بسم الله الرحمن الرحيم
مع بدء العام الدراسي..وتوافد الطلاب والطالبات على مدارسهم..
يبدأ المعلمين والمعلمات بإلقاء الطلبات..
فهذا يطلب دفترا..وهذا يطلب قلما..والثالثة تطلب ألوانا من النوع الفلاني..والرابعة تطلب دفترا بمواصفات معينة..
وقد لا يراعي بعض المعلمين والمعلمات حالات الفقراء من إخواننا ..
فإذا تخلف طالب أو طالبة منهم عن إحضار المطلوب في الوقت المعين ..
غضب المعلم وأزبد وأرعد وتوعد وتهدد..
واعتبر عدم إحضار الطالب الشيء المطلوب إهمالا
وعدم مبالاة بالمادة ولا بمعلم المادة........الخ..
ولكن هل سأل المعلم نفسه يوما ..لم لم يحضر الطالب هذا الشيء ؟؟
هل هو بالفعل إهمال أم أن وراء الأكمة ما وراءها كما يقال؟!!!..
هناك العديد من الفقراء في مجتمعاتنا ولهم الحق في التعليم مثل غيرهم ..
فهم بشر لهم ما للبشر من حقوق..ولئن كان الله أنعم على ذلك المعلم بالغنى ..
أو كان ذلك المعلم متوسط الحال ..مستغن عن الناس..
فليس كل الناس مثله..ومن الخطأ أن يقيس الناس جميعا على شخصه الكريم..
فهناك من يحاولون جاهدين أن يحضروا لأبنائهم ما يحتاجونه في مدارسهم
مقدمين ذلك على اللقمة التي يأكلونها فيبيتون ليالي متتالية طاوين..
قد لا يصدق البعض ويظن هذا ضربا من الخيال !!
كلا والله بل هي حقيقة واقعة وفي مجتمعاتنا من قوم ينطبق عليهم قول الله:
((يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف))
وقد حصلت العديد من القصص..ولعلي أورد بعضها..
فهذا مدرس الرياضيات أعرفه شخصيا طلب من طلابه أن يحضر كل منهم دفترا ذو مواصفات معينة ليستطيع دراسة المادة بشكل جيد..فأحضر الطلاب وبقي أحدهم لم يحضره..
فأكد عليه المعلم بأن يحضر الدفتر وفي اليوم التالي لم يحضر الطالب الدفتر المطلوب
فغضب المعلم!..
وفسر ذلك بأنه إهمال وعدم مبالاة بالمادة فعاقب الطالب عقابا أليما
لعله آلم الطالب في نفسه قبل أن يؤلمه في جسده..
لقد كان ذلك المسكين يعيش حالة مادية سيئة بين أسرته فوالدهم بالكاد يوفر لهم اللقمة ..
فكيف يحضر ذلك الدفتر الذي يكلف ما يقرب من خمسة ريالات ..
لعل الخمسة ريالات هذه أو أقل تعشيهم جميعا ليلتهم تلك!!..
فانطلق يشكو إلى أحد المعلمين ممن يتفهم حال الطلاب يشكو بين
يديه والعبرات والدمعات تسبق الكلمات..لقد كانت تلك الشكوى سياطا
على قلب ذلك المعلم..والذي تولى الأمر..
ثم وضح لذلك المعلم حالة ذلك الطالب بسرية فما كان من المعلم الذي عاقب الطالب إلا أن ندم ونزلت يعلم الله منه العبرات ندما على تصرفه مع ذلك الطالب ولكنه أخذ العبرة بعد ذلك فقد أصبح يتفهم حالات الطلاب وعلم أنه ليس الجميع بمقدورهم إحضار ما يريد..
وهذا أب آخر تركت ابنته الصغيرة التعليم رغم صغر سنها فهي في بداية المرحلة الابتدائية..الحقيقة أن الجميع استغرب ذلك التصرف ..
فأحد الإخوان جزاه الله خيرا علم أن وراء هذا التصرف الغريب من الأب أمر عظيم فما زال بالأب يلف ويدور معه حتى تبينت الحقيقة عندما انفجر الأب باكيا!!!..
إن المعلمات يطلبن من ابنته طلبات لا يستطيع توفيرها
وإذا لم تحضرها البنت تعاقب ..فالألوان لابد أن تكون
من النوع الفلاني..والورق اللاصق من النوع العلاني...وكذا يكون كذا........الخ..
وكذلك عندما تنظر ابنته إلى الطالبات الأخريات تجد عندهم ماليس لديها فتبدأ البنت تطلب من أبيها مثل حقيبة فلانة ومثل أقلام فلانة..والأب لا يستطيع وابنته بحكم أنها طفلة لا تفهم تتأثر نفسيتها..
تنظر ما لديها وما لدى الأخريات..ولعلها تلاحظ الفرق..
فعندما طلبت البنت ترك الدراسة وافق الأب مباشرة
وأخرجها الأب من المدرسة حفاظا على نفسيتها كما رأى!!!..
سبحان الله إنهم إخواننا ولعلم يعيشون بيننا ولكننا قد لا نعلم بفقرهم المدقع ..
فهم كما قال الله ((يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف))..
فيأيها المعلمون والمعلمات..ليس كل من لم يحضر المطلوب مهملا أو متساهلا ..كلا!!..
فهناك الفقراء المدقعون..
فهلا تبين المعلم قبل العقاب هل هذا التقصير إهمال أم لا!..
وبالطبع لا يستوضح من الطالب أو الطالبة أمام البقية بل سرا
بينه وبين ذلك الطالب أو الطالبة...
حتى يكون أقرب إليه وإلى نفسه ولا تتأثر نفسية الطالب بسبب فقر أهله ...أوخجله من زملائه..
ثم إني أقترح أن ينظم المعلمون والمعلمات فيما بينهم حملة تبرع للطلاب المحتاجين فإذا علموا أن حالة طالب ما سيئة بذلوا له من الأموال ما يستطيع أن يواصل به تعليمه ويحضر به ما يحضر بقية الطلاب والطالبات أو بالإمكان شراء مجموعة من الأدوات المدرسية من هذه التبرعات وتوضع عند المرشد الطلابي أو المشرفة الاجتماعية أو أحد المعلمين الثقات أولي الأحلام والنهى..وهو يتولى موضوع الفقراء من الطلاب..
أيها المعلمون والمعلمات إنها أمانة في أعناقكم ستسألون عنها يوم القيامة أحفظتم أم أهملتم وضيعتم؟!!!وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها وقد أخرجه ابن حبان ((اللهم من من ولي من أمر أمني شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به))..
وروى هذا الحديث أيضا مسلم في صحيحه وأخرجه البيهقي في سننه الكبرى..
فالرفق الرفق برعيتكم أيها المعلمون...
والله الله في تلك الأمانة..
حتى انني لا اشترط عدد صفحاته......
الله يكون في عون المحتاجين والمحتاجات
اااااامين