فقط ....تشابه الأسماء..هو سر سعادتي..

الأسرة والمجتمع

هاهو نادر خارجا من منزله بعد ان تشاجر مع زوجته لاتفه الأسباب كالعادة .. ومشاجرة اليوم كانت بسبب قميص لم يجده رغم انه يوجد غيره ، الا انه اراد رفع الصوت والصراخ .
ذهب الى عمله واثناء صعود السلالم احس بآلم حاد في صدره وضيق في التنفس وهذه لم تكن المرة الأولى بل انها حصلت معه من قبل ولكنه لم يعطها أي اهتمام. ذهب الى مكتبه ووجد على مكتبه ملفات مرتبة ..بدء يومه بشرب القهوة التي احضرها الساعي .. وهو يتبادل الحديث مع زميله في الغرفة عن تعب الوظيفة .. وغلاء الأسعار المستمر ..الذي اصبح يكدر الحياة .. ثم بدء يباشر عمله وماهي الا لحظات حتى عاد اليه الآلم .. فما كان منه الا ان انتهى من عمله مسرعا وطلب اذنا للانصراف مبكرا.
ذهب الى احدى العيادات التي تقطن في الشارع الخلفي من عمله .. وكان يعلو المدخل لوحة مكتوب عليها " عيادة د. محمد رؤوف .. استشاري الباطنية " دخل .. بعد تردد بسبب الإزدحام .. وجد العيادة مكونة من ثلاث غرف وصالة كبيرة مكتظة بالمرضى اللذين كانوا ينتظرون دورهم .. دفع فاتورة الكشف بعد ان سجل اسمه الثنائي .. واخد مقعده في الصف منتظرا دوره ..جلس بقربه رجل يتنفس بصعوبة ..تبادل معه الحديث..عرف انه مدمن على التدخين وحاول اكثر من مرة الاقلاع عن ذلك .. لكنه فشل .. مع ان صحته في تدهور مستمر ..امامه كانت الممرضة على مكتبها ولم تفارق الابتسامة شفتيها بالرغم من ضغط العمل.. وتعجب على قدرتها على ذلك ..عن يمينها كانت غرفة الكشف وغرفة أخرى للأشعة والتخطيط.
وبعد مرور نصف ساعة نادته ودخل على الطبيب .. الذي فحصه على سرير المعاينة الا انه لم يستطع تحديد حالته فطلب منه تخطيط لقلبه .. ذهب الى غرفة التخطيط ..كان هناك ممرض يظهر على محياه علامات الارهاق .. وبعد دقائق انتهى من ذلك .. وطلب منه ان ياتي في اليوم الثاني لأخذ النتيجة. فرجع عائدا الى منزله ..في حديقة منزله وجد ولديه يلعبان فزجرهما عن ذلك وطلب منهما الدخول ثم اكمل مشاجرته مع زوجته ووبخها بأنها لاتهتم بالأولاد حيث انه من المفروص ان يناما بعد الغذاء وغير ذلك من الأوامر .. فلم تجبه زوجته بل ذهبت واحضرت الطعام.. حينما بدء يأكل اتهم زوجته بأنها لم تضع ملحا في الطعام .. واصبحت لا تجيد الطبخ كالسابق .. عند ذك أجابته زوجته قائلة : انها كما هي ولم تتغير بل العكس هو الذي اصبح يتصف بصفات غريبة جديدة على طباعه التي تعرفها حيث اصبح يحب التعليق على كل شيء ويتضجر من الحياة ويغضب من أتفه الأسباب ، ثم تركته وذهبت .
وعندما قام عن الطعام شعر بالالم مرة أخرى فاراح نفسه بالنوم.

في اليوم الثاني كانت نتيجة التخطيط مدهشة فقد أخبره الطبيب بأن قلبه مجهد جدا واذا لم يهتم بصحته فسوف يحكم على حياته بالفناء. كانت هذه الكلمات كصاعقة حلت به ، ونصحه الطبيب بنظام غذائي معين وشدد عليه بالابتعاد عن الانفعالات لان أي مجهود حتى لو كان خفيف يأثر على حياته ، طلبه بالرجوع بعد شهران للكشف مرة أحرى، ووصف له بعض المسكنات مؤقتا.
أثناء عودته الى منزله كان يراجع كلمات الطبيب وتذكر كيف ان الحياة لاتدوم لأحد فهذا هو في ريعان شبابه لم يتجاوز العقد الخامس ولم يكمل رسالته الأبوية نحو ابنائه ، ورغم ذلك فحياته مهددة مابين لحظة وأخرى بالفناء .. ماأصعب أن يشعر الانسان ان حياته على حافة النهاية . أخذ يسترجع شريط حياته وكيف انه في السنوات الأخيرة اصبح يتضجر من كل شيء وبدون وعي منه استرسل في ذلك.. لايعجبه أي شيء .. يبحث عن سلبيات الأمور ولا يهتم بالايجابيات وكأنه يريد الكمال في الحياة مع علمه استحالة ذلك . واخذ عند ذلك قرار بينه بين نفسه بأن يعمل على قضاء ايام ممتعة مع أفراد اسرته والابتعاد عن الشكوى والتضجر بقدر المستطاع ، ولن يخبرهم بحقيقة مرضه فالحياة لاتستحق لحظة حزن واحدة.
عندما دخل منزله كان الولدان لم يناما بعد فما أن رآه حتى ذهبا يجريان فبادرت الأم قائلة: اني طلبت منهما أكثر من مرة الذهاب الى النوم الا انهما لم يسمعا الكلام .. لكن فوجيء الجميع حين طلب الأب بأن يبقى الطفلان ليتناولوا الطعام جميعا..أعدت الزوجة الطعام فجلس الولدان عن يمينه وابنته عن يساره .. وجلست زوجته امام..كانت المائدة مليئة بأطباق مختلفة من الأكلات وبطريقة مرتبة حتى الملاعق ومناديل السفر كانت منسقة.. وتعجب من نفسه لعدم ملاحظته لهذه الأمور من قبل، ونظر نادر الى ولديه وشقاوتهما المحببة والى ابنته التي اصبحت صبية جميلة ومن ثم الى زوجته العزيزة الجميلة والتي هي دائما الزوجة الصابرة الحانية .. تاملهم وهم يتناولون طعامهم دون اصدار أي صوت تقديرا لوجوده بينهم في هذه اللحظة لام نفسه ... فكيف بانسان ينتمي الى هذه الأسرة الصغيرة ويتضجر؟! .. كيف بانسان يستمع الى كلمة " بابا " من ابنائه ولا يرتاح ؟! فابنائه متفوقون في دراستهم ويغبطه الجميع على أخلاقهم الحسنة وزوجته منذ أن تزوجها لم يرى منها الا كل شيء جميل واهتمامها الواضح به وبابنائها وبيتها واحترامها له رغم تعليقاته اللاذعة احيانا . فأحس انه ظلم نفسه وظلم أسرته معه ومنذ ذلك اليوم بدء بقضاء معظم أوقاته مع أسرته فكان يذهب معهم للنزهات والحدائق .، ويشاركهم هواياتهم ولحظات تفكيرهم ومرحهم.. ويلبي جميع طلباتهم.
مرت الشهران دون أن يحس بالوقت فقد كان في غاية السعاة وخفت الآلم صدره رغم عدم انتظامه بأخذ الدواء بل بالعكس كان يتنفس بعمق دون أي ضيق.
ذهب الى العيادة في الموعد المحدد واجرى تخطيطا لقلبه ..انتظر في نفس اليوم لأخذ النتيجة ، لكن النتيجة كانت مختلفة عن الأولى فقلبه قلب شاب سليم وليس به أي مرض . وحينما اراد الاستفسار عن النتيجة السابقة بادر الطبيب قائلا: نعتذر منك حيث ان التخطيط السابق لم يكن لك ، بل لرجل غيرك والخطا كان بسبب تشابه الأسمان و المرض الذي معك ليس خطيرا .. بل لديه ضيق في التنفس بسبب الغضب والانفعالات الكثيرة ، واخبره ان حالته الان في تحسن وانه بالابتعاد عن الغضب والاستمرا على بعض الادوية سوف ترجع صحته كما كانت.
خرج نادر من الطبيب ولم يغضب من الخطا الذي قام به بل انه شعر بسعادة وللخطأ دور في هذه السعادة فقد تغيرت حياته واصبح ينظر الى الحياة بمنظار اخر ..عرف قيمة ما يملكه في حياته ..اضف الى ذلك صحته في تحسن مستمر وليس به مرض خطير .
كانت هذه الغلطة سببا في خروجه من القوقعة التي حبس فيها نفسه والانطلاق الى الحياة المرحة والاستمتاع بكل لحظة ... دخل الى منزله مبتسما فتسائلت زوجته عن سر ذلك فرد قائلا: تشابه الأسماء يازوجتي العزيزة.. فقط تشابه الأسماء سر سعادتي..

شدتني القصه كثيراً ...
وتساءلت متى نبدأ بتصحيح غلطاتنا مع انفسنا..
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مخلصه لزوجها
مخلصه لزوجها
قصه جميله


فعلا عندما تغير من وجهة نظرك تتغير الحياه معها


الف شكر عليها يا اموووووووووووووووووووووووووووره الحبوبه
القمورة أمورة
مخلصه لزوجها


حضورك.. وردك هو الأجمل..
:26:
saudi girl
saudi girl
:26:
beautylady
beautylady
القصة وايد حلوووووووووو ... :27: .. تسلمين ..
القمورة أمورة
saudi girl
:26:
beautylady
:26:
حياكم الله..