بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزتي ♥... استعيني بالله سبحانه وتعالى ...
فان العلاقة بين الانسان وربه علاقة مخلوق بخالقه وعلاقة المالك بمملوكه
والعاقل اذا اراد عوناً فإنه يستعين بمن يقدر على الإعانة
والله سبحانه وتعالى قادر على إعانة العبد
وهو سبحانه وتعالى قريب من عباده
ليس بينه وبين عباده مايمنع من اللجوء إليه وطلب الحاجة منه
قال تعالى ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ . أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ . فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون))
فيجب على كل مسلم ومسلمة ان تلجأ إلى الله مباشرة
وتتوسل إليه بالتقرب بالطاعات والاعمال الصالحة ودعائه بأسمائه الحسنى
وأن تكون موقنة بأن الله هو المعز المذل المحيي المميت الرازق النافع الدبر لشؤون الحياة كلها
وأنه بيده وحده النفع والضر وبأذن الله يستجيب لها

وقد يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن الإستعانة بالآخرين في قضاء بعض الخدمات أمر لا يقره الإسلام
وهذا من الفهم الخطأ
فالله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نستعين ببعضنا لقضاء حاجاتنا في الأمور التي نقدر عليها
بل يعد ذلك نوعاً من فعل الخير
قال تعالى ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى . وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))
لكن المسلم يستعين بالآخرين وهو موقن أنه لو لا تسخير الله له لما أعانه أحد
فيرد الفضل كله له سبحانه وتعالى
وهذا لايعني أن ننكر لذوي الفضل فضلهم ومعروفهم

أختي ♥ ... توكلي على الله سبحانه وتعالى وثقي به ...
لابد أن يستقر في قلب المؤمن الحقيقة الإيمانية بأن الله قادر على كل شئ وعنه كل شئ
وهو الذي يملك تسخير كل مافي الكون
فما قضاه الله تعالى وقدّره على خلقه لابد أن ينفّذ
قال تعالى ((سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا))
لذا ينبغي أن يكون توكل المسلم والمسلمه على الله وحده
تتوجه له بالسؤال ... لأنه القادر على العطاء وبيده خزائن السموات والأرض
قال تعالى ((وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ))
وبه وحده تستعين ... لأن الإستعانة به سبحانه استعانة بالقوي القادر
قال تعالى ((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا))
والتوكل عليه يعني الاعتماد على الله والثقة به وتفويض الأمر إليه
بعد أن يبذل المسلم او المسلمة جهدها وتأخذ للأمر عدته وأسابه
قال تعالى ((إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ))
وليس من التوكل ترك الأسباب
فهذا أمر يرفضه الإسلام ويعد خرقاً للنظام الذي أودعه الله لتسيير أمر الكون وربط النتائج بأسبابها
والمتوكلة على الله على الله تؤمن أن الأمر كله لله
يفعل ما يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير
إن شاء أغنى الفقير ..وأفقر الغني ..وأخذ الظالم ..
وأعز الذليل .. وأذل العزيز
قد يفعل ذلك بأسباب معتادة معروفة وقد يفعله بأسباب غير مألوفة

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال (( ياغلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف ))رواة الترمذي
وان قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( رفعت الاقلام وجفت الصحف) لا يعني التقاعس والتوكل والاستسلام -كما قد يفهم البعض - بحجة الايمان بالقضاء والقدر
بل يدل على سبق علم الله بما كان وما يكون واما احتجاج الذين يستسلمون لأهوائهم على انحرافهم واستمرارهم على المعاصي بتقدير الله ذلك عليهم فهو احتجاج باطل لا يقوم على اساس
فالله تعالى هو الذي أوجب علينا الايمان بالقدر
وهو الذي أمرنا بالعمل والأخذ بالأسباب وجازانا عليه قال تعالى ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ))
ومثلنا الأعلى وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أبان لنا أن على المسلم أن يأخذ بالأسباب من العمل والسعي وبذل الجهد
فمن ترك الأسباب محتجاً بالقدر فقد عصى الله تعالى ورسوله وخالف شرعة الاسلام
لان الله يسر له الاختيار قال تعالى ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ))
فالاعتماد على الله تعالى يجعلنا نعيش عزيزي النفس
لا نلين للمغريات ولا نحني للتهديدات فلا يذلنا طمع ولا يثنينا خوف
لاننا سنكون موصولين بالله الغني القادر فنعيش مطمئني النفس
فلنستعين بالله سبحانه وتعالى ونثق به ونتوكل عليه حتى نعيش بسعادة ♥

وفي الأخير:
أعتذر منكن على الإطالة
وارجوا انكن قد استفدتن من هذه النصائح البسيطة
وأسأل الله ان يحقق أمانينا ويسعدنا بالقرب منه
اللهم آمين
ودمتن في آمان الله ♥
سبحان الله العظيم