عندما كنتُ عائداً من مكة المكرمة قادماً إلى الرياض بسيارتي، وحان وقت صلاة الظهر، وقفتُ لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في أحد المساجد التي على الطريق، وعندما دخلتُ دورات المياه " أعزكم الله " للوضوء تفاجأتُ كثيراً بنظافتها بل وكأنها للتو تم الانتهاء من بناءها " طبعاً سبب مفاجئتي هو لما نشاهده من سوء الخدمات في دورات المياه وأيضاً للأسف في المساجد على الطرقات !! " عموماً خرجتُ متوجهاً للمسجد وقبل دخولي وجدتُ ملصقاً قريب من باب المسجد قرأته فسعدتُ والله كثيراً، ومكثتُ أتأمل فيه لإعجابي بالفكرة التي كنّا ننتظرها منذ زمن، ودخلتُ المسجد فإذا هو بكامل الترتيب والنظافة فلا تسألوا عن سعادتي.
لا أطيل عليكم وإليكم صورة الملصق الذي أعجبني كثيراً ما فيه:
مشروع صيانة بيوت الرحمن
مشروع جبّار بحق من شباب نذروا أنفسهم لخدمة بيوت الله بعدما آلمهم ما كانوا يشاهدونه من سوء الخدمات بها فلله درّهم وأشهد إن هذا العمل عظيم عند الله وسوف يجازهم عليه أعظم الجزاء بإذن الله
اتصلت على الرقم الواضح بالملصق لاستفسر عن فكرة هذا المشروع الجبّار فأتضح لي الآتي:
أن هذا المشروع بدأت فكرته من خمسة عشر شاباً بعد أن لاحظوا تلك الحالة السيئة على المساجد، ودورات المياه, إضافة إلى افتقارها للخدمات التي يحتاج إليها المسافرون
وأن هذه الفكرة يتبناها الآن المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في حي الشفا في الرياض. وأنها تتمثل على الطرق السريع الرياض ـ مكة المكرمة، الرياض ـ المدينة المنورة، والمدينة ـ مكة.
والهدف من المشروع هو صيانة المساجد ودورات المياه على الطرق السريعة بشكل شهري كمرحلة أولى، إكمال نواقص المساجد ودورات المياه، نشر الوسائل الدعوية في المساجد لتوعية المصلين.
ثم جاءت بشرى أخرى أن هناك مرحلة ثانية للمشروع في المستقبل تتمثل في بناء مصليات للنساء مع الدورات"، وأن تلك الأعمال تتطلب التعاقد مع مؤسسات خاصة بها لتنفيذها.
أنتهي الاتصال بيني وبينه، وقرأتُ بعد ذلك عن المشروع فأتضح لي الآتي أيضاً:
أن للمشروع هيئة إشراف تتكون من مجموعة من المشرفين والعاملين، تم توزيع المهام عليهم على نحو مشرف عام على أعمال مشروع صيانة بيوت الرحمن "مدير المكتب"، المسئول عن لجنة صيانة بيوت الرحمن، عضو للمشتريات، عضو لمتابعة الاتصالات، وآخر لمتابعة خطابات التبرعات، مشرف على العمال والعاملين كالكهـربائي، السبـاك، الدهان، النجار، الحداد، عمال نظافة، معلم موكيت، معلم بناء سيراميك، ومهندس صوتيات.
وأن أعمال السباكة تتمثل عبر إصلاح الأدوات الصحية المتعلقة بدورات المياه كخلاط الوضوء، الصنابير، تمديد المواسير، تركيب السخانات والمغاسل ونحوها، إضافة إلى أعمال الكهرباء من خلال الاهتمام بإضاءة المسجد من الداخل والخارج، وكذلك دورات المياه كالنجفات بأنواعها، وتمديد الأسلاك والأفياش والطفايات والمراوح، إلى جانب أعمال النظافة وهي إزالة جميع الأتربة من المساجد والأوساخ من دورات المياه المعطلة كتنظيف الموكيت، واستخدام المبيدات والصابون والمطهرات وجميع أنواع المعقمات لدورات المياه، فضلا عن أعمال البوية لإعادة تجديد المسجد ودورات المياه، وإزالة الكتابات على الجدران داخل وخارج دورات المياه كدهن الأبواب والجدران، وحاملات المصاحف، والسواتر، وأعمال النجارة المتمثلة في إصلاح كل ما يتعلق بالأخشاب من أبواب، ونوافذ، وحلوق مكيفات ولوحات إرشادية"
وتتمثل الأعمال التي يسعى لها المشروع في الحدادة وهي إصلاح الأبواب والنوافذ المعطلة من الحلوق والمفصلات والأقفال، وأعمال السيراميك لإصلاح أرضية دورات المياه القديمة، وأعمال الموكيت والفرش عبر فرش المسـاجد التي فـرشها سيئ وقـديم، سواء للرجال أو للنساء، وأعمال الصوتيات من خلال تزويد المسـاجد بمكبر الصوت، والسماعات، والمحاقين، واللواقط، والأسلاك، وأخيرا أعمال التوعية من خلال توزيع المصاحف الشريفة والمترجمة، وكذلك النشرات الدعوية من مطويات عن الحج والعمرة وغيرها، والفتاوى عن صلاة المسافر ووضع اللوحات الإرشادية والأدعية على الجدران والأبواب".
ثم أن المشروع في حاجة لسيارتين دينا، وحافلة صغير يقل 14راكبا، وسيارة غمارة واحدة، ومكافأة الأعضاء في اللجنة وهم أربعة أشخاص يعملون براتب 1500 ريال شهرياً للفرد، ومكافأة تقدر بنحو 800 ريال شهريا 12 عاملا".
وأنه ينتظر دعما من الجهات المعنية ورجال الأعمال وفاعلي الخير لتكتمل الفكرة وتصبح المساجد مهيأة للمعتمرين والحجاج والمسافرين.
اللهم أجزل لأصحاب الفكرة المثوبة، وبارك في أموال كل من دعمهم وعاونهم في هذا المشروع الجبّار
لكن المهم هنا أن يتعاون الجميع لإنجاح هذا المشروع ...لا أن يُــجهض قبل ولادته !!
من المؤسف أن ننتظر من يتبرع بتقديم العناية والنظافة الكامله لبيوت الله ..ألم يكن حريا بالجميع الإهتمام بها ويكون الأمر نابعا من عقيدتنا التي تحث على النظافة في كل شيء !!
على كلٍ ...
نسأل الله أن يمن على القائمين بهذا المشروع بالقوة والعزيمة والصبر ,,,
خبر راااائع ..