فــــــــــن الإنتقـــــــــــــــاد
كثيرة هي تلك الكلمات التي تخرج من أفواهنا أو أفواه غيرنا كالسيل العارم لانتقاد شخص ما
فما أن يرتكب شخص غلطا ما حتى تجد كل الألسن شحذت همتها لانتقاده وليلعب بذلك كل واحد دور المعلم الذي لا يخطئ، لتبدأ بذلك سلسلة من التفاخرات لكل من لم يرتكب خطأ مثله وحتى لو ارتكبه أحد ما فهو لا يعترف حتى لنفسه بذلك فكيف بغيره
وعند غياب الإنتقاد البناء يغيب معه كل أمل لتصليح ذلك الغلط كما يجب.
لذلك نرى الناس صغارا وكبارا يعيدون نفس الأخطاء مرارا وتكرارا وذلك نظرا لتعرضهم لانتقاد لاذع يفوق حجم الخطأ بدل التوجيه الصحيح
فقبل أن ننتقد شخصا علينا أن نتعلم فن الإنتقاد
نعم للإنتقاد فن يمكن أن نبني به أشخاصا كما يمكن أن نهدم به نفسيات أناس لا يتحملون ذلك الكم الهائل من البراكين المنفجرة من أفواه النقاد.
فالكلمة الطيبة لها تأثير كبير في النفس البشرية وحتى في انتقاد تصرف ما لا بد من استعمال كلمات طيبة تحيي النفس بدل أن تميتها
فكم من إنسان فقد احترامه لنفسه ولغيره بسبب الإنتقادات التي تعطي الأمور أكثر من حجمها وكم من شخص انحرف عن الطريق الصحيح بسبب هذه الانتقادات الهدامة، في حين أنه لو تعرض لانتقاد بناء مرفوق بكلمات رقيقة وطيبة لكان تغير الحال
نعم فكم من انتقاد خاطئ جعلنا نخسر إنسانا ونودي به إلى الهلاك
لأننا وللأسف الشديد عندما ننتقد شخص ما لا نضع نفسنا مكانه لهذا يسهل علينا انتقاده وانتقاد تصرفاته بطريقة همجية لا تمت للحضارة بصلة.
كما ننسى أننا عندما نشير بأصابع الإتهام نحوه فالأصابع الثلاثة المتبقية تشير باتجاهنا وكأنها تنبهنا لفظاعة ما نقترفه في حق غيرنا
فالرحمة الرحمة بمن يخطؤون فالإنسان لم ولن يكون كاملا مهما تغير الزمان لذلك يجب أن نقدر ظروف بعضنا البعض
كما يجب أن نتفهم بعضنا قبل النطق بالكلام السخيف الذي لا محل له من الإعراب
ولعل أجمل ما نختم به هو حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت)
أي من لا يعرف الكلام الطيب فسكوته افضل لنا وله
فلنلزم الصمت إذن إلى أن نتعلم فن الإنتقاد وغيره من فنون الكلام السليم
فوز & لوز @foz_amp_loz
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️