فلذة كبدي (1)0
الحمد لله الرحيم الرحمن ، الرؤوف المنان ، ذو العظمة والسلطان ، والصلاة
والسلام على النبي العدنان وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه
بإحسان .
ثم أما بعد ...
من باب قوله تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) أسرد لكم قصة واقعية
، معروفة معانيها محفوظة لدى الكثير لكن قليل من يشعر بتلك المعاني
السامية .....
إنها زوجة شابة تزوجت في 18 من عمرها تقريبا لها إخوة من أرباب السجون
وكذلك كان زوجها ووالده فهم ليسوا من عامة الناس الطيبين الذين يسيرون
فى أحوالهم لا يريدون شرا بأحد ، لا بل كانوا ممن يسبون الدين –عياذا
بالله- وغير ذلك من الألفاظ القبيحة إلا أنها لم تكن بذلك القبح الذي كان عليه من
حولها ، وكان والد زوجها رجل من أهل صعيد مصر ، ومعروف عن هذه الفئة من
الناس أنهم يحبون الأولاد أكثر من الإناث .
وأكرم الله تلك المرأة بأنها حملت من زوجها وكالعادة كانوا ينتظرون مولودا
ذكرا ولكن (ليس كل ما يتمناه المرء يدركه) فقد أنجبت بنتين ، وفي المرة
الثالثة أنجبت ولدا سموه (محمد) فأي فرحة تلك التي فرحوها وأي سعادة هي
سعادتهم بذلك المولود (الولد) .
وفي مساء يوم الجمعة الموافق 4 رجب 1425 (20/8/2004) وكان عمر الولد
حينها تقريبا لا يتعدى سنتين ، وفي الساعة العاشرة وقليل كان ولدها يلعب
بشيء يشبه الدراجة لكنه مصنوع من الخشب تسمى (مستعجلة) وبينا هو يلعب
جاءت سيارة ترجع إلى الخلف فإرتطمت به فسقط عن (المستعجلة) لكنه سقط
أسفل عجلة السيارة الخلفية ...
وكادت السيارة أن تدهسه لولا أن تغمده الله برحمته فصرخت أمه فوقف السائق
....
فأسرعت الأم إلى ولدها وحملته لكنها كانت كالمخدرة فلم تستطع حملة فأعطته
لاختها وعلى الصراخ من كل حدب وصوب ظنا من أن الولد قد مات .....
وبينما الحال كذلك إذ أتت إمرأة وقد كان المكان (مدخل عمارة) غير
مضاء .... فأسرعت فحملت الولد وصعدت به إلى الدور الأول حتى تقلبه وترى
ماذا أصابه ... فلم تجده فيه شيئا...
وصعد والدي خلفها ليرى ماذا جرى (وكان والدي ممن شاهد الحادثة حين
وقوعها) فوجد الولد سليما معافا فنزل وكان الأم شبه غائبة عن الوعي من
هول ما رأت والتف حولها النساء يريدون إفاقتها ، وظنت واحدة اخرى أن
ابنها هو الذي داسته السيارة فأغشي عليها ،...
وفي وسط هذه المعمعة صرخ والدي فيهم يريد أن يسمعهم بأن الولد معافا لم
يصبه أذى ، ولكن لم يسمع سوى القليل وبدأو يهدئوا ، ولكن أنى لأم رأت
ولدها يموت أن تهدأ ؟؟؟؟؟
وأسرعت إلى الثلاجة وأخرج منها ماءا حتى يفيقوا من سقط من هول الموقف ،
حتى افاقوهم وظلوا حوالى الساعة يحاولوا إفاقة الأم حتى هدأت ....... وسكن الجو
المكهرب ... وحمد الجميع الله على ما حدث ، وشكروه على لطفه العظيم .
وبعد هذه الحادثة طنت في رأسي الكثير من الأفكار نخصص لكل منها مقالا
منفردا ، وهذا أول مقال ...
هل رأيت رحمة هذه الأم بولدها وما حدث لها من إنهيار حينما ظنت أن ولدها
قد مات أما عينها ؟؟؟؟
(والله إن الله ارأف من الوالدة الرحيمة بولدها)
فأيها العبد العاصي الذي يأس من نفسه ومن رحمة الله بعباده ، من كثرة ما
اقترفت وما اسرفت على نفسك هون عليك ، وثق في رحمة الله ، وحذراي أن
تتواكل على هذا وتتمادى في عصيانك ، وعد إلى رشدك ، وتب إلى ربك حتى
تسعك رحمته
قال رب العزة جل وعلا (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 53 وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ
الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ 54 وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن
يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ 55 أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي
جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ 56 أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ 57 أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
58 بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ 59 وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى
لِّلْمُتَكَبِّرِينَ 60 وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ
لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 61)
نسأل الله أن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى ...
ولا تنسونا من صالح دعائكم
منقوول
فقيرةالىالله @fkyralallh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الله أكبر
صدق عليه الصلاة والسلام حينما قال: أمك ثم أمك ثم أمك..
وأذا كانت الأم بهذه الرحمة فما بالك برحمة خالق الأم.....سبحان الله
تسلمين أخيتي....فقيرة الى الله على هذا النقل الرائع..أثابك الله.
صدق عليه الصلاة والسلام حينما قال: أمك ثم أمك ثم أمك..
وأذا كانت الأم بهذه الرحمة فما بالك برحمة خالق الأم.....سبحان الله
تسلمين أخيتي....فقيرة الى الله على هذا النقل الرائع..أثابك الله.
جزاكن الله خيرا اخواتي
وشكرا للمرور والمشاركة
اللهم ارحمنا برحمتك واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم
وشكرا للمرور والمشاركة
اللهم ارحمنا برحمتك واغفر لنا انك انت الغفور الرحيم
الصفحة الأخيرة
فعلا رحمة الام لاتقاس بمقياس ...سبحااان الله
جزاك الله كل خير :26: