فن الإشراف على الحلقات القرآنية

حلقات تحفيظ القرآن

أخواتي الغاليات:41::
السلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
يسعدني أن أنقل لكن هذا الحديث للدكتور " يحي الغوثاني" عسى الله تعالى أن ينفعنا به جميعاً:


يقول الدكتور يحي الغوثاني:

الإخوة والأخوات أعضاء هذا المنتدى :p

يسعدني أن أبدأ بسلسلة من الدروس الإدارية الفنية في

فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية


وهي دروس مقتبسة من كتابي:
>>> فن الإشراف على الحلقات والمؤسسات القرآنية ... دراسة تأصيلية ميدانية

وسأتناول الموضوع عبر المباحث التالية :

المبحث الأول : فهم طبيعة الإنسان

المبحث الثاني : الإشراف الجماعي

المبحث الثالث : التحقق التام بأركان القيادة الأساسية ومهاراتها

المبحث الرابع : معرفة مراحل الفشل في العمل

المبحث الخامس : عقبات في طريق الإشراف الفعال

المبحث السادس : رفع الروح المعنوية لدى العاملين

:p :p :p

المبحث الأول
فهم طبيعة الإنسان


إن معرفة المشرف على حلقات القرآن الكريم بمجتمعه ، وفهمه لطبيعة تفكير الناس أمر مهم جداً ، فيجب على من يريد إنشاء حلقات قرآنية وأن يشرف عليها : أن يدرُسَ جمهورَه ، وأن يفكر باحتياجاته ورَغَباته .


إن المفتاحَ الحقيقيَّ للعَلاقات الإنسانية الناجحة هو :

أن تفهم طبيعة الإنسان على ما هي عليه ، وليس على ما تعتقد ـ أنت ـ أنه يتعين عليها أن تكون عليه .

وإن فهمك لطبيعة الناس وطريقة تفكيرهم يوصلك إلى فهم القواعد الأساسية التي تكمن وراء سلوكياتهم ، فتُحَلُّ لديك كثير من الإشكالات

ولقد مكثت مدة ـ ولا زلت ـ أتأمل في طبائع الناس وطرائق تفكيرهم ، مما أوقفني على بعض الحقائق التي حلَّت لدي كثيراً من الإشكالات المعضلة ، وفي ذلك التأمل متعة عجيبة ؛ إذْ إنك تطلع على اكتشافات جديدة في عالم النفس البشرية ، وتسخِّر كل ذلك دعوياً وتربوياً .

.
وإليك هذه النقاط للتأمل :

1 ـ من طبيعة الإنسان : أنه لا يحب من يَمَسّ ذاته بسوء . . . فتَنَبَّهْ لهذا ، وحذار أن تتناول ذوات الآخرين بالكلام اللاذع ، أو الأسلوب التهكمي الساخر .

2 ـ ومن طبيعة الإنسان : أنه يحب الامتداح والثناء عليه ، فلا تبخل بذلك على المعلمين والطلاب .

3 ـ ومن طبيعة الإنسان : أنه يحب من يحسن إليه ، ولو بابتسامة أو طلاقة وجه .

4 ـ ومن طبيعة الإنسان : أنه تعجبه الكلمة الحلوة اللينة ، ويزعجه الكلام الخشن ، ولو كان حقاً .

5 ـ اجعل قدوتَك رسولَ الله  ، خَيْرَ مَنْ دَرَسَ مجتمعه ، وخبر أحوال الناس ، وبقي في دراسته سنين طويلة في سبرٍ للأغوار ، وتحليل نفسيّ عميق المستوى ، حتى جاءه قوله تعالى : { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المشْرِكِينَ } .


6 ـ من طبيعة الإنسان ـ على جميع مستوياته ـ أنه دائم التطلع إلى أولئك الذين يرفعون من قيمته ، وليس إلى الذين يحطُّون منها .

فينبغي على المشرف على الحلقات القرآنية أن يتعرف على ميول الناس ورغباتهم من خلال طبيعة نفسيتهم ، حتى يختار أحسن السبل للوصول إليهم ، ثم التأثير فيهم وإقناعهم في إحضار أبنائهم إلى حلقات القرآن الكريم وتعاونهم معه ،

وهذا ما يسمى عند علماء الاجتماع : تحليل المستمعين



*********************************


ماهي طريقة معرفة طبيعة المجتمعات وتحليلها :


على المشرف على الحلقات القرآنية أن يضع في اعتباره حقيقة مهمة ، وهي ضرورة الإلمام بطريقة تحليل المجتمع الذي يريد أن يعمل فيه قبل البدء في العمل ، فإن ذلك يعتمد على معطيات :


أ ـ العمر :

فالمشرف الفطن يدرك أن ما يناسب الطلاب الصغار في المرحلة الابتدائية يختلف عما يناسب الشباب في المرحلة الإعدادية ، كما يختلف عما يناسب كبار السن ، وذلك لاختلاف الميول والأهداف وطبيعة نظرتهم إلى الحياة .


ب ـ الجنس :

فإن درجة الإقناع تختلف بين النساء والرجال ، والمعروف أن الخطاب يوجه إلى قلب المرأة وعاطفتها قبل عقلها ، ولا ينبغي أن يكون الخطاب للرجال والنساء واحداً . فرسول الله  أفرد يوماً خاصاً للنساء يعظهن فيه .


ولذلك فإننا نلاحظ إقبالاً شديداً من طرف النساء على الحلقات القرآنية ، كما نلاحظ تفوقاً وتقدماً ، وقد أحصيت أعداداً كثيرة ممن حفظن القرآن كاملاً وأعمارهن لم تتجاوز العشر سنوات .


جـ ـ التكويـن الاجتمـاعـي :

ويتضمـن العوامـل الاجتماعيـة ، والنفسيــة ، والتعليميــة ، والاقتصادية ، وجميعها تحدد لنا نوعية شريحة المجتمع ـ الذي تريد أن تنشئ فيه عملاً قرآنياً ـ من الناحية الفكرية ، والاقتصادية ، مما يؤثر على نوعية الاستجابة والتفاعل والتعاون ، وبالتالي تفرض على المشرف اختيار الأسلوب المناسب للشريحة التي أمامه .

د ـ الذكاء :

إن معرفة المشرف بدرجة الذكاء العام للعاملين معه ، تحتِّم عليه ألا ينزل بمستوى توجيهاته وتعليماته دون مستوى ذكائهم ، وكذلك عدم الارتفاع والتحليق بمستوى الأفكار التي يطرحها بطريقة تتخطى إدراكهم لها .


هـ ـ الميول والاتجاهات :

إن اتجاهات الناس وميولهم الفكرية لها أثر مهم في اختلاف استجابتهم للمشروع القرآني ، فالمشرف الماهر هو الذي يميز هذه الفروق ، ويدرك ميول الناس واتجاهاتهم ، ويعرف كيف يخاطبها ، ويقنعها ،

فهناك فرق بين مجتمع عربي ، ومجتمع غير عربي ، وتختلف عادات الناس من بلد إلى بلد ، فالمجتمع الهنديُّ والباكستانيُّ مثلاً أسرع استجابة من المجتمعات العربية في جانب تحفيظ أولادهم القرآن الكريم في سن الصغر ، بل إن دخولَ الولد في حلقة التحفيظ أولى عندهم من المدرسة النظامية حتى ولو أدى ذلك إلى تأخره دراسياً .


كما أن هناك بعض القبائل في السودان تهتم اهتماماً بالغاً في حفظ القرآن الكريم منذ الصغر ، وإن أول شرط تطلبه البنت أو وليها فيمن يتقدم لخطبتها هو : أن يكون المتقدم قد ختم القرآن الكريم في الخلوة www.yah27.com/vb/showpost.php?p=4964&postcount=5 - 18k
2
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بساط الريح
بساط الريح
الاخت الكريمه :rainyheart
جزاك الله الف خير على معلوماتك القيمه وجعلها الله في ميزان حساناتك واسال الله ان ينفع بها

القائمين على الحلقات القرانيه .

وقد كنت اعد هذه الايام موضوع مماثل من تجربتي المتواضعه في ادارة الحلقات القرانيه

فكان هذا الموضوع تفصيل لموضوعي .
بساط الريح
بساط الريح
اختي الكريمه الرابط اعلاه لم يعمل معي اطلاقا وحاولت البحث عن الموضوع من خلال الموقع نفس

لكن بدون نتيجه فياليت تساعدني في ذلك خصوصا اني متشوقه لتتمة الموضوع وجزاك الله خير