هل يعاني طفلك الإمساك؟ هل تعرفين أسبابه وعلاجه؟ هل تستطيعين التعرف عليه بسهولة ؟ تفيد الإحصائيات أن 5% من أسباب مراجعة الأطفال في مختلف الأعمار للطبيب هي الإمساك المزمن، وعادة ما تظهر لديهم هذه الحالة بين سن الثانية والرابعة من العمر، فيشكو 4% من الأطفال ما دون سن السادسة من الإمساك المزمن، و2% فيما بعد ذلك.
* علامات الإمساك :
الإمساك لدى الطفل بالتعريف الطبي - حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط - هو حالة تحصل فيها قلة عدد مرات التبرز، أو يواجه الطفل فيها صعوبة في إتمامها، مما يسبب له إزعاجاً يجعله يشكو لذويه من الأمر إن كان في عمر بمقدوره ذلك. وحينما تستمر الحالة لمدة تتجاوز أسبوعين فإن الأمر يغدو إمساكاً مزمناً. ولكن هذين الأمرين أي قلة عدد مرات التبرز وصعوبة التبرز ليسا وحدهما علامات وجود إمساك لدى الطفل، بل إذا ما أضفنا إلى الأمر ما يراه بعض الأطباء بأن عدم قدرة الطفل على إتمام إفراغ القولون من البراز هو أحد مؤشرات وعلامات وجود إمساك، وهو ما يصعب على الطفل التعبير عنه إلا أن آثاره لا بد أن تظهر لاحقاً علي ملابس الطفل الداخلية، إذْ أنه حتى الأطفال الذين يتبرزون يومياً بإخراج كميات قليلة منه بينما يبقى الكثير منه في المستقيم، فإن ذويهم سيلحظون وجود بقايا البراز تلطخ ملابسهم الداخلية. من هنا يعتبر هذا الأمر علامة على وجود إمساك أيضاً لدى الطفل حتى لو لم يشك منه أصلاً.
ومن بين الأعراض الأخرى لإمساك الطفل إخراجه برازا كبير الحجم وأكثر قسوةً بالنسبة للبراز المعتاد، أو مع وجود دم أحمر مختلط به، أو ألم في البطن وفقدان شهية الأكل، أو عدم رغبة الطفل في دخول الحمام ومقاومة ذلك، أو صراخه من الألم أثناء التبرز. كل هذه الأعراض تستدعي من الأم أو المربية التنبه إلى ضرورة زيارة الطبيب لأخذ المشورة والعلاج.
* أسباب الإمساك :
أسباب الإمساك عند الأطفال قد تكون عضوية وقد تكون وظيفية، فحينما تحصل حالة الإمساك لتغير في الوتيرة المعتادة لتبرز الطفل فإن الغالب أسباب وظيفية. وأهمها إحساس الطفل بألم أثناء التبرز، فيتحاشى بالتالي ذلك الأمر ويُقاوم رغبته في التبرز كأن يضغط علي عضلات فتحة الشرج العاصرة أو يقف باعتدال شديد حتى تزول الرغبة لديه في التبرز، مما يجعل البراز يتجمع في الأجزاء السفلى من القولون بكمية أكبر، ومع الوقت تأخذ هذه المحتويات بالجفاف أكثر. ومع مرور وقت أطول على هذه الحال تأخذ العضلات والأعصاب في القولون بالارتخاء والتعود عليه. وتتكون نتيجة لذلك كتلة صلبة في المستقيم من البراز. المشكلة تظهر حينها في صعوبة إخراجها وتخليص الجسم منها بالكامل، كما وأيضاً في تسرب البراز الأكثر سيولة دون شعور الطفل وبالنتيجة تلطيخ ملابس الطفل الداخلية دون أن يكون هناك ذنب للطفل في حصوله.
كما أن من الأسباب الوظيفية الأخرى قلة تناول الطفل للسوائل، أو قلة تناول الألياف التي في الفواكه والخضار والبقول والحبوب، أو كثرة تناول مشتقات الألبان، أو قلة ممارسة الرياضة البدنية، أو كأثر جانبي للعديد من الأدوية.
الأسباب العضوية متعددة لكنها غالباً ليست السبب طالما أن الطفل كان طبيعياً، وهنا يأتي دور الطبيب في الكشف عنها وتمييزها مما يُحتم مراجعته والمتابعة لديه.
* نصائح رابطة طب الأسرة الأميركية لعلاج إمساك الأطفال المزمن :
ذكرت مجلة رابطة طب الأسرة الأميركية في عدد يناير الماضي، دراسة مراجعة لمشكلة الإمساك المزمن لدى الأطفال، تضمنت جملة من النصائح للأمهات حول كيفية تعاملهن معها لدى الطفل، وملخصها النقاط التالية:
ـ الحفاظ على الروح الإيجابية في التعامل مع مشكلة الطفل هذه، فغضب الأم وتوعدها الطفل بالعقوبة أو إشعارها الطفل بالخجل من شكواه أو صراخه أثناء التبرز أو ممانعته للذهاب إلى الحمام وعلى وجه الخصوص تلطخ لباسه الداخلي, هو أسوأ ما يمكن للأم أن تفعله وسيزيد المشكلة تعقيداً.
ـ تذكر كيفية عمل أعضاء الجسم، فبعد تناول الطعام تعمل الأمعاء على زيادة حركتها كي تدفع الطعام نحو الأجزاء الداخلية من الجهاز الهضمي. وحركة الدفع إلى الأمام هذه قد تؤدي إلي نشوء رغبة في التبرز لدى الطفل، وهنا تستطيع الأم تحين الفرصة للطلب من الطفل أو حثه على الذهاب إلى الحمام للتبرز، هذا مع جعل جلوس الطفل على كرسي الحمام مريحاً عبر وضع حلقة مناسبة لحجم جسمه في أعلى المقعد ووضع شيء مرتفع نسبياً يستطيع الطفل وضع رجليه عليه كي يرتاح عندما يستدعي التبرز وقتاً طويلاً قد يصل إلى 10 دقائق، والبقاء معه ومحادثته أثناءها حتى يفرغ من قضاء حاجته. وشددت الرابطة على دور ترغيب الطفل في هذا وذكرت وسائل من الأمور التي قد تقدمها الأم مكافأة للطفل على تعاونه.
ـ ملاحظة الأم متى يذهب طفلها إلى الحمام وكم من الوقت يستغرق فيه، ومواصفات البراز الذي يُخرجه، ومدى نظافة لباسه الداخلي.
ـ تقديم وجبات غذائية للطفل تحتوي على الألياف كالتي في الحبوب والخضار والفواكه. وكمية الألياف التي يحتاجها الطفل تقدر عادة بالعمر زائداً 5, أي أن الطفل ذا الـ10 سنوات من العمر يحتاج إلى 15 غراما من الألياف يومياً.
ـ حث الطفل على شرب الماء والسوائل الأخرى من العصير الطازج أو الشوربة وغيرها. مع ملاحظة أن بعض الأطفال قد تخف لديه مشكلة الإمساك حين التقليل من شرب الحليب أو تناول مشتقات الألبان وعدم تجاوز كمية الحليب المتناولة يومياً 3 أكواب. ـ حث الطفل علي الرياضة البدنية اليومية وشرب السوائل أثناء ممارستها.

koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️