .. هي الأم , طآعنه في السن أيضاً , لطيفة جداً , أحبت فهد
كثيراً لأنه غير مزعج , بالإضآفة إلى أنه لآ يستفيد تمآمآ من كآمل حقوقه . كإستخدآم الأجهزة والأكل وغيره ..


Tom.. في العشرينآت من عمره , يدرس في جآمعة أخرى بولآية
"L.A" لم يسبق لفهد رؤيته .. لكنه شآهد الألبوم الخآص بالعائلة ومن ضمنهآ الكثير من الصور الخآصة بـ Tom


.. Lindaهي الإبنة
, لم يتسنى لهآ دخول الجآمعة ففضلت العمل .


على الرغم من أن فهد أكد أكثر من مره , أن أختلاطه بهم
قليل جداً , لكنه بالفعل أخبرني الكثير من القصص التي تبين مدى حبهم له بعد عدة أشهر من إقتحامه لمنزلهم الخشبي.


وهذآ ما دفعه للتفكير جدياً بدعوتهم إلى الإسلام , أو لزيارة المملكة
.


عموماً , إنقطعت أخبار
فهد عني في أمريكا , مشآغل الحياة كآنت تنسيني حتى نفسي. لآ سيمآ حينمآ تكون فردآ يرتمي بأحضآن جآمعة تعتمد على سياسة " الضغط يولد الإبدآع " .


قل دخولي لعآلم
الإنترنت , الفيس بوك , الماسنجر , الهوتميل , وكل مآ يربطني بالعآلم .


وأعتقد أن فهد كآن مثلي
, سيآتل مدينة رآئعة , لا يجب أن تجلس في مكآن وآحد كل اليوم , فهنآك الكثير من الأمآكن والأشياء التي يجب عليك أن تنبهر بهآ أكثر .


الآن سأتوقف عن روآية
قصة فهد , لأن الأحدآث التي عآيشتها مع فهد قد توقفت , ومن الآن وصآعدآ سأكتب لكم قصة فهد كمآ يرويها هو بنفسه...




يتبع
,,,





يقول فهد :

"
أمريكآ , والحلم يتحقق ! "

قدومي إلى أمريكآ لم يكن بالأمر الهيّن إطلاقاً , كآنت هنآك المئآت من العقبآت , لكن سبحآن من قضا وقدر . أصعب عقبة في طريقي كآنت أمي - رحمهآ الله تعآلى - تنآزلت في سبيل عدم إعترآض رغبتي الجآمحة للدرآسة خآرجاً.

المهم , أني بالفعل تجآوزت كل الظروف المحيطة بي , وأصبحت زيآرتي لأمريكآ وشيكة , البلد الذي طالما حلمت بأن أرآه.

دعوني أخبركم سراً , أنا لم أخرج لأي بلد في حيآتي , أبعد منطقة إستطعت الوصول لهآ هي مكة المكرمة.
شعور مختلط يتصآرع في دآخلي حينما علمت بالموآفقه , فرحة الخروج لأبعد نقطة , وخوف يتملكني من التحليق إلى المجهول .
سأتجآوز كل هذآ , لإقف على مشهد آلمني كثيراً .. مشهد المطآر ...
لحظآت الودآع مريرة , لم أحتملها بنفسي ...

أفتقد كثيراً حضن أمي الدآفىء , شعرت بهآ وهي تبكي وتضمني بقوة .. أحسست بخفقآن قلبهآ الأبيض الطآهر ..

كنت أستمع لوصآيآهآ , وأحس برجفآت قلبهآ .. رأيت دموعهآ فخآرت قوآي .

طلبت منهآ أن لآ تفعل ذلك . وأكدت على أن دمعتها أغلى من جامعات أمريكا بمن فيها.
حتى أبي , ذلك الرمز الرجولي في بيتنآ , فهو أشبه بمثآبة الحآكم .. قوة شخصيته والهيبة التي رسمهآ في بيتنآ تزلزلت بمجرد ودآع ابنه .

لم أرى دمعة أبي في حيآتي سوى مرتين .. إحدآهما حين وفآة أمه رحمهآ الله , والأخرى لحظة ودآعي.
قبلت يده وجيبنه , وقآل لي بصوت لا أجد له وصفآ .. اسمع يآ ولدي :

"
أنت عآرف إنك رآيح لمكآن بعيد عنآ , وتقدر تسوي اللي تبيه .. صح يآ ولدي إني كنت أضغط عليك كثيير .. وكنت أمنعك من السفر مع أخويآك وغيرهم ..
بس ترى يآ ولدي هذآ بمصلحتك .. أنت شعرة قلبي يآ فهد , أخآف عليك حتى وأنت طالع للمسجد من أي شي .. وأنا أبوك أبيك ترفع رآسي بين الرجآل هذي أمآنة يآ فهد .. "

كلمآت أبي حملتني شيئاً ثقيلاً .. عبآرة " هذي أمآنة يآ فهد " كآنت تتردد كثيراً علي بين الفينة والأخرى , وهذآ سبب تعذيبي في أمريكآ حآلمآ أقوم بعمل ينآفي مآ أحس به .

أخي مشعل , لم أعلم أن حوآجز الكبيرياء الوهمية ستتطحم وتهوي حينمآ تحن اللحظآت الصآدقة !
كنت على خلآف حآد مع أخي قبل السفر بيومين .
لم تحصل بيننآ أية محآدثة إطلاقاً بعدهآ .. في المطآر , تغير ذلك , رأيت مشعل الأخ الحقيقي !
قبل رأسي وأعتذر , بل ذرف الدموع التي حآول أن يخفيهآ عني .
وبآدر بدعوآت صآدقة , أحسست به .. وكآنه يريد إخبآري أن مآ يحدث بيننآ لآ يمكن أن يفرق بيننآ مهمآ كآن !
تلك الروآبط الأسرية ظهرت على حقيقتهآ في مطآر الملك خآلد ! .. هذآ مآ يجب أن نكون عليه دآئمآ .. لكننآ نخفي تلك المشآعر التي نكنّهآ لبعضنآ البعض لحين حدوث شيئآ مآ !
وأجهل تمآمآ سر هذآ التوفير .. قد أفسره بأننا نعيش كبرياء غريب , مزيف يدعى غآلبآ بـ " الكرآمة " !

نآدى المنآدي , أن بوآبة الطائرة المغادرة لأمريكآ ستفتح آلآن ..
فقلت في نفسي ودآعآ للكبت , ودآعآ للرياض ..
الآن ستفتح لي بوآبة الرجولة والخروج عن سيطرة أهلي و افعل ولا تفعل !
نظرت إلى البوابة .. كآنت أجمل بوآبة رأيتها .. بوآبة المسؤولية , وحلاوة الشعور بالقيآدة الذآتية.
امض يآ فهد , لتجرب ذلك الإحسآس الذي أردته وكآفحت من أجله , وانتصرت له .

اعترآني خوف شديد , لمصير مجهول .. فأنا لا أملك الأدوآت الكآفية من لغة أو حسن تدبير لإنعدآم خبرتي في تلك الأمور .

لكنّي تغلبت ومضيت بخطى متثآقلة أجر بهآ حقيبتي إلى مآ كنت أعتقد بأنه سعآدتي .

توجهت إلى الطآئرة " بوينج " , وقد أصآبني الذعر حينما بدت الأمور أكثر جديّة .. لا رجعه الآن ..

حالمآ أنهيت الإجرآءآت الأخيرة , توجهت إلى مقعدي مبآشرة ... القيت بجسدي المحمل بالهموم على مقعدي " c-13

ثم أخذت نفساًً عميقاً .. وأغمضت عينآي , كنت أرتعد كثيراً .. حآولت أن اتناسى هذآ الشعور القآتل ..

أخذت أطل على عربآت التموين وعربآت شحن الأمتعة من نآفذتي الصغيرة .. إلى أن قطع فكري شخص لا أعرفه ..

كآن وسيماً , وذو ابتسامة رائعة .. بآدرني بالسلام .. فرددت ذلك , ثم استأذن بلطف أن يجلس بجآنبي مع أنه المقعد المخصص له ... وبالمناسبة هذآ تصرف غريب من شخص يحمل الجوآز الأخضر ...
رحبت بذلك .. ثم اعترآني صمت ..لا أدري مآذآ اقول .. لكني أتذكر أني مآ زلت احتفظ بإبتسامة صفراء .
حآول أن يلطف الموقف , فقآل لي مبتعث أكيد ؟ .. هززت رأسي بالإيجآب .. وقلت: مبتعث وأول مره أركب طيآره دولية ..

فأبدى علامآت التعجب .. "آوووه , جديد ؟؟.. على البركة .. معك طلآل أنا مبتعث مثلك .. بس أنا لي سنتين في أمريكآ .. "
أحببت طلآل هذآ .. لأنه كسر حآجز الصمت , وأخرجني من تفكير ورحلة طويلة ستمتد لـ ست عشرة ساعة مع الوسوآس .

قلت له .." مآ شآء الله تبآرك الله , معك فهد.. "

"
إلا مآ قلت لي بأي ولاية رآيح تدرس ؟ "

"
سيآتل "

"
أجل رحلتنا وحده .. أنا رآيح سياتل وأدرس فيها .. يآخي ديرة تفتح النفس "

"
الصراحه حمستني كثير .. بس والله إني خآيف , تعرف أول مره "

ابتسم ... " لا مآ عليك يآ فهد .. أنا معك وأعتبرني أخوك , وإن شاء الله ما رآح أقصر معك "

لا أدري لماذآ حينها تذكرت دعوة أمي الأخيرة لي في المطآر

"
رح يآ وليدي الله يسخر لك عبيده .. "

سبحآن الله .. أحسست أن طلال أحد الذين سخرهم الله لي , لخدمتي والوقوف معي !
قلت في نفسي حينها .. الله يجزآك خير يآ يمه .. وأقسمت أني سأخبرها بمآ حصل ..

بعد رحلة طويلة , تعرفت فيها على طلال , واستمعت إلى قصص كثيرة عنه وعن أصدقاءه في أمريكا , شعرت بالأرتياح ..
وصلنا إلى " نيويورك " .. كان الجو شديد البرودة , قال لي طلال لنتشمى قليلاً في المطار ريثما يعلنون عن رحلتنا القادمة إلى سياتل ..
شعور رائع جداً , وأنا أمشي بين جنبات مطار نيويورك الكبير .. أحسست بالثقه الكبيرة ..
كان طلال قد تولى مهمة أخباري معلومات شيقة عن المطار وعن قصصه الطريفة التي حدثت له في هذا المطار أثناء رحلاته السابقه ..

توقفنا عند أحد محلات القهوة العالمية , واسترحنا هناك نرتشف القهوة الدافئة اللذيذه ..
سألني طلال ضاحكاً ..
"
كيف قهوة أمريكا والله أطلق .. والا ؟؟ "

أكدت ذلك بضحكة خفيفة ..

ثم أخذني طلال في جولة سريعة إلى السوق الحرة في مطار نيويورك .. استطيع القول أن مطاراتنا متخلفة إلى درجة يستحيل معها أن تلحق بالركب !

شيء أخّاذ ولا يمكن أن يوصف .. أخذني الحماس فاشتريت لي بعض القطع الرجالية ..
عدنا إلى صالة الإنتظار , وغفوت قليلاً إلى أن أيقظني طلال , فموعد الرحلة قد حان .

أكملنا طريقنا إلى سياتل ..

بعد أن وصلنا إلى هناك , كانت الرهبة أخف مما هي عليه في نيويورك , أنهيت جميع أجرائاتي بتوجيه مباشر من طلال ..
حيث أنه المتحدث الرسمي بالنيابة عني ..

أتقن التحدث بالانجليزية , لكني لا أدري لماذا حينما أنطق بها .. تكون إجاباتهم بـ " sorry ?? "

فتركت الحديث مع الغرباء لطلال ..

توجهت إلى بوابات المطار لأجد شخصاً عربياً يحمل لافته عليها اسمي .. فأخبرني طلال أن هذي ليست النهاية بيننا .. فنحن ندرس في نفس الجامعة والمؤكد أنه سيراني بالقريب العاجل .
حصلت على جميع أرقامه وأخذ بدوره رقمي ..

اتجهت لذلك العربي وسلمت عليه , فرحب بي كثيرا و أخبرني أنه سيأخذني لمقر إقامتي ..
في الطريق كنت شديد الإنبهار بأمريكا , كنا ذاك العربي ملتحٍ .. وتظهر فيه سمات الدين ..
جائتني وساوس الشيطان في داخلي كصوت مسموع !

"
تخيل يمسكونك الحين معه بتهمة إنكم إرهابيين ! .. يا حبيبي من بيفكك وأنت توك جاي ولا تعرف شي .. تخيل تروح للسجن الحين .. يععععع ! "

توترت قليلا .. لكنه كان يقطع حبل أفكاري بأسئلة كثيرة ,

كيف السعودية ؟

وشلون شفت الرحلة ؟
أول مره تجي هنا ؟
أكيد خايف بس شوي حتى تتأقلم وما تقدر تترك أمريكا ..
كنت أجيب تارة , وأستمع له تارة أخرى ..

وصلنا بعد مسافة زمنية تقدر بساعة تقريبا .. إلى حي منظم ومنسق ..
خضرة أخآذه .. وتنظيم رائع , وجو مليء بالسحب اللطيفة , وشمس ذات حرارة منخفضة .
كان نتخطى المنازل بسرعة منخفضة جداً .. كنت التفت يمنة ويسره بشكل ملفت ..
وكنت المح أن العربي يتبسم مؤكداً لي أن أتصرف بسجيتي حتى أعتاد على هذه الأمور..
الأطفال يلعبون هنا بشكل مرتب , وعلى اليسار امراءة شقراء سمينه تحمل الكثير من الأكياس من داخل سيارتها إلى المنزل

وهنا رجل يركض ذو جسم متناسق , يضع في أذنية سماعات صغيرة ..

أدهشني هذا المنظر .. دون أن يلتفت أحد لنا أو يعيرنا أي اهتمام ..
فتذكرت أحيائنا .. رحم الله الحال !
إن سلمت من مياه المجاري لم تسلم من الحفر ..
وإن سلمت من " لقافة " الأطفال , لم تسلم من نظرآت الكبار !

استوقف العربي سيارته أمام منزل خشبي , ابيض اللون , يتوسط أرض خضراء ..

يحيط به سور خشبي أبيض قصير وعلى شكل أسهم إلى الأعلى ..

أطفأ المحرك .. فالتفت إليه مبدياً علامة استفهام .. فبادر .. الحمدلله على السلامة هذا هو البيت المخصص لسكنك ..
فور توقفنا خرجت لنا عجوز طاعنة في السن ...


يتبع ,,,



4

همس لي صاحبي العربي هيا بنا
..
سلم عليها ثم سلمت أنا .. أخبرها صاحبي العربي :
" This is Fahad "
رحبت بي بقولها :
" hello fahad , nice to meet you "
وقلت لها أنا تماما مثل ما قالته لي ...
طلبت مني الدخول , وحاولت حمل حقيبتي الثقيله , لكني منعتها بقولي :
" mam , I can handle this , please "

ابتسمت لي وقالت لي كلاماً لم أفهمه طلبت من صآحبي أن يترجمه .. فأخبرني أنها تقول .. هي بالفعل كبيرة بس , لكن قوية وتستطيع أن تحملك مع الحقيبةفضحكت لخفة ظلها , مع أن " نكتتها " قد " بردت كثيراً "

دخلت المنزل .. ولا أدري لماذا خطرت ببالي عبارة " البساطة .. سر النجاح "
منزل بسيط لكنه رائع حقاً ..
كان الأب الطاعن قد وقف راسما ابتسامة كبيرة على محياه , وبجانبه فتاة في سني تقريبا .. شقراء فاتنة لمحتها بسرعة , ما إن صرفت نظري إلى الأب وركزت عليه !
أنبني ضميري وردد : أيها الأحمق .. أنت لست في السعودية .. متع ناظريك !
صآفحت الأب , وأخذ يقول لي كلمات الترحيب ..
ثم تقدمت ليندا , وسلمت علي , فكاد يغشى علي !
لأول مره أصافح فتاة .. طراوة يدها جعلتني ممسكاً بها لفترة .. فضحكت وقالت كلاماً لم أفهمه ..
فبادر صاحبي العربي بالترجمة ..
قلت له أن يخبرهم أني أعرف الانجليزية لكني أريد منهم التحدث معي ببطىء وأن يحاولوا فهمي ..
وبعد أن أخبرهم بذلك .. قالوا له بأن ذلك ما سيحدث فهم اعتادوا على الطلاب في بيتهم وخاصة ممن لا يتقنون الانجليزية ..
أخذوني لغرفتي .. كانت في غاية الروعة والترتيب , هناك فرق شاسع بين غرفتي في الرياض وغرفتي في سياتل !
ثم قال لي صاحبي العربي أنه سيذهب الآن وسيأتي في الغد ليأخذني بجولة تعريفية على المدينة ومن بعد غد سيأخذني إلى المعهد والجامعة .. وبهذا تنتهي مهمته وسيتعين علي إعطاءه مبلغاً من المال , فقد اتفقت معه على ذلك من الرياض عن طريق أحد المواقع الشهيرة الخاصة بالمبتعثين..

خرجوا من غرفتي وبقيت أنا .. استلقيت على سريري العريض .. وأدخلت كمية كبيرة من الهواء إلى داخلي .. ثم أخرجته ببطء حتى أزيل التوتر قدر الإمكان ..
لا أدري كيف انخرطت في نوم عميق ..
أثناء نومي دخلت تلك العجوز غرفتي .. ويبدو لي أنها هي من وضعت الغطاء فوقي ..
وهي التي خلعت حذائي أكرمكم الله ..
بل إنها رتبت ملابسي في الأدراج المه
85
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فووشيا
فووشيا
ياالله طويله القصه بس قريتها كلهاااااا
مره يحزن
بس ليش سار معاه كدا؟؟؟
عموما الله يعطيك الف عافيه
المعالي@
المعالي@
الله يجزاك خير على القصه
وأسوء فتره للابتعاث هي بعد الثانوي على طول
اسال الله ان يفرج عن زوجي وكل اسير امين
مخاوية الملك
مخاوية الملك
الله يجزاك خير على القصه وأسوء فتره للابتعاث هي بعد الثانوي على طول اسال الله ان يفرج عن زوجي وكل اسير امين
الله يجزاك خير على القصه وأسوء فتره للابتعاث هي بعد الثانوي على طول اسال الله ان يفرج عن زوجي...
تسجيل حضور

عشان أقراها على رواقة

الحين مستعجلة

مشكورة
زوجي نظرعيني
زوجي نظرعيني
جدجدقصه مؤلمه وموجعه الله يكفيناشرهم يارب
ناس ماترحم
ألماسة28
ألماسة28
معقولة هذا كلة صدق كأنة قصة من نسج الخياال
ا