من العلامات الدالة على قرب قيام الساعة موت العلماء, يقول صلى الله عليه وسلم: ((لاتقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل))، وقبض العلم يكون بقبضالعلماء, ففي الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد،ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوسا جهالاًفسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)), فوجود العلماء نعمة عظيمة وموتهم مصاب جلل.
فمن علامات الساعة، موت العلماء، علماء الكتاب والسنة، ورثة الأنبياء، أخشىالناس لله، مرجع الأمة، وأئمة الهدى، أهل الحكمة والفقه في الدين, الذين في موتهمرفع العلم وثبوت للجهل, وفي الأعوام الأخيرة، كثر موت العلماء
إن وفاة سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين مصيبةعظمى، فقد تسببت في ايجاد ثلمة في الإسلام، كما قال الحسن البصري: ((موت العالم ثلمة في الإسلام لايسدها شيء ما اختلف الليل والنهار)).
إنها الفاجعة والمصبيةوالخسارة، للمسلمين عامة ولنا في هذه البلاد خاصة، نسأل الله ان يخلف علينا خيرا،وان يسكن الفقيد فسيح جناته.
ان لموت العلماء مفاسد عظيمة يجهلها كثير من الناس،منها ان الناس بعدهم يبحثون عمن يعلمهم العلم، فلا يجدون إلا أهل البدع، ومن ليسواله بأهل, وفي الحديث الذي رواه الطبراني عن أبي أمية الجمحي أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: ان من اشراط الساعة ان يلتمس العلم عند الأصاغر ومن المفاسدالمترتبة على موت العلماء، ان الناس يعرضون عن العمل بالعلم، لأن العلماء هم الذين يوجهون الناس ويحثونهم ويبينون لهم أهمية العلم وضرورة العمل به, فإذا مات العلماءوصار العلم إلى الأصاغر انعدم العمل بالعلم وفي الحديث الذي رواه الترمذي وصححهالألباني رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ان أبا الدرداء رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: هذا أوان يختلسالعلم من الناس حتى لايقدروا منه على شيء, فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلسمنا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولتقرأنه نساءنا وأبناءنا؟ قال: ثكلتك أمك يازياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارىفماذا تغني عنهم، قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت: ألا تسمع مايقول أخوك أبوالدرداء؟ فأخبرته بالذي قال أبو الدرداء، قال صدق أبو الدرداء، إن شئت لأحدثنك بأولعلم يرفع إلى الناس: الخشوع، يوشك ان تدخل المسجد فلا ترى فيه رجلاً خاشعاً, ومن الآثار المترتبة على ذهاب العلم، عندما يقبض العلماء، فُشُوُّ الجهل, فالعلمصار عند الأصاغر وأهل الفتوى يفتون برأيهم والأدلة لايعمل بها، عندها يعم الجهل بينالناس، فتكثر الفتن ويكثر القتل, حتى لايدري القاتل فيما قَتل ولا المقتول فيماقُتل، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لايدريالقاتل فيما قَتل ولا المقتول فيما قتل)) فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج، القاتلوالمقتول في النار, وإذا فشا الجهل ، استحل الناس ما حرم الله,
وهذا حاصل فيآخر الزمان, فقد روى البخاري وأبوداود عن أبي عامر وأبي مالك الأشعري أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمروالمعازف)),.
فموت العلماء مصيبة عظيمة فيجب على المسلمين معرفة قدر علمائهم،واستغلال فترة وجودهم, أسأل الله الحفظ والرعاية لمن بقي من علمائنا، والرحمةوالغفران لمن مات منهم إنه سبحانه سميع مجيب.
اللهم ارحم شيخنا وارفع قدره في عليين وألحقه بالصالحين
لعمرك ما الرزية جمع مال ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد فذ يموت لموته خلق كثير
اللهم إنا نسألك في هذه الساعة أن تجعل قبره روضة من رياض الجنة , اللهم لا تفتنا بعده واغفر لنا وله
إنك سميع مجيب .
waft air @waft_air
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️