(فلاتظلمو فيهن انفسكم)

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحن الرحيم
الحمد لله المتين العظيم ، اللطيف الحليم ، الخبير الحكيم ، وأشهد ألا إله إلا هو رب العرش الكريم ، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه وخليله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد :
اخواتي الحبيبات
: لا يخفى عليكم أن الله قد اختار أزمنة وأمكنة اختصها بفضل أو تعظيم أو تكريم ، ومن ذلكم الأشهر الحرم

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } وهي الأشهر التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجّة الوداع فقال في خطبته: ((إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهَيئتِه يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان)).

وإنّ من أظهر الدلائل على استشعار حرمة هذه الأشهر الحرم الحذرَ من ظلم النفس فيها باجتِراح السيّئات ومقارَفَة الآثام والتلوّث بالخطايا ، امتثالاً لأمر الله تعالى: {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}، والمبادرة إلى التوبة ، فالذنب في كلّ زمان سوءٌ وشؤم وظلم للنفس ، لكنّه في الشهر الحرام أشدّ سوءا وأعظم شؤمًا وأفدح ظلمًا؛ لأنّه يجمع بين الذنب وبين امتهان حرمة ما حرّم الله وعظّمه ،
قال قتادة : " العمل الصالح أعظم أجرا في الأشهر الحرم ، والظلم فيهن أعظم من الظلم فيما سواهن ، وإن كان الظلم على كل حال عظيما "
ومن هذه الاشهر الحرم (شهر رجب) وقد كانوفي الجاهليه يعظمون هذا الشهر
وجاء الإسلام ولم يخص رجب بعبادة دون غيره من الشهور، لكن ذهب بعض الناس في هذا الزمان بتخصيص رجب ببعض العبادات والاجتهاد فيها، بل والدعوة إليها، وما فعلوا هذا إلا تقليداً
فهي أمور توارثوها عن الآباء والأجداد وليس عليها أثارة من علم،
واصبح الناس يتقربون إلى الله في هذا الشهر بالذات (شهر رجب) بجملة من العبادات المبتدعة المخترعة الممنوعة الغير مشروعة، وهم يظنون أنهم يتقربون إلى الله بهذه العبادات، وما علموا أنهم يزدادون بُعداً، فكلما ازداد صاحب البدعة في بدعته كلما ازداد من الله بعداً، ونحن نحسن الظن بهؤلاء العوام، فإنهم ما تعمّدوا مخالفة الشرع والابتداع في دين الله، لكن وقعوا في هذه البدع اعتماداً على أحاديث ضعيفة أو باطلة موضوعة، ونحن على يقين أن كل مسلم إذا استبان له الحق وظهر، رجع عما كان عليه من باطل، ونفض يده منه، امتثالاً لقوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً)

ومن هذه البدع التي تقع في هذا الشهر العظيم المبارك:-
ـ صلاة مخصوصة تفعل في رجب تسمى صلاة الرغائب
وايضا:تجد كثيراً من عوام الناس يكثرون من الصيام في رجب، إما اتباعاً للآباء، أو اعتماداً على أحاديث ضعيفة أو موضوعة منه او الذبح المخصوص في رجب وجعله موسما أو تخصيص العمره في رجب ويعتقدون في فضل العمره في رجب عن غيره من الشهوراو تخصيص رجب
بـإخـراج الـزكــاةأوـ تـخـصـيـص زيـارة القبور فيه او اعتقاد البعض ان هناك حوادث عظيمه حدثت في رجب

وهذا اعتقاد فاسد مبناه على عدم العلم أو اتخاذ رجب عيداًوموسما
أو صلاه ليله السابع والعشرين ويعتقدون انها ليله الاسراءوالمعراج ويخصوها بالعباده

وأخيرًا أحبتي في الله ...
لا بد أن نعلم أن محبة الله تعالى تنال باتباع النبي r
كما قال تعالى:{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }(آل عمران:31)
قال الحسن البصري - رحمه الله -:
ادعى ناس محبة الله فابتلاهم بهذه الآية
واتباع النبي هو سبيل النجاة في زمن الغربة والاختلاف.
فقد أخرج أبو داود والترمذي عن العرباض بن ساريه : قال
وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب وذرَفت منها العيون: فقلنا:
يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبداً، وإنه من يعش منكم فسيرىَ اختلافاً كثيراً، فعليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين المهديين، عُضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة".

فعلى المسلم أن يتبع ولا يبتدع، فمن شؤم البدعة والإحداث في الدين:
1ـ أن عمله مردود عليه:
فقد أخرج البخاري مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد "

2ـ يكتب عليه الذلة والصغار:
فقد أخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما - عن النبي r قال: " بعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحى، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري".

3ـ الحرمان من أن يشرب من يدي النبي rشربة لا يظمأ بعدها أبداً:
فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعودرضي الله عنه قال: قال رسول الله r:
" أنا فرطكم على الحوض وليختلجن رجل دوني فأقول: يا رب أصحابي
فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعد ذلك "

ولعل قائل يقول: إن ما نفعله في رجب هو خير، فإننا نصلى ونصوم، ونذبح، ونتصدق... وغير ذلك من أفعال البر... وكلها لله
فالجواب على هذا:
إن عمل الخير والاجتهاد فيه بلا دليل شرعي مردود على صاحبه، بل يعاقب عليه.

(1) الذي شرع لنا الغاية (العبادة) لم ينسَ الوسيلة (الطريقة إليها).
(2) الله ـ سبحانه وتعالى ـ لا يُعبد إلا بما شرع، لا بالأهواء والبدع والآراء.
(3) البدع تفتح باب الخلاف على مصرعيه وهو باب ضلالة.
(4) البدعة بريد الكفر؛ لأن المبتدع نصب نفسه مشرعاً ولله نداً، فاستدرك على أحكم الحاكمين، وظن أنه على ملة أهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم
(5) هؤلاء القـوم لم يقولوا كفراً، ولم يفعلوا نكراً، بل كانـوا يعبدون الله وهو أمر مشـروع بالنص
إلا أنهم خالفوا الكيفية والصفة التي سنّهَا النبي صلى الله عليه وسلم فانكر عليهم ذلك
(6) النية الحسنة لا تجعل الباطل حقاً، ولا تصلح العمل الفاسد؛ لأن النية وحدها لا تكفي لتصحيح الفعل، فلا بد أن ينضم إليها التقيد بالشرع .
قال سفيان: لا يُقبل قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة.
فإلى كل من يجتهد في بدعة ويرى أن فعله حسن نقول له كما قال الإمام مالك– رحمه الله-:
" من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً r خان الرسالة؛ لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}() فما لم يكن يومئذ ديناً، لا يكون اليوم ديناً "
وقال الزهري - رحمه الله –:
" الاعتصام بالسُنة نجاة؛ لأن السنة كما قال الإمام مالك: كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك ".

فهيا ... هيا ياختي اعلنيها الان
لا ابتداع في الدين، ونعم لسُنة سَيد المرسلين، حتى تكون معه في جَّنةِ رَب العالمين..... " اللهم آمين ... آمين "

5
567

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

آم صبا
آم صبا
اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها
jouliana
jouliana
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

اللهم اهدني لصالح الاعمال والاخلاق لا يهدي لصالحها الا انت

واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت





جزاك الله عنا عزيزتي الغالية خير الجزاء وأفاض عليك من نعمه ظاهره وباطنه
حكايه صبر
حكايه صبر
أســـأل الذي أخرج ماء زمزم

فرجاً لهاجر ..

أن يخرج لك فرجاً وبركة

وسعــــادة

لا شقــــــاء بعدها

وأن يختصك من بين خلقة ويقــــــول :

وعزتـــــي

وجلالـــــي

لا أرد لك دعــــاء .

حكايه صبر
حكايه صبر
غفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي ولذنبك وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء منهم والاموات الى يوم الدين.
دقيقة واحدة : تستطيع ان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ( 20 ) مره فيصلي عليك الله مقابلها ( 200 ) مره وحطة عنه ( 200 ) خطيئة من خطاياه ، ورفع له ( 200 ) درجة .
*دنيتـي بنتـي*
غفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي ولذنبك وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء منهم والاموات الى يوم الدين. دقيقة واحدة : تستطيع ان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ( 20 ) مره فيصلي عليك الله مقابلها ( 200 ) مره وحطة عنه ( 200 ) خطيئة من خطاياه ، ورفع له ( 200 ) درجة .
غفر الله العظيم التواب الرحيم لذنبي ولذنبك وللمسلمين وللمسلمات وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء منهم...
أثابكِ الله الجنة ومحى عنكِ الزله وأبدلها بالحسنة

وجعل العسير برحمة عليكِ يسراً والحزن فرحاً

والضيق فرجاً والرزق رغداً والعيش هيناً

والجنة موعداً مع الصدقين والشهداء

وجميع المسلمين