تغريد حائل @tghryd_hayl
عضوة شرف في عالم حواء
~ فقراء إلى الله ~
وكباقي الصغار
وبمقلتان مكتحلتان برماد الدهشة
وغارقتان بعجرفة إنسان
عكفت على دميتها العتيقة
تُمارس إعادة أجزائها المبعثرة أشلاء،
وكأن الوقت توقف
وتحشرجت بحنجرتها الأفراح،
وذبلت ابتسامتها البرئية
في لحظة فقر وأنين حرمان.!
ففي كل الأساطير يبقى الفقر ترنيمة البؤساء
هكذا يعتقد العقل الشارد من محطات التأمل في ملكوت الله.!
فبين اختلاف الأطياف البشرية
وتنافر الطبقات الاجتماعية
خيطٌ رفيع تقف عند نهاياته.. حقيقة الاحتياج.!
فمنذُ لحظات الخلق الأولى
إلى لحظات النفخ بالصور
ونحن البشر في احتياج وافتقار إلى الله..!
فشتان بين رمضاء الجوع وشدة الفاقة
وبين علامات افتقار العبد لخالقه ومولاه..
شتان بين سؤال الناس حفنة من النقود،
وبين سؤال المعبود، والتذلل إليه طمعاً بكرمه وجوده..
شتان بين فقر الحروب الموجعة،
وبين فقر الإيمان وشح الطاعات..
فالافتقار إلى الله هو حقيقية العبودية ولبها،
وصراط الطامعين برضا الخالق وجنانه..!
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ).
فنحن فقراء إليه في كل مكان وزمان
فقراء إليه بكل سكناتنا وحركاتنا،
وهو المنفرد بالغنى وحده لا شريك له،
وهو الحميد في كل ما يقوله ويفعله ويقدره ويشرعه..!
فالافتقار إلى الله تعالى:
أن يُجرِّد العبد قلبه من كل أهوائه،
ويُقبل إلى ربه - عز وجل - متذللاً بين يديه،
مستسلماً لأمره ونهيه، متعلقاً قلبه بمحبته وطاعته،
وأن لا يكون ملك نفسه، بل كله لله..
فنحن بذور أمة
أنفاسها ومقاليد أمرها بيد خالقها..
إليه ملجأنا وإليه المصير..!
نحن الضعفاء
المفتقرون لرذاذ رحمته وعفوه
المتذللون لعظيم فضله
الواقفون على باب رجاءه.!
أختي الحبيبة:
كثيراً منّا يعيش في وهمٍ كبير
يعتقد أن الناس بيدهم له نفع أو ضر
بينما هم في الحقيقة ضعفاء
لا يملكون لأنفسهم نفعٍ أو ضرٍ،
ولا حتى يستطعون أن يخلقوا جناح بعوضة..
فكيف ينفعون غيرهم؟!
فلِمْ نطرق أبواب البشر ونشتكي لهم أحوالنا
وننسى أن نطرق باب من خزائنه ملأى لا تنفذ؟
فعلى مسارح الحياة..
كثيراً ما نُجيد ارتجال الفرح
وفي أعماقنّا جراح لا تندمل..
ونتقمص دور الضاحك
وفي أعيننّا تنزوي ألف دمعة..
ونتفاعل داخل ذرات الزحام
وأرواحنّا تُخالج زمهرير الوحدة والاغتراب..!
على مسارح الحياة..
تنمو براعم الضغوطات في وادي الأيام
رغم إقامة هدنة مابين الساعة ونبضها،
ومابين السعادة ولحنها..
ولكن يبقى لنّا من الابتلاء نصيب،
ومن الصبر تُرياق وقنديل..!
فلو استشعرت كل واحدة منّا وجود الله معها،
وإنها فقيرة له لا لسواه،
ونما في أعماقها إيمان ويقين بأنها امرأة مختلفة
تمتلك سمات القوة والتحدي والذكاء،
وأن بداخلها أنثى بألف رجل
تستغني بها عن احتياجها للبشر،
وتستطيع أن تصنع ذاتها بذاتها
وتُشيد أعمدة اعتزازها بكينونتها..
لأنحلت كل مشاكلها صغائرها وكبائرها،
وعم السلام خمائل قلبها المرهق..
فالمرأة صانعة الأجيال بلا جدال
ووعاء الحب والعطاء..
فلا تستهيني - حبيبتي - بنفسكِ
وتهدمي قلاع عالمكِ بمعول: ( أنا ضعيفة.. أنا وحيدة.. أنا غير قادرة.. أنا مكسورة )
تمردي على اليأس وهشمي أسواره..
لوني محيط حياتكِ بالفرح..
ابتهجي.. امرحي.. ابتسمي
وغذي روحكِ بشلال من الثقة،
وحسن الظن بالله..
تريثي في قرارتكِ، وادرسيها قبل إصدارها
فالتهور بإتخاذ أي قرار مصيري قد يُكلفكِ الكثير،
ويصعب عليكِ بعد ذلك التراجع عن قراركِ
الذي كان في لحظة غضب وتهور
فبعض القرارات عواقبها وخيمة
تهدم علاقات إنسانية، وتُشرد أسرة، وتجرح قلوب..
ولا تأخذي دور الضحية دائماً
فليس كل مرة يكونوا الآخرون هم الغادرون بكِ
السالبون منكِ ابتسامتكِ وسعادتكِ،
ففي بعض الأحيان نكون نحن من نقتل أنفسنا بأنفسنا،
ونُدخلها في دهاليز الحزن، ونؤجج فيها نيران التعاسة بسلبيتنا
وانقيادنا لصوت الفشل..
فعندما تتقاذفكِ الأمواج لا تتقوقعي داخل ذاتكِ
بل افرشي سجادتكِ، وناجي رب الكون..
واطلقي العنان لدموعكِ الشفافة بالانسكاب
واستعيني بالخالق صاحب القوة والجبروت،
وتقربي له بقلبكِ
وبكل جوارحكِ
تجدين الوجود جميلاً..
فالطلاق ليس وصمة عار
واليُتم ليس انكساراً،
والإعاقة ليست احتضاراً،
والتأخر بالزواج ليست بقايا رماد،
وعدم الإنجاب لا يعني ذبول زهرة الرجاء،
وفقد الزوج ليس إجهاضاً للأمان،
والفاقة ليست نديمة الشقاء..!
فالله خلقنا ولم ينسانا
ووعد الصابرين بالجنة، والثواب العظيم..
فلا نجزع من أقدارنا
ولنقتبس لنّا في ظلمة الأسحار..نوراً
يُضيء عتمة أفئدتنا المُثقلة بالهم والكرب
فــــــــ دائماً ثمّة ضوءٌ بآخر النفق.!
عزيزتي:
مقالي هذا ليس فلسفة فكرٌ فارغ
وليست ثرثرة قلمٌ نهض من سُباته وخطَ بعشوائية..
مقالي عصارة تجارب ودروس موجعة تعلمتها من الحياة
فاقت سنوات عمري بكثير،
وأستنزفت ربيع أيامي بكل قسوة
ولكنها لم تكسرني..
لم تُفقدني إيماني وثقتي بخالقي
لم تُحطم سياج شخصيتي
لم تُبعثر أبجديات قناعاتي ومبادئي..
نعم أشعلت مفرق سنيني بالشيب
ولكنها لم تنل من كبريائي وكرامتي..
نعم سلبت أمان روحي لفترة من الزمن
ولكنها لم تُلخبط جينات عزيمتي..
الظروف صقلتني ووضعتني أمام اختيارين لا ثالث لهما
أما أن أكون مع المغادرين إلى مدينة التحدي، والبناء، والصمود
ولا أُعيرُ اهتماماً لمراحل التعثر القادمة..
وأما أن أكون مع القادمين من مطارات الانكسار، واليأس، والتشتت
وأخافُ من نقطة عبور شائكة..
فاخترتُ بوابة المغادرون
وحملتُ حقائبي بمفردي
وكان سراجي وما يزال.. الثقة بالله
وحسن الظن به - سبحانه وتعالى -
أن تعسرت أموري.. رفعتُ يدياي لعلام الغيوب
ورجوته الفرج، وسعة الرزق، ونور الدرب..
وأن أنتابني حزن.. شكوتُ همي وحزني إليه
وتذللتُ بين يديه أن يُزيل همي، ويلج السكينة في فؤادي..
وأن أصابتني لحظة ضعف.. توسلتُ إليه
أن يمدني بالقوة والصبر والثبات..
وأن كنتُ في خير وسعادة شكرته وحمدته على فضائله وكرمه
وأن غفلتُ أو قصرتُ في أمر ديني طلبته العفو والغفران وحسن الختام..
فلتكن حياتنا كلها لله.. فسنرى العجب..!
لكل قاعدة شواذ:
مقولة صائبـــــــــــــــــــــة
تندرج تحتها بعض ظروف الحياة..
فالظروف قد تصنع منّا استثناءات وحالات خاصة تختلف من شخص لآخر..
فقد نضطر أحياناً لتحمل أطناناً من المسئولية لكوننا ( قاعدة شاذة ) بظروفنا،
وأحياناً أخرى نضطر أن نهيم في دروب التضحيات والتنازلات،
ونكون مجبورين عليها؛ لغاية في نفوسنا،
ومن أجل أهدافٍ نبيلة نرجو تحقيقها بحياتنا
وتستحق منّا المشي على الأشواك، ورفع الكرت ( الأحمر )
في وجه كل ناصح لا يقشع من ظروفنا إلا النصف الفارغ من الكأس،
ويتجاهل معادلة النصف الممتلئ منه
وحكمة ( العبرة تكمن في النهاية )
فلتكن عِبرتنا في النهاية:
أن نخرج من عنق الزجاجة بنظرة إيجابية للحياة
ونحلق مع سربِ الأمل،
ونُشعل قناديل اليقين في دروبنا المعتمة،
ونتنفس حقيقة الاحتياج للمعبود دون سواه..!
ومضــــــــــــــــــــــــة:
رددي دائمــــــــاً: أنا لستُ وحدي
( الله معيّ )
فلن تسقط قدماي في منزلق اليأس
وقلبي متعلق بمحبتـــــــــــــه - عز وجل -.!
35
4K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تسكت تغريد أحياناً ..
لكنها حينما تغرد تتردد الأصداء في أفق البيان ..
فهي والبيان صنوان ..
تسقى بماء واحد ..
ماء المشاعر الرقراقة ، والشفافية ، والروح المحلقة ..
لافض فاه قلمك ، وعصارة أفكارك ..
صدقتِ .. نحن الفقراء إلى الله وله وحده المقصد
وهو المرجى ..
بذلك اليقين وحده نواجه كل مصاعب الدنيا
والعراقيل التي يضعها البشر أمامنا ..
نغمة تفاؤل ، ولهجة تحدي ، وثقة إيمانية ، وقناعة داخلية
وغيرها .. الكثيير ألمسه في حروفك وتعابيرك الثرية
وهي تشعل روح التحدي والأمل ..
وتوقظ الإرادة ، وتعزز الثقة والكبرياء ..
وتدعو إلى نبذ الخور والضعف والاستسلام ..
رائعة .. رائعة .. بكل المقاييس ..!
وما أحوج المكان إلى مثل هذه النغمات التي تشد العزيمة
بورك القلم صديقتي وصاحبته ..
ياتغريدة البيان .
لكنها حينما تغرد تتردد الأصداء في أفق البيان ..
فهي والبيان صنوان ..
تسقى بماء واحد ..
ماء المشاعر الرقراقة ، والشفافية ، والروح المحلقة ..
لافض فاه قلمك ، وعصارة أفكارك ..
صدقتِ .. نحن الفقراء إلى الله وله وحده المقصد
وهو المرجى ..
بذلك اليقين وحده نواجه كل مصاعب الدنيا
والعراقيل التي يضعها البشر أمامنا ..
نغمة تفاؤل ، ولهجة تحدي ، وثقة إيمانية ، وقناعة داخلية
وغيرها .. الكثيير ألمسه في حروفك وتعابيرك الثرية
وهي تشعل روح التحدي والأمل ..
وتوقظ الإرادة ، وتعزز الثقة والكبرياء ..
وتدعو إلى نبذ الخور والضعف والاستسلام ..
رائعة .. رائعة .. بكل المقاييس ..!
وما أحوج المكان إلى مثل هذه النغمات التي تشد العزيمة
بورك القلم صديقتي وصاحبته ..
ياتغريدة البيان .
بتول~
•
الله يسعدك موضوعك رائع ويلامس القلب ..استفدت كثير وعنوان الموضوع من اكثر الاشياء الي ﻻمست قلبي بارك الله فيك ..
R.....R
•
إن قلت شكراً فشكري لن يوفيكم، حقّاً سعيتم فكان السّعي مشكوراً، إن جفّ حبري عن التّعبير يكتبكم قلب به صفاء الحبّ تعبيراً.
الصفحة الأخيرة
احترم رقي كتابتها
كل مواضيعها تلامس القلب
واشعر انها مليانة بالطاقة الإيجابية ماشاء الله
داخلة الموضوع بس عشان احييها وأتمنى لها يوم سعيد (: