فكرة اكثر من رائعة

جمعية الاصلاح تتبنى مشروعاً للاستفادة من الطعام الزائد في صالات الأفراح




انطلق في رأس الخيمة مشروع غير مسبوق لجمع بقايا الأكل من صالات الافراح وحفظه في برادات خاصة لمنع رميه في حاويات القمامة.وتتولى هذا العمل جمعية الاصلاح والتوجيه الاجتماعي التي شكلت فرقا لتقوم بمهمة المرور على صالات الافراح وجمع ما تبقى لها من الأكل. ويقول أحمد عبدالكريم المشرف على المشروع: نحن لا نبحث عن الأكل المتبقي على الطاولات وانما ما في القدور.


ويضيف عبدالكريم: ينبغي علينا أن نعترف بأن ما يتم من رمي للأكل ليس من عاداتنا بل يتعارض مع تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف اذ كيف ترمى كميات ضخمة من الأكل بينما في مجتمعنا تعيش أسر يمكن وصفها بالفقيرة هي في حاجة للأكل.


والمثير في الأمر انه في كل مرة تزور فرق جمعية الاصلاح والتوجيه الاجتماعي صالات الافراح تفاجأ بوجود قدور ضخمة معبأة بالأكل ولم تمسها الأيادي تنتظر من يذهب بها الى حاويات القمامة.وبحسب عبدالكريم فان في امارة رأس الخيمة حوالي 200 أسرة غير قادرة تماما على تدبير شأن أكلها بنفسها.


ويضيف: ضمن خطتنا بهذا الخصوص بدأنا ارسال فائض الأكل الذي جئنا به من صالات الافراح وغيرها الى تلك الاسر بعد اعداده في عبوات خاصة.


ومع أنه لا تتوفر احصائيات دقيقة حول كمية الطعام التي يتم جمعها من الصالات الا ان مصادر جمعية الاصلاح والتوجيه الاجتماعي القريبة من الهموم الأسرية اجتماعيا ودينيا وتربويا تتحدث عن أن أطنانا ضخمة من شتى أصناف الاكل الشهية تشق طريقها علانية لتستقر في جوف حاويات القمامة يوميا.


وعلى أي حال فان مشروع انقاذ الاكل من القمامة يبقى خطوة مهمة ومبررة لكنها تحتاج الى دعم من كل الجهات المسئولة عن الخدمات الصحية والبيئية وذلك باصدارها قرارات تحظر رمي بقايا الطعام الصالح للاستهلاك الادمي في حاويات الاوساخ. وبالنسبة للقائمين على الشأن البيئي فان عملية رمي الاكل في حاويات القمامة يشكل ظاهرة سلبية ذات عواقب بيئية وخيمة.


ويقول هؤلاء: مما لا شك فيه ان ابعاد الاكل عن الحاويات يعزز الجهود المبذولة على نطاق واسع لحماية البيئة. ويضيف احد مسئولي البيئة: بالطبع فان بقايا الأكل تعكر صفو البيئة بروائح نتنة وتساهم في جلب الافات والحيوانات الضالة ولذلك فهي الخطر بعينه على البيئة.


لكن المعنيين بالشأن الاقتصادي لهم رأي آخر يتمثل في ان ما يرمى من كميات الطعام يشكل فاقدا اقتصاديا. ويقول هؤلاء: ننظر الى هذه العملية من كون ان الانسان يساهم في تدمير الأكل مما يساعد في اضعاف فرص توفره في الاسواق وبالتالي ارتفاع اسعاره عاجلا أو اجلا.


لكن الاقتصاديين انفسهم يستبشرون خيرا لقيام مشروع لمنع رمي الاكل في حاويات القمامة. ويقولون: الى جانب منافعه العديدة الصحية والبيئية والاجتماعية فان هذا العمل الانساني يؤدي الى اعادة التوازن والاستقرار في الاسواق حين يغير مسار اطنان من الأكل لفائدة المحتاجين بدلا من أن تذهب الى حاويات القمامة.


رأس الخيمة ـ سليمان الماحي

منقول من جريدة البيان