الحمد لله الذي كفى وشفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.
أما بعد :
أحببت أيها القارئات الكريمات أن أجمع لكن هذه السطور، المتناولة لما يعرف بفقر الدم، مبتعدا عن الإسهاب أو التعقيد العلمي لتكون سهلة المنال، راجيا من المولى العون والسداد.
فقر الدم بعوز الحديد
إعداد: زكي بن محمد التلمساني ( صيدلاني)
صورة لكريات دموية حمراء – فيا سبحان الله !-
توطئة:
* أولا فقر الدم يبقى كمحصلة لخلل ما، و ليس هو مرض قائم بذاته.
* يحق لنا أن نتكلم عن فقر الدم إذا كانت نسبة الهيموجلوبين أقل من 12غ/دل عند الرجل، و 11غ/دل عند المرأة شريطة أن يكون الحجم الدموي عادي.
* هناك عدة آليات تدخل في فقر الدم :
- إما قصور في إنتاج كريات الدم الحمراء أو الهيموجلوبين ( فقر دم مركزي).
- ضياع زائد للدم ( حالة النزيف مثلا).
- تخريب الكريات الدموية الحمراء ( انحلال الخلايا الدموية الحمراء).
نبدأ بتوفيق الله باستعراض فقر الدم بعوز في عنصر الحديد.
فقر الدم بعَوَز الحديد
* هو الأوسع إنتشارا في العالم ومرجعه إلى تعقيدات على مستوى الجهاز الهضمي أو إرتفاع الإحتياجات لعنصر الحديد في الحالات الطبيعية (عند الحمل مثلا).
* شخص بالغ يزن 70 كغ له حوالي 4 غ من الحديد موزعة كالآتي :
* 70% في الهيموجلوبين.
*5% في الميوجلوبين (بروتين ناقل للأكسجين في العضلات).
*25 % في الكبد (مُخَزَن كإحتياطي).
* 0.1 % في الدم (ليس حر لكن مرتبط ببروتين متكفل بنقله (transferrin
· يتم إمتصاص الحديد على مستوى الصائم والاثني عشر من الأمعاء الدقيقة، وتزيد قدرة الإمتصاص بنقص الإحتياطي من الحديد وبفيتامين ج المحفز لإمتصاص الحديد، وتنقص بإرتفاع إحتياطي الحديد والأدوية المضادة للحموضة أو المستعملة في حالات التقرح المعدي التي تعقِّد عملية إمتصصاص الحديد.
· الإحتياجات اليومية هي حوالي 10ملغ عند الرجل، و15ملغ عند المرأة، لكن فقط 10% من الحصة الغذائية يتم إمتصاصها، أما عن الضياع اليومي فيقدر بحوالي 1 إلى 2 ملغ عند الرجل، ومن 2 إلى 4 ملغ عند المرأة (هذه الزيادة مرجعها الحيض).
الأسباب :
أما عن الأسباب فنجملها في ثلاثة، هي كالآتي :
1) نزيف دموي مزمن في 90% من الحالات ;
· نزيف يمس الجهاز الهضمي( تقرح معدي، سرطان المعدة، سرطان المستقيم، بواسير، أمراض طفيلية....) أو تبعا لتناول لبعض الأدوية (أسبرين، مضادات التخثر، مضادت الإلتهابات اللاسترويدية…).
· أمراض نسائية في 45% ; أهمها ورم ليفي على مستوى الرحم، السرطانات، إستحاضة (ضياع مفرط ومستمر للدم).
2) إرتفاع طلبات العضوية لسد الحاجات الوظيفية عند الحمل مثلا و في مرحلة المراهقة، وكذلك عند الرُضّع، وفي حالة الإستحاضة...
3) نقص في الموارد (خاصة في البلدان الفقيرة أين بها سوء التغذية) أو قصور في الإمتصاص (في بعض الحالات المرضية أو عند التدخلات الجراحية خاصة على مستوى الجهاز الهضمي).
الأعراض :
· جميع حالات الأنيميا بعوز الحديد لها أعراض سريرية إذا كانت حدتها معتبرة وكمثال على ذلك ; أنيميا بنزيف دموي تستقر بتدرج و تأخذ الأعراض الآتية :
بوصفار، شحوب، لُهاث عند الإجهاد، تسارع خفقان القلب، إرهاق..( مثلا المرأة تشعر بإرهاق عند أدائها لأشغال منزلية بسيطة).
· أعراض أخرى لكن غير ثابتة قد تشير إلى نقص في الحديد منها ; أظافر متقصفة، متكسرة، مُحدَودَبَة. وإذا كان النقص فادح نلمح جفاف الجلد، تكسر الشعر ودون أن ننسى الأعراض المختلفة لسوء التغذية.
العلاج :
· المعالجة ترتكز على معرفة السبب و من ثَّمة إصلاحه.
· أخذ جرعات من أملاح الحديد 20 ملغ ثلاث مرات يوميا عند تناول الوجبات مع الإشارة إلى أن خلال مدة العلاج يكون البراز ذا لون أسود.
· مدة العلاج من ثلاث إلى ست أشهر وذلك لتدارك النقص ثم لتزويد العضوية بالإحتياطي.
· على المرأة الحامل أن تحرص على أن تزود عضويتها بالحديد باتباع النظام الغذائي الغني بالحديد، لأن إحتياجاتها تزيد مع أشهر الحمل، و نقصه يؤدي للأنيميا و إلى عدم إكتمال النمو عند الجنين :
+ من الشهر 0 إلى 3 : 1 ملغ/اليوم.
+ من الشهر 3 إلى 6 : 4.4 ملغ/اليوم.
+ من الشهر 6 إلى 9 : 6.3 ملغ/اليوم.
الكريات الدموية الحمراء هي الأكثر عددا من كريات الدم البيضاء..
رانيا80 @ranya80
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
s0osa
•
جزاك الله خير معلومات حلوه
الصفحة الأخيرة