ففترة الخطبة ليست محطة لتفريغ الشهوات

الأسرة والمجتمع

نحن نريد التوسط بين المنع المطلق المخالف للسنة

وبين الإباحة المطلقة والتساهل في الأحكام والتفريط فيما بعد الرؤية



ففترة الخطبة ليست محطة لتفريغ الشهوات والعواطف سواء أكان هذا عن طريق الكلام،

أو الفعل، أو غير ذلك، ولا يجوز تبادل الكلمات التي تثير العواطف ، وتحرك الشهوات،

ويحل للخاطب أن يجلس مع مخطوبته في وجود محرم، فقط في وجود محرم ويتكلم معها

في حدود ما يسمح به العرف المنضبط بالشرع، حيث إنها ما زالت أجنبية عنه حتى يعقد عليها.

فللخاطب أن يرى من مخطوبته وجهها ويديها حتى يتبين ملامحها ، ليكون أدعى إلى القبول بينهما ،

وأنفى للجهالة ، ولا مانع من النظر بشهوة أثناء تعرفه عليها ، كما قال النووي ، وله أن يعيد النظر ويكرره

، حتى يكون على بينة من أمره .

فإذا رضي بها وأعجبته فلا يجوز له أن ينظر إليها بشهوة ، لأنها أجنبية ،

وإنما يجوز أن ينظر إليها كما ينظر إلى بقية نساء المسلمين بلا ريبة ولا شهوة ولا تلذذ .

والخاطب أجنبي عن مخطوبته لا يحل له منها إلا أن يرى وجهها وكفيها ، ولا يجوز له أن يلمسها

، ولا أن يتحسس جسمها ، ولا أن ينظر إليها بشهوة ، ولا أن يقبلها ، ولا أن يقترب منها بحيث يكون ملاصقا

لها ، ومماسا لجسدها ، فكل ما له هو أن يجلس معها في وجود المحرم ، وتجلس هي ولا تظهر سوى الوجه والكفين ،

ويتبادلا الحديث الذي ليس فيه تمايع ، أو ليونة أو إثارة للشهوة ، والمقصود من الحديث أن يتعرف

كل واحد إلى شخصية الآخر .

والحديث بين المخطوبين حديث جاد، أو كما سماه الله تعالى

( وقلن قولا معروفا) فليس هو حديث الحبيبين، أو العاشقين، وليس فيه كلمات الغزل،

ولا كلمات الحب والعشق فضلا عن الألفاظ التي تكون بين الزوجين.


فالخطبة لا تحل حراما، ولا تقرب بعيدا، ولا تهدم السدود، ولا تزيل الحدود،

وقد يحسب كثير من الناس أن الخطبة متنفس للشباب والفتيات تسمح لهم بإخراج

ما تفيض به المشاعر، وبث ما تحمله القلوب، وتنطوي عليه الضلوع، بل يحسبها البعض

متنفسا لإفراغ الشهوة المكبوتة ... فتحملق العيون، وتتسع الحدقات، وتنطلق الألسنة هادرة سابحة،

وقد يقف البعض بالخطبة عند هذه المحطة.

وقد يستمر آخرون فيستحلون كل حرام باسم الخطبة، ويحصلون على كل ما يريدون باسم الحب .

والحق أن هذا كله ليس من الإسلام في شيء، فالخطبة للتروي والاختبار، والاستشارة والاستخارة،

وللمدارسة والمكاشفة حتى يمضي هذا العقد الغليظ ، أو يرى صاحباه أنهما أخطآ الطريق فيفترقا.

أما إشباع الحواس المتعطشة بدءا من العيون، ومرورا بالآذان، وختاما بالجوارح فلا يكون إلا بعد الزواج.


بل إن على المخطوبين إذا أحسا بأن حواسهما تنازعهما نحو الحرام، وأن الوئام أصبح حبا لا يقاوم ،

وأن هذه العاطفة القلبية أصبحت تتمشى في جوانب النفس، وتترسم على الجوارح......

. عليهما حينئذ أن يعجلا بالعقد.... أو يكفا عن هذه الجلسة.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:-

لا يجوز للخاطب أن يمس وجه المخطوبة ولا كفيها وإن أمن الشهوة ؛

لما في المس من زيادة المباشرة ؛ ولوجود الحرمة وانعدام الضرورة والبلوى .

و لم يشترط الحنفية والمالكية والشافعية لمشروعية النظر أمن الفتنة أو الشهوة

أي ثورانها بالنظر ، بل قالوا : ينظر لغرض التزوج وإن خاف أن يشتهيها ، أو خاف الفتنة ؛

لأن الأحاديث بالمشروعية لم تقيد النظر بذلك . واشترط الحنابلة لإباحة النظر أمن الفتنة .


وجزاكم الله خيرا
26
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اسراء بنت حواء ***---
يابنات ماريكم فى الموضوع
:26:
اام محمد
اام محمد
موضوع قييم و هادف يا ريت بناتنا يستوعبوه:27:
اسراء بنت حواء ***---
جزاك الله خيرا ختى اام محمد على ردك الطيب
أميرة الأيام
أميرة الأيام
الصراحه موضوع هاااااااااااااااادف وقيم وفى محله .

وياليت كل البنات اللى مابعد تزوجوا يقرونه ويطبقونه عند الخطبه.

وجزاك الله عن كل حرف خير.:26: :26: :26:
reeem_22
reeem_22
طيب وايش بالنسبه للي املكين ايش الى يصير بينهم والى مايصير؟؟؟؟؟؟؟؟ياليت تفيدونا بعد لاني املكه الحين وحابه اعرف ايش اسوي وايش الى انتبه له وماسويه وشلون اتصرف معه ومع اهله وشكرا :)