هذا اول نص انشره هنا بالقسم كتبته منذ أربع سنوات
آرائكن يا ذوات الذوق الرفيع
"أنين الذكريات" صوت هادئ,يخبرك أنه عليك الرحيل بكرامة صوب النسيان دون التشبث بعنفوان اللامبالاة الزائف,فلا مواصلات صوبه غير خُفين من جراح إما عليك تضميدها أو عليك تطبيبها بيد أن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الفلسفة بقدر ما يحتاجه من وعي عميق الصدق لإصدار حكم الهجرة عن ما عشته يوما على أنه أجمل أيام حياتك.
بالأخير النسيان نتيجة و ليس أسلوب حياة أكيد نحن لا نعيش لننسى لا تأخذ قرارا بانتهاجه هو من عليه أخذ بادرة إتيانك... حين يجدك جاهزا.
رتّب نفسك أولا واجه ما ألمّ بك,كيف أنه تسلل إلى نقاط ضعفك بكل هاته الاحترافية,كيف أّنك كنت تجلس على هامش الوقائع,دون أن تلحظ ذلك لا تكن غبيا مرتين أترك المرة الثانية لما تود نسيانه,
أن تمحوا كل شيء مرة واحدة هذا يعني أنك على أتم الاستعداد لإعادة الكرّة على أّنها المرة الأولى,صادق جرحك تقبّله كما هو بالنهاية هو يحمل اسمك لن يكون بمتناول كبرك إنكار نسبه إلى يومياتك,لما لا تترك جبس الحياة يأخذ وقته في مداواتك لا تتسرع في إزالته,في أحسن الأحوال لن تتمكن من السير قُدما دون التئامه تذكر أنك لن تشفى بشرب زجاجة الدواء مرة واحدة,
هذا و إن عمت ُمصيبة ذكراك جل تفاصيل مشاعرك,تبقى تعرض خدماتها عليك طوال الأربع و العشرين ساعة,هنا عليك رفع القضية إلي عقلك و إقحام خبرته الفطرية بالمسألة,إعادة برمجة معتقداتك الحياتية و إخضاع مُسلماتها لمُناخ الحياة المتقلب و التفكير جديّا بضرورة تعريفها على مفهوم "المرونة الحياتية ".
لا تقحم نفسك في ألعوبة التخمين نحن لا نحظى بأكثر من فرصة للحياة ,فلا تحظي نفسك بالمقابل بأكثر من لدغة من الجحر نفسه عش بذكاء,لأن الثانية ستكون الأكثر إيلاما ,لما تعود نفسك على نفس ماركة الألم كن ذواقا في اختيار تجاربك,لا تصرف حياتك على الماركات الرخيصة للذكريات لن يتوفر بمصرفك الحياتي السيولة التحملية لتغطية تكاليف تجاربك جميعا,لن يكون من العقلاني أن تطرد ذكرياتك فجأة و فتح الباب في منتصف الصدمة حاول الاحتفاظ بيوم حكمتك الأبيض ليومك الأسود المشتاق لذكراك.
سيكون من الحماقة تمزيق صفحة ستسأل عنها لاحقا,أتركها مع القليل من التعديل ضع على جانبها العلوي شريطا أسود كالذي يوضع على جانب برواز صورة الميت و اكتب آخر الصفحة تعزية لطيفة مع التذكير بإنسانية تذكُّر محاسن موتانا.
النسيان حرب خض معاركها حتى النهاية حتى تظفر بأحقية الغنيمة به قم بإبادة كل تفصيلة من ُمغريات ذكرياتك "الفاتنة سابقا".
تذّكر فقط أن الجمال وقتي ترتفع و تنخفض نسبته الجمالية على حسب نضجك و أن للنسيان سحره الخاص أيضا,لن تقاوم الافتتان به هذا دون أن تنخدع بتلك اللحظات المحقونة بأدرينالين الشوق,احتفل بنسيانك بعيدا عنه هذا بعد أن تغير طاقم أفكارك الأمني لا تنسى إعادة تشفير حواسك تحسبا لأي استقبال مرغوب فيه .
سيحرجك بالتأكيد أن تكون أقل ذكاءا من ذاك الحصان الذي وقع بحفرة بينما كان مع صاحبه هذا الأخير الذي يأس من إخراجه فاجتمع و أهل القرية لدفنه آسفين بالحفرة ذاتها و مع كل حفنة تراب كان الحصان يصهل صهيلا موجعا و بعدها توقف عن ذلك و صمت تماما ظن خلالها أهل القرية أنه قد استسلم للأمر بيد أنهم تفاجئوا حينما وجدوه قد تنحى جانبا عن التراب ليجعله يتراكم, فيصعد فوقه إلى أعلى الحفرة و يخرج ثانية إلى الحياة كهمسة نفيسة تخبرك باختصار "أن تدوس فوق ذكرياتك الأليمة بكثير من الصبر و الأناة و أن لا تترك ماء ها مسفوحا على أرضية حياتك تأخذ نسخة منها أينما خطوت ".
لينىة بيت المقدس

مقالك يدل على خبرة ودراية فأنت تتحدثين بثقة في هذا المجال
وكلامك صحيح وأوافقك عليه .. وكما ذكرت النسيان ليس غاية إنما هو وسيلة
لأجل حياة أفضل .. والإنسان مجبول على النسيان بطبيعته ..ولكن يعتمد ذلك على طبيعة كل واحد منا
وعلى السبب الذي يطلب عنه النسيان .. وعلى قوة الإرادة ..
وهذه الأخيرة جرعات من الإيمان تكون بصدق التوكل على الله. .. فكلما ترسخ في النفس
معنى التوكل ازداد الإنسان منعة وقوة في مواجهة كل منغصات الحياة. .. ومنها النسيان ..
لأن الغاية من الحياة هنا طلب رضا الله والاطمئنان إليه .. وترك المقادير تجري مادامت أعنتها بيد الله ..
تعليقي بسيط ومن القلب. وليس عن دراسة ولكن عن صدق توكل .. حياك الله في الواحة قلماً ذا مكانة وعمق ونظرة صائبة