السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فل وياسمين وريحان
ثلاثة زهور بعمر الزهور
تزهو بعبق الخجل والحياء
والضحكة الطفولية اجمل ما يميزهن
تتواجد في حديقة جنائني يعتني بهن بحب وعطف وحنان
ويعرضهن في شرفات حديقته لمن يشتري
لكن بصفات وميزات معينة
لمن له القدرة على الاعتناء والاهتمام بهن
ثلاثة سيدات تتأمل تلك الزهرات
وتتمعن وتتفحص بهن
لمشتري يمتلك الخصال والصفات
التي هيهات أن يفرط به الجنائني
و بعد المعاينة والتدقيق والتمحيص
قرار السيدات اقتناء زهرة الفل
فهي من نالت الاستحسان والقبول
لكن للاسف لمشتري يحمل صفات اقل بكثير
من المشتري الاول فهو يكاد أن يفك الخط وأن يوفر قوت يومه
ولان المشتري الاول بالنسبة لهن
لم تنمو تلك الزهرة التي تتناسب مع صفاته ومقايسيه
فهو علم و وسامة ولقب اجتماعي
والطريف ان كل المشتريان هم اخوة
لتلك السيدات
ليرفض الجنائني العرض
فزهراته بالنسبة له ارق واعذب من تلك الصفقة
والاهم
انهن حقا زهرات بعمر الزهور
لا يختلف الحال في هذه الحديقة عن سابقها
الا أن الجنائني يمتلك سبع اصناف من الورود
ولكل وردة لونها وشذاها منهن من تم قطفه
ومنهن لم تزل تنتظر
و في شرفة العرض
كان الورد الاحمر والابيض والليلكي
لمشتري مناسب
والجميل أن المشتري قد حضر بنفسه للمعاينة
طبعا بالتاكيد برفق امرأة ورجل اخر
وبدأ المعاينة وكل ورد يستعرض نفسه وجماله وتألقه
بطريقته الخاصة
لتضع المشتري بحيرة من امره لحسنهن
لكن بعد الحيرة بين الاحمر و الابيض
تم اختيارالليلكي فهو اصغر الورود سنا
لينتهي العرض بصفقة موفقة ناجحة
وليتجهز كل من الجنائنيين لعرض اخر
وليستمر اعلان
فل وياسمين وريحان
ويا ورد مين يشتريك وللعريس يهديك
ايعقل
ان وصل بنا الزمان ان نعرض فتياتنا زهرات قلوبنا للعرض
اويعقل
ان يكون العرض بالجملة
خوفا من فقدان عريس
له من الصفات التي لايمكن ان تتكرر في عريس اخر
ايعقل
ان كثرة البنات وعددهن
يبرر لنا عرضهن باسلوب جماعي
وكل واحدة ومهاراتها ومميزاتها
والعرض تناله من كانت اوفر حظا ومميزات
ليبقى
السؤال المحزن المبكي الذي يعرض نفسه
ضمن
تساؤلات من الاستهجان والاستنكار
قبل قبول اوخوض اي من العروض المؤلمة تلك
كيف
غيب عن الاباء والامهات اثناء تلك العروض
ان قبول صفقة عريس ممكن ان تقضي وتحطم
صفقة الاخوة
التي لايمكن أن تعوض ابدا
بأي شكل من الاشكال بحيث
تتحول مشاعر الاخوة والمحبة والود
الى مشاعر
غيرة وحسد وحقد بين الاخوات
في حالة
أن احداههن نالت الاعجاب و تحيا حياة طيبة كريمة
مع ذلك العريس او الزوج
والاخريات لم يتزوجن
وان كان ذلك بحظوظ اقل
وحياة اقل من الاخت الاخرى
ولااعرف حقا هل طمعنا بصفقة عريس بمواصفات معينة
يسمح لنا بقتل تلك المشاعرة السامية
من الحب والود الاخوة
ألم يقتل قابيل اخوه هابيل حسدا وغيرة وحقدا
( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
ألم تكن الغيرة والحسد والحقد في إخوة
سيدنا يوسف عليه السلام
فدبروا له مكيدة إلقائه في الجب
(لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين)
فكيف بالله عليكم
يتغافل ويتناسا الأهل عن ذلك
اثناء وخلال عروضهم
وايضا
كيف لم يخطر لهؤلاء الأباء
انه قد ينتاب الندم الخاطب من اختياره
ويتمنى لونه اختار الاخت الاخرى
بعد العشرة والاحتكاك بهم
كونه اصبح جزء من العائلة
اولم يفكر هؤلاء الأباء
أن ابنتهم ربما سوف تكون ضحية
الاستهزاء والسخرية
في لحظة غضبا من الزوج
بأنها عرضت له بذلك الشكل والاسلوب
ولتحمد الله
أنه اشفق لحالهن وستر على احداهن
اخيرا
مجرد سؤال
هل
الستيرة والعفة للبنات
وندرة طارق لابواب الحدائق
تجيز للأباء والأمهات أن يعرضوا
زهورهم و ورودهم
في شرفات حدائقهم
بعنوان
فل وياسمين وريحان ويا ورد مين يشتريك و للعريس يهديك
تحياتي وتقديري
ام النجمين
غيب عن الاباء والامهات اثناء تلك العروض
ان قبول صفقة عريس ممكن ان تقضي وتحطم
صفقة الاخوة
كلامك عين العقل
أنا أستغرب من الناس اللي يجيهم عريس ويعرضون بناتهم كلهم طيب إيش راح يكون شعور اللي رفضوها خصوصاً لو كانت هي الأكبر
إذا الناس ماحددوا بنت بعينها خلاص طلعوا الكبيرة وخليها تقابلهم هي الأولى