بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة الفضلاء
إن من نعم الله علينا في هذا العصر
بأن يسر الله لنا وسائل الراحة
فمن الله علينا باختراع الهاتف و السيارات والطائرات ...
وغير ذلك من وسائل الراحة
التي تقرب البعيد
وتوفر الجهد والوقت والمال
فينبغي المسلم أن يستغل هذه الوسائل فيما يرضي الله تعالى
ولكن وللأسف الشديد
لم يحسن بعض الناس استغلال هذه الوسائل في طاعة الله
بل كانت حجة عليهم
فمن الأمور التي أصبحنا نعاني منها
قطيعة الرحم
عند بعض الناس
فالرجل لا يزور خاله أو عمه
والمرأة لا تزور خالتها أو عمتها
بل أحيانا لا يرى الابن أباه إلا في مرات قليلة
بل ولا يتصل عليه
هذا في مدينة وهذا في مدينة
مع أن وسائل الاتصال سهلة وميسرة
لكن كل منشغل بدنياه
بل تولدت بعض العداوات والبغضاء بين الناس
ولا أعني أي ناس
ولكن للأسف الشديد بين الأقارب
والأرحام
وللأسف الشديد تجد الشاب إذا علم أن زميله مريض
بادر بزيارته ولو كانت المسافة بعيدة
ولكن إذا علم أن ابن عم والده مريض
لم يزره بل لعله لا يعرفه أصلا
نسأل الله العافية والسلامة
وقد ذكر الله تعالى في كتابه موضوع صلة الرحم
وهذا دليل على أهمية هذا الأمر
أتدري أخي الكريم ماذا قال الله عن هذا الموضوع؟
أتدرين يا أختي الكريمة ماذا قال الله عن هذا الموضوع ؟
قال تعالى :
( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره :
( أولئك الذين ) أفسدوا في الأرض وقطّعوا أرحامهم ( لعنهم الله ): بأن أبعدهم عن رحمته
وقربوا من سخط الله ...
فهل عرفنا عظم هذه الكبيرة التي تهاون فيها بعض الناس اليوم
نسأل الله أن يهدينا جميعا
بل تأمل أخي الكريمة
وأختي الكريمة
بارك الله فيكم
حديث حبيبنا صلى الله عليه وسلم
( من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه )
( أخرجه البخاري)
ومعنى ينسأ له في أثره أي يُزاد في عمره
وأعرف أحد زملائي
قال لي إن عمر أبي مئة سنة
وهو في صحة وعافية
فاستغربت من هذا الأمر
فقال لي : أرى أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم قد صدق عليه
فهو كثير الصلة لأرحامه على كبر سنه
ومن أراد مغفرة ذنوبه ومعاصيه
فعليه بصلة الرحم
ولنتأمل هذا الحديث الصحيح
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال :
إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة ؟
فقال : هل لك من أم ؟
قال : لا
قال ك فهل لك من خالة ؟
قال : نعم
قال : فبرَّها .
( صححه ألالباني في صحيح الترغيب والترهيب 2\ 6699)
وقد تقول أخي العزيز
وقد تقولين أختي الفاضلة
إني أزور قريبي لكن هو لا يزورني
فأقول أبشر بالأجر العظيم
فأنت تفعل هذا الأمر
لله وفي الله
فلن يضيع الله سعيك
واسمع إلى هذا الحديث لعل الله أن يذهب ما قلبك
إن شاء الله
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال :
يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني
وأحسن إليهم ويسيئون إلي
وأحلم عليهم ويجهلون علي ؟
قال : وإن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل
ولا يزال من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك )
( رواه مسلم )
ومعنى تسفهم المل : أي تجعل وجههم كالرماد من الحياء
فلنحرص على صلة أرحامنا
والإحسان إليهم
طالبين الأجر والثواب من الله تعالى
وإن لم يتيسر لك زيارة أقاربك
فهاتفهم واطمأن على أحوالهم
وأود أن أنبه إلى أمر هام
فقد تزور المرأة خالها أو عمها
فتشاهد ابن عمها أو خالها فلعلها تصافحه
يدا بيد وهذا لا يجوز
ولو وضعت يدها تحت العباءة فهذا أيضا لا يجوز
وكذلك الرجل فقد يصافح امرأة لا تحل له
فهذا لا يجوز حتى لو كانت كبيرة
بل قال النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث عظيم
مرهبا من هذا الأمر الذي تساهل فيه البعض
(لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له )
فلنبتعد عن هذا الأمر
وعن هذه المعصية
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ورزقنا جميعا الهدى والتقى والعفاف والغنى
منقول
بومزنة @bomzn
الداعـي المتميـز
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اهات غربة
•
جزاك الله كل خير
الصفحة الأخيرة