السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكثر من 90% من لعب ودمى الأطفال الموجودة بالوطن
العربي تم استيرادها من أمريكا والصين
"فلة"... دمية تعلم الطفلة المسلمة ارتداء الحجاب والعباءة
مبتكر اللعبة: الدمية لها ملابسها ومكياجها الخاص وقريبا مسلسل كرتوني
الدمية فلة
الدمية رزان
جدة: صفاء الشريف
قد يأتي تغريب الطفلة العربية من حيث لا تحتسب ابتداء من اللعب والدمى التي تبدأ بها معالم طفولتها وانتهاء بالبرامج التلفزيونية التي تخاطب بداياتها العقلية. وتقول إحصائية صادرة عن مؤتمر الطفولة الذي عقد أخيراً بجامعة الدول العربية إن هناك أكثر من 90% من لعب ودمى الأطفال الموجودة بالوطن العربي تم استيرادها من أمريكا والصين. لذلك كان لا بد من وجود لعبة تعكس مجموعة المبادئ والتقاليد التي تتربى عليها الفتاة العربية المسلمة, ومنها "فلة" الدمية التي ظهرت على الساحة العربية ولفتت انتباه الأطفال والأهالي والتربويين والمهتمين. ويقول مبتكر شخصيتها منار طرابيشي الذي يشغل منصب المدير العام للشركة المنتجة لألعاب الأطفال "إن سوق الألعاب في الوطن العربي في السنوات العشر الماضية شهد نمواً كبيراً رافقته زيادة في وعي المستهلك ورغبته في الحصول على منتجات تعكس القيم العربية. ويضيف لـ"الوطن" إن العديد من دول العالم قامت بتلبية حاجة أسواقها بإنتاج دمى تعكس ألوان وخصائص المجتمع، فكانت باربي في أمريكا، وسندي في إنجلترا، وتانيا في إيطاليا وغيرها من الدمى في مختلف أنحاء العالم. ويشير طرابيشي إلى عدة محاولات لإنتاج دمية ترمز للفتاة المسلمة المحجبة منها محاولة شركة "ماتيل" الأمريكية التي أنتجت الدمية "باربي" طرح دمية جديدة تحمل اسم "باربي المغربية" ودمية أخرى أطلق عليها "ليلى" التي تحكي أنها جارية في بلاط السلطان التركي وتحاول أن توصل قصة حول محنة تعرضت لها فتاة مسلمة في العشرينيات من القرن الثامن عشر، كما أن هناك أيضا محاولة بوسنية لإنتاج دمية محجبة تحمل اسم "أمينة" كان الهدف منها أن تكون بديلة للدمية الأمريكية باربي. وقد أعلنت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) تقديم مساعدة مالية للحكومة البوسنية لإنتاج هذه الدمية، كما أن إيران سبقت البوسنة في تحدي باربي فأنتجت دمية محجبة تدعى "سارة" تهدف إلى توصيل القيم الإسلامية للطفل المسلم، إلى جانب الدمية "رزان" التي أنتجتها شركة (نور أرت) ونالت قدرا كبيرا من الشهرة في الأوساط الأمريكية وقد تجاوزت مبيعاتها 30.000 دمية في السنة وتساهم "رزان" في دعم الثقة بالنفس وتعزيز الهوية الإسلامية وتقدم نموذجاً للفتاة المسلمة.
ويؤكد الطرابيشي أن طرح شخصية عصرية بملامح عربية تحمل كل القيم والعادات العربية من صدق ووفاء وإخلاص تمثل في "فلة" الدمية التي تحمل اسم الزهرة الصغيرة المميزة في الوطن العربي، ويبلغ طولها 11.5 أنشاً، ووضعها بين يدي الطفل العربي بدلاً من الدمى الأخرى البعيدة عن القيم والثقافة العربية. ويقول "التنفيذ بدأ بعد دراسة وبحث دقيقين لتحديد الشكل الذي ستكون عليه فلة ولباسها، وبالفعل أنتجت فلة لتكون قدوة للبنات العربيات بسلوكها وشخصيتها وليس فقط بشكلها فهي تحمل صفات الوفاء والكرم والاحترام للغير والاهتمام والعناية بالآخرين، كما أنها تلبس لباساً محافظاً ذا طابع عصري تكون فيه الشخصية المحبة لأصدقائها والمحبوبة من الآخرين لأخلاقها ومرحها، وتظهر هذه الصفات من خلال أغنية فلة في الإعلان الخاص بها، كما تم تصنيع الدمية بمقاييس الجودة العالمية".
وعلى غرار الدمى الموجودة بالأسواق لفلة عالمها الخاص الجميل والمتنوع من منتجات التجميل والرياضة وأدوات المنزل والأدوات المكتبية، إلى جانب ظهور شخصيات جديدة مع فلة هم أخواها بدر ونور وصديقتاها ندى وياسمين، وستكون لفلة مجلة خاصة بها وموقع متميز على الإنترنت بالإضافة إلى فيلم كرتوني يتم بثه على قناة سبايس تون الفضائية وبالتالي يكون توصيل رسالة فلة أسهل وأكثر فعالية.
من جهته أشار مسؤول من الشركة الموزعة لألعاب " نيو بوي" في السعودية إلى أن الإقبال أقل مما كان متوقعا ربما لأن الوقت لم يكن كافياً لتقييم إقبال الناس على الدمية حيث إنها لم تكمل شهرا في السوق، ويتوقع أن يزداد الإقبال أكثر في الفترة القادمة، وأن الفئة العمرية المقبلة على الدمية تتراوح ما بين أربع وعشر سنوات، وقد كان للكثيرين ملاحظة وهي أن أغلب الفتيات بعدما يشترينها يقمن بخلع عباءتها عنها لكي يزينها ويلبسنها ملابس أخرى ويهتممن بشعرها، وهو لا يعلم إن كان هذا مقياساً لعدم وصول الرسالة إلى الطفلة أم ماذا؟ ويعتقد أنها ربما لم تلفت انتباه الطفلة كدمية محجبة باعتبار أنها بهذا الشكل ليست جديدة فهي ترى أمها وأختها وقريباتها يرتدين العباءة بعكس ما حدث بالدمية رزان عندما ظهرت في أمريكا حيث لفتت الانتباه باعتبار أنها مختلفة عن واقع الطفلة في المجتمع الغربي.
وكان لـ "الوطن" وقفة مع الأطفال الذين حرصوا على اقتناء الدمية فلة فتشير هالة محمد ( 10 سنوات ) إلى أنها عندما رأت فلة في التلفزيون شعرت أنها قريبة منها وستكون صديقتها ليغنين معاً أغنيتها، أما نوف ( 7 سنوات ) فقالت إنها طلبت من والدتها أن تشتري لها فلة عندما تحقق درجات عالية في الصف لكي تفرح معها، وتقول مريم ( 8 سنوات ) إنها تحب فلة وسوف تحرص على أن تهتم بها وبعباءتها التي تعلقها في خزانتها الخاصة لكي ترتديها فلة عندما تخرج مثل ماما.
الجديد والمثير أن نورا (فتاة جامعية) حرصت على اقتناء فلة لشكلها الذي يرمز للإسلام بالمفهوم المتحضر، وهدفها ليس اللعب بها لكنها كانت تتمنى أن تحصل على دمية مثلها في طفولتها، وتؤكد أنها ستكون ضيفا مميزا عليها في غرفتها وستعرضها على صديقاتها.
ومن جهته يشير المدير التسويقي لشركة نيوبوي فواز عابدين إلى أن الدمية تم توزيعها على نطاق لا بأس به في الدول العربية وشمل السعودية ودول الخليج ومصر وسوريا ولبنان والأردن وقد حققت نجاحاً أكثر من المتوقع من خلال توزيع أكثر من 70.000 دمية ولم يمر على وجودها بالأسواق سوى شهر واحد.
أميرة الأميرات @amyr_alamyrat_1
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️