

يقول تعالى: (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون))
ويقول أيضا جل شأنه: (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها))
ويقول أيضا جل في علاه: (( ولئن شكرتم لأزيدنكم))
يقول أبو الدرداء رضي الله عنه:
(( تفكر ساعة خير لك من عبادة سنة))

كثيرة هي الآيات والأحاديث والأقوال التي تدعونا إلى التأمل والتفكر في جميع أمور الدنيا والآخرة ولكن أين نحن من التفكير في ذلك؟
- نقرأ القرآن بكل سرعة ولا نفهم معاني الكثير من الآيات!
- تمر علينا الكثير من المحن ولا نفكر في المنح التي أكرمنا الله بها فخففت علينا مصابنا!
- نستمع إلى الكثير من القصص ولكن لا نفكر ولا نتعظ!
ولكن إلى متى تمضي حياة البعض منا دون تفكير وإدراك واستشعار لما يحدث؟!

أحبتي في الله:
لنترك مامضى ، ونفتح صفحة جديدة ، ونبدأ بالتفكير فيما يحدث لنا ولغيرنا تفكيرا يقودنا إلى محاسبة أنفسنا وإدراك نواحي القصور وخصوصا في علاقتنا مع الله عزوجل.
وكذلك نستشعر نعم الله علينا ونشكره.

أحبتي في الله:
سأوضح لكم بعضا من الخطوات العملية التي تقودنا بإذن الله إلى التفكر والاستشعار:
1) قف أمام المرآة:
انظر لنفسك وتأمل فقد أصبحت وأمسيت معافى في جميع أعضاء جسمك، وكيف خلقك الله في أحسن صورة.
وقفة:
كان عبد الله بن عمر بن الخطاب يحمل مرآة ويكثر النظر إليها. فلما سأل عن ذلك قال: أتأمل ما في وجهي من حسن وغيري يراه قبيحا فأحمد الله عليه.

2) التحدث مع الذات:
· حينما تستيقظ من نومك، اتكئ على سريرك، وأبدأ بالحديث مع نفسك:
لقد أكرمني الله بالإحياء بعد الممات ووهبني يوما جديدا استزيد فيه من الطاعات . وابتسم ، ثم خطط كيف تقضي هذا اليوم في طاعة الله.والتفكير في كل ما يجلب لك السعادة.

· حينما يحين وقت الإفطار والغذاء والعشاء،وبينما أنت تحتار من كثرة الطعام أبدأ مع نفسك وقل: الحمد لله عندي مالذ وطاب من الطعام ، ومتى ما أردت وجدت كل شيء أمامي فكيف بمن لا يمتلكون قطعة خبز!

· حينما تمرض وتحيط بك الهموم تفكر في قوله صلى الله عليه وسلم: (( مايصيب المسلم من هم ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله له بها خطاياه))
وخاطب نفسك: لابد أن اصبر واطمئن واحمد الله فكل مايحدث لي هو خير وإن كان ظاهره خلاف ذلك.

· خلال يومك ستشعر بأنك تتأرجح مابين الحزن والفرح فخاطب نفسك هذه طبيعة الدنيا ولذلك قال الشاعر:
طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار.
دار متى ما أضحكت في يومها أبكت غدا قبحا لها من دار.
وتذكر الأخرة ففيها النعيم الدائم . واسعى للعمل لها.

· حينما تمر بك الكثير من المشاكل:
أسأل نفسك دائما ما الحل ؟
وتذكر أنها مقدرة ومؤقتة وستعيد فلترة حياتك من جديد إن أحسنت التعامل معها.
وتذكر إن المشاكل والمصائب تشمل جانبيين : سلبي وإيجابي.
ففكر ماذا ستستفيد من تلك المشكلة رغم قساوتها !
وتذكر كم من المحن التي فرجت من حيث لاتحتسب!
وتفكر مرار في قوله تعالى : (( فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا))

3) ضع نصب عينيك قوله صلى الله عليه وسلم:
(( لا تنظروا إلى من هو فوقكم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم))
فحينما تحزن لأنك فقد والدك فتفكر فيمن فقد والديه وأسرته أجمع.
وكذلك حينما تكون مصابا بمرض ما تفكر فيمن مرضه أكثر خطورة منك. وفي سائر أمورك تفكر في الحديث ومن ثم احمد الله على ما أنت عليه.

4) تابع أخبار الإسلام والمسلمين والعالم بأسره، وزر المستشفيات ودار المسنين وتفكر في حالهم وما يعانونه ومن ثم احمد الله. فأنت أقل منهم ضررا.

5) استرخي على كرسي مريح أو افتح نافذة غرفتك، أو استلقي بعد صلاتك على سجادتك ثم تفكر فيما حدث لك خلال اليوم :
كم من نعمة أنعم الله بها عليك؟
كم مرة قرأت القرآن دون تدبر؟
كم مره عصيت الله وهو يغدق عليك من النعم؟
كم وكم وكم...الخ
وبعدها احمد الله واشكره لأنك لا تزال على قيد الحياة، ولا زالت الفرصة أمامك وتب إليه، واعمل جاهدا على رضاه والتفكر في نعمه وشكره وتذكر إن بالشكر تدوم النعم.

وقفة:
يقول بكر بن عبد الله ما قال عبد قط: الحمد لله إلا وجبت عليه نعمة بقوله الحمد لله فجزاء تلك النعمة أن يقول: الحمد لله فجاءت نعمة أخرى فلا تنفذ نعم الله.

وقفة:
زر السجن مرة في العمر لتعرف فضل الله عليك في الحرية.
زر المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الأخلاق.
زر المستشفى مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والعافية.
زر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة.
زر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل.
زر ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة.
د. مصطفى السباعي رحمه الله.


ختاما:
كانت تلك الكلمات مما أكرمني الله تعالى بها
فإن أصبت فالحمد لله أولا وأخيرا ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
(( خذوا ما ينال استحسانكم واعملوا به وعلموه لغيركم))
أختكم في الله:
Red fllower
فلورة
منطلقة نحو الإيجابية
دعواتكم في ظهر الغيب جل ما أتمنى.


موضوع رائع بارك الله فيك ونفع بك