أولا أشكرك أختي لاوسي على الموضوع الرائع ,, وأعتذر لأني تأخرت في وضع مشاركة الخطوة الأولى لأني لم أستطع الدخول أمس إلا دخلة قصيرة ومستعجلة قبل أطلع الجامعة وسأضيف الخطوتين مع بعض
الخطوة الأولى
بحمد الله أسويها من زمن ,, خصصت لي وقت أركز فيه على هالشيء ( قرآن وذكر واستغفار ) ونصيحتي للبنات اللي بدأوا خصوصا الملولات يبدأون بالقليل (قليل دائم خير من كثير منقطع ) ,, أنا يوم بدأت بدأت بأشياء طويلة وكثيرة في العدد وفترت بسرعة وكنت أرجع فترة وبعدها أفتر وأترك وهكذا حتى نصحتني صديقة بـ (قليل دائم خير من كثير منقطع ) وهي مأخوذة من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام (أحب الأعمال إلى الله: أدومها وإن قل) وفيه حديث معناه إن الرسول عليه الصلاة والسلام يستغفر 70 مرة في اليوم ومن يومها وأنا أستغفر بهالعدد وأحاول أكون في كامل تركيزي ووعيي بما أقول قدر استطاعتي
أهم شيء استفدته من هالعمل هو الراحة النفسية ,, شيء عجيب يحرك النفس ويسكنها لما تشعري إن الله معك حتى لو كان الكون كله ضدك,, تثقين أن لا هزيمة ولا حزن ولا شقاء وفوق كل هذا في كل أحوالك مأجورة!
الخطوة الثانية
التسامح راح أذكر موقف حصل لصديقتي كنت أرسلت لها إيميل اشتكي لها بعد الله مظلمة صارت لي فذكرته لي في ردها ونصحتني بالتسامح والصفح! وهذا أهم جزء منه كتبته مثل ما وصلني منها ( استأذنتها طبعا قبل وضعه هنا )
((( علاجك ياعنوده التسامح ولا أقول لك هذا الكلام من فراغ إنما لي معه موقف تأمليه!
لما كنت في السنة الثانية من مرحلة البكالوريوس تغيبت عن الجامعة يوما ما وفي غيابي حصل لبعض زميلاتي موقف.. دخلت أستاذة لمقرر ديني ووجدت معهن كاتالوج أزياء فيه صور سيئة فاستكبرت الوضع وعنفتهن وسألتهن لمن؟ وليتخلصن من الموقف قالت إحداهن لزميلة من زميلاتنا ! قالت من هي؟ قالت غائبة! يومها كنت الغائبة الوحيدة! فلصقت التهمة بي دون ذنب! ( كانت علاقتي بهذه الأستاذة ممتازة وكنت أناقشها في بعض المسائل الدينية وأحيانا تكون المناقشة في مكتبها ) في الأسبوع التالي كانت محاضرة الأستاذة .. وطول وقت المحاضرة لم تنظر في عيني على عكس ما كانت معي سابقا! وأي سؤال أطرحه تجيب متجهمة أو لا تجيب مطلقا! اندهشت لتصرفها غير المعتاد معي.. في نهاية المحاضرة طلبتني لمكتبها.. حصل ارتباك بين زميلاتي ونصحتني إحداهن.. لا تذهبي لها ( الزميلة التي رمت التهمة علي ) قلت سأذهب .. لا بد أن أعرف لم تعاملني اليوم هكذا؟
ذهبت .. وفور دخولي ودون رد السلام أو سؤال لامتني بل عنفتني بشدة .. وقالت إني صدمتها وإنها كانت تراني خلوقة (ومحتشمة) لم تتصور إني سفيهة و... ولا يليق بطالبة جامعية ولا حتى بالسفيهة أن تأتي بمثل هذا في مكان محترم و... كلام كثير بعضه استوعبته وبعض لا أتذكره لأنه كان كالعاصفة سريع وكثير وعاصف وبعضه مع الأسف جارح .. جارح!
تتكلم وأنا مشدوهة مصدومة! بعد أن انتهت جلست على كرسيها وقالت لا أريد أن أراك في مكتبي مرة أخرى ! قلت مصدومة لم كل هذا ؟ ردت بغضب لهذا .. وأخرجت الكاتالوج ورمته علي .. أخذته ونظرت فيه نظرة سريعة .. بالفعل به صور خادشة.. قلت لم أفهم ؟ قالت بل تتجاهلين ! قلت والله لم أفهم! قالت.. خذي كتالوجك واذهبي! قلت كاتالوجي؟! قالت أجل كاتالوجي؟!! قلت أنا أول مرة أراه فكيف يكون كاتالوجي ؟ قامت من الكرسي وهي تقول باستغراب أول مرة ترينه ؟ قلت نعم.. قالت متأكدة ؟ قلت أكيد .. قالت في محاضرة الأسبوع الماضي دخلت على زميلاتك و... ( ذكرت الموقف كاملا) في ثواني استرجعت كلماتها فور دخولي مكتبها .. عرفت سببها.. نزلت دمعة ساخنة على خدي ( لا أعلم كيف .. دموعي عادة لا تنزل بسهولة) وخرجت لم أتكلم حرفا واحدا!
في الطريق للقاعة من الدور الثالث للدور الأرضي كنت أشعر إني مجروحة غاضبة سأنفجر في أول واحدة تقابلني من زميلاتي .. لكن حين دخلت القاعة لم أنظر في أي منهن! .. للمرة الأولى شعرت إنهن عدوات.. وأن الكلام لا يجدي ! أخذت ملازم من على مقعدي وخرجت من الجامعة.. طول الطريق للمنزل واليوم نفسه كان الجوال يرن اتصالات ورسائل ! بالطبع لم تكن رسائل اعتذار إنما تقصي ( ماذا قالت لي الأستاذة ؟ ) كانت رغبتهن فقط معرفة هل عرفت اتهامهن لي أم لا! وطول الطريق وأنا استرجع ذاكرتي علني أجد سببا واحدا دفعهن لرمي جرمهن علي ولم أجد إلا ما يدفعهن للإحسان لي إن كان لا بد من فعل يصدر منهن! في الأسبوع التالي اعتذرت لي الأستاذة عن تسرعها وطلبت منهن الاعتذار لي لكن وقتها كان ماء السماء لم يكن ليغسل الموقف من ذهني ولا يطفئ جمرة الظلم في صدري!( قسوة كلماتها وشدة الصدمة فيها أو فيهن أو ربما قلة الخبرة لها دورها )!
استمر الموقف بحرقته في صدري حتى بعد التخرج وكنت كلما ذكرته ونظرات الأستاذة وكلماتها كالرصاص في أذني دعوت عليهن بعدم التوفيق ( استغفر الله) واستمر الوضع أربع سنوات أو تزيد قليلا حتى دار حديث بيني وبين نفسي شعرت بهاتف داخلي يقول لي .. علاج حرقتك في يدك.. هو الدواء الوحيد الذي يطفئ حرقة الظلم ! سامحيهن واحتسبيها عند الله ! ترددت كيف أسامحهن وهذا فعلهن دون سبب .. كان هناك ألف وسيلة ووسيلة ليتخلصن من الموقف دون رميه علي! شعرت مرة أخرى ألا دواء إلا السماح ! بالمصادفة .. في المساء كان الشيخ عبدالله المطلق على التلفاز يتكلم عن الصفح والسماح ويقول (( أنا لا أنام كل ليلة إلا وقد قلت يارب إني سامحت كل من أخطأ علي لوجهك الكريم فسامحني)) بعد كلامه عاودتني فكرة التداوي بالعفو .. وفي نفس الوقت ظهر الشيطان يؤخرني عنها مرة أخرى!
وفي يوم من الأيام كنت تحت ضغط ما ووضعي غاية الألم و... فقلت لعل ما بي لذنب وسألت الله السماح والمغفرة فشعرت إن الله لن يعفو عني وأنا لم أعف عن خلقه! وفجأة تذكرت قوله تعالى (( فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )) فقلت يارب إني عفوت عن خلقك طلبا لعفوك ورضاك .. ولا أنكر إني شعرت لحظتها بالضعف وحسرة أن أعفو عمن لا يستحق ونزلت من عيني دمعة انكسار ساخنة لهذا الشعور.. لكن بعدها والله إني لم أشعر بالحرقة كما مضى وقل تذكري لذاك الموقف .. وأكثر من هذا أصبح عندي مناعة شبه تامة تجاه الظلم فلم أعد أهتم بكيد الناس ولا أكاذيبهم مهما كانت فعند كل جديد أكتفي بحسبي الله ونعم الوكيل ! فأتجاوزه وكأنه لم يحدث.
جربي دواء السماح يا عنوده أنا سامحت لمواقف أصعب من موقفك فارتحت .. إذا سامحتِ ستنسين وتشفين! وإذا لم تسامحي سيظل الموقف كالناقوس في صدرك وستظل الحرقة ما بقي فاختاري! ))
وفعلا جربت نصيحتها شفاها الله وجزاها خير الجزاء وعفوت وارتحت ,, وصرت كل ما تذكرت كلامها قبل أنام أسوي مثل الشيخ المطلق,, أساااامح وارتااااح,, ولأني استفدت من هالنصيحة فائدة كبيرة وعرفت قيمتها أقدمها للبنات,, والله يعفو عنا ويسامحنا جميعا
في انتظار الخطوة الثالثة ولك التحية والشكر
أولا أشكرك أختي لاوسي على الموضوع الرائع ,, وأعتذر لأني تأخرت في وضع مشاركة الخطوة الأولى لأني لم...
فهنئيا لك ماشاء الله تبارك الله
ولتحاول الاخوات تجربة طريقتك..ففيها تجربة رائعه وثمينه