راجين11

راجين11 @ragyn11

عضوة فعالة

:فن التعامل:: العمل الجماعي الخامس,,’’

الملتقى العام










الحمد لله حمداً كثيراً يوازي نعمه والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله خير البرية.

خلقنا الله سبحانه وتعالى أجناساً وألواناً شعوباً وقبائل وحبب إلينا التقارب والتعارف:

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات:13

ولقد أنعم علينا بنعم كثيرة منها اللسان وهو وسيلة التخاطب والتواصل وعلمنا اللغات بكل أشكالها

( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة:31

ولعل التحاور والجدال يحملان نفس المفهوم لقوله تعالى:

( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) المجادلة:1

ومنَّ الله علينا بنعمة العقل ليميِّزنا بها على سائر خلقه فنحكِّمه في أمورنا كلها ونستعين به لمعرفة الخير والشر والصالح والطالح
فكان لكلٍ رأيه الذي يختلف به عن الآخر أو يتوافق معه
ومن هنا نشأ الإختلاف فكان لابد من وجود آداب وفنون وأساليب للتحاور حتى لا يطغى التشدد والإستئثار على الحق والمنطق.

.. من هنا جاء هذا العمل :: فن التعامل :: من إخوانكم فريق التطوير وأعضاء منتديات طموح الإسلامية ..

~*¤ô§ô¤*~

ما هو الحوار ؟

خص اللَّّه سبحانه وتعالى الإنسان بنعمتي العقل واللسان، تكريماً وتفضيلاً له على سائر المخلوقات،
قال تعالى ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) ) الإسراء:70،
وعن طريق اللسان والعقل وبواسطتهما يستطيع الإنسان أن يناقش أموره بشكل أفضل مع محيطه، وأن يتدارس مشكلاته، ويشرح قضاياه، ويدافع عنها؛
وهو في تخاطبه مع أبناء جنسه يتدارس أموره، بشأن ما تثيره من قضايا فكرية واقتصادية وغيرها، مما تختلف فيه الأفهام أو تتعارض المصالح، ويتحاور في شأن نقط الخلاف بينه وبين غيره،
وهو من خلال هذا الحوار قد يصل إلى الاتفاق، كما قد يظل الاختلاف بينه وبين محاوره قائماً، وفي هذه الحالة لاشك أنه سيدافع عن قضية ويجادل بشأنها، ومن هنا يقوم الترابط بين المشاورة والمحاورة والمجادلة والمناظرة.

~*¤ô§ô¤*~

منهج الإسلام في الحوار

اهتم الإسلام اهتماما كبيراً بالحوار والتشاور والاختلاف والجدل، ووضع أسس التخاطب والتشاور والتحاور، وتبادل أوجه الرأي وإنهاء المنازعات بين الأفراد والجماعات عن طريق التفاوض،
فجاء في الحوار بمنهج تحاور وتفاهم وسلام، وليس منهج عصبية وشقاق ولدََدٍ،
يتجلى هذا في الرجوع إلى السيرة النبوية، وتاريخ الإسلام، وعهد النبي عليه الصلاة والسلام ، ومعرفة الأسلوب الذي كان ينهجه عليه الصلاة والسلام، في تبليغ الدعوة إلى الأفراد والجماعات والأمم،
والأسلوب الذي لقنه القرآن الكريم في هذا المجال مثل قوله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ) آل عمران:64
وقوله تعالى ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة النحل:125،
وقوله عز من قائل ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)) الممتحنة:8

~*¤ô§ô¤*~

لماذا نتعلم مهارات الاتصال؟




لنتذكر أولا ما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: أن نتعوَّذ من علم لا ينفع؛ أي أننا يجب أن نسأل أنفسنا قبل أن نشرع في التعلم عن سبب يرضي الله ورسوله ويخدم الإسلام لتعلُّم أي علم، ثم نعرف كيف نحتسب ذلك العلم في سبيل الله لنأخذ عليه الأجر والثواب.

إذن يجب أن نسأل أنفسنا!! لماذا نقبل على تعلم هذا العلم بالذات؟
هل تقليدا للغرب مثلا أو ابتغاءً للرزق أو المناصب؟ أم إرضاءً لربنا وابتغاءً لاستعمال ما تعلمنا في نصرة الإسلام؟
بمعنى آخر: هل هذا العلم -بمقياس الله- علم نافع أم علم لا ينفع؟ وعلى هذا الأساس نقرر ماذا نتعلم وماذا نترك

لنطبق هذا المفهوم على هذا الموضوع، ولنتساءل: هل الإسلام يأمرنا بتعلم مهارات الاتصال الفعال؟
وهل هناك أخلاقيات وآداب واضحة للحوار البنّاء في الإسلام؟
وما هي استخدامات تلك المهارات لصالح دين الله؟
سنجد أن الإسلام يعلمنا بالتفصيل كل ما نحتاجه لمهمتنا:

1. أطراف عملية الاتصال: أنفسنا والآخرون، أفرادا وجماعات، مسلمين وغير ذلك.

2. ثم يعلمنا الرسالة المطلوب توصيلها للناس: الأخلاق الحسنة، والتعاملات الراقية، والعبادات المطهرة، وذلك في دوائر التعامل المختلفة: الأسرية والاجتماعية والدولية والعالمية.

3. ثم يبين لنا وسائل الاتصال المختلفة بين الناس: الصالح منها والطالح.

4. ومن ثم يعلمنا تخير الوسائل السليمة للاتصال وتفادي ما يعوقها أو يشوهها.

5. ثم بعد هذا التدريب الرباني المكثف للمسلم، بدءا من محيطه الشخصي يأمره الإسلام أن ينطلق بما تعلم في أرجاء الأرض مبلغا لأعظم رسالة يمكن أن ُيبلغها بشر: كلام الله عز وجل.

~*¤ô§ô¤*~

طرفا عملية الاتصال الفعال

نبدأ بالنظر إلى أول طرف في عملية الاتصال؛ أنفسنا: يقول تعالى (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)) الذاريات:21
فإن من أعظم الأمانات أمانة النفس؛ فهي أعظم من أمانة الأموال والأولاد، إذن يجب أن يعرف المسلم نفسه أولا،
ومن ثم يتمكن من أن يرضي الله بمعاملة الناس بالحسنى كما يحب لنفسه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"؛
فالآخرون هم الطرف الثاني في عملية الاتصال، والإسلام يأمرنا -بعد أن نعرف أنفسنا جيدا- أن نتخيل أنفسنا في أماكنهم قبل أن نعاملهم؛ حتى نعطيهم نفس الاحترام الذي نحبه لأنفسنا.

~*¤ô§ô¤*~

حكمة الترغيب في التواصل مع الناس



من سنن الله في الكون أن كل إنسان موجود وسط مجموعة من الناس مضطر أن يتواصل معهم، على الأقل في نطاق حاجاته الأساسية.
أما الإنسان المسلم فلا يكتفي بمجرد التواصل، بل يخبره القرآن أنه يجب أن يقترب أكثر ليتعارف مع الناس ويتفاعل معهم، القريب منهم والبعيد، المسلم منهم وغير المسلم، يا ترى لماذا؟
الإجابة القرآنية واضحة ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل:125

إذن يتعرف عليهم وعلى ثقافاتهم وعاداتهم وعلومهم ليتمكن من دعوتهم للإسلام. بل وتبين لنا الآية الكريمة كيفية ذلك: بالحكمة والهدوء والموعظة والمنطق القوي.
لاحظوا أن الدعوة في الآية جاءت بصيغة الأمر؛ فالمسلم إذن مأمور بالدعوة إلى سبيل الله بكل وسيلة ممكنة، سواء بالدعوة المباشرة الوعظية والدعوة غير المباشرة بالقدوة التي تعبر عن أخلاق الإسلام فتدعو الناس إليه.

إذن بما أننا مأمورون بالدعوة؛ فقد عرفنا أننا مأمورون ضمنا بتعلم مهارات الاتصال الفعال (المباشرة وغير المباشرة، المنطوقة وغير المنطوقة)؛
لنؤثر في الناس تأثيرا إيجابيا يجعلهم يتقبلون سماعنا ومشاهدتنا والتعامل معنا، وهدفنا من ذلك تعريفهم الإسلام تطبيقا لواجب الدعوة الذي هو أمانة في أعناقنا؛
وهكذا فإن تعلم هذا العلم بهذه النية يصبح مهما؛ لأنه مما يساعدنا على خدمة ديننا وإرضاء ربنا إن شاء الله.

~*¤ô§ô¤*~

والسؤال المهم كيف أعامل الناس؟



تعاملهم بإتباع أساليب من أهمها:

1- إجادة فهم النفسيات:
من الناس من طبعه الغضب السريع ,منهم من لا يبالي,منهم حاد الطباع لا يضحك إلا نادرا ومنهم اللطيف خفيف الظل.فعليك فهم النفسيات أولا
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب"

2- الناس معادن:
الناس تختلف على حسب تركيبتها أو طينتها كما يقال وهذا صحيح فمنهم من يتكيف مع من هو في نفس بيئته , لذا عليك معرفة طبيعة واصل الرجل والضابط هنا التقوى. كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"

3-مراعاة المستوى العلمي للشخص المقابل:
لذا قيل في المثل: خاطبوا الناس على قدر عقولهم

4-مراعاة ما يستطيعه الناس:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوكل المهام كلٍ حسب قدرته, فعمر ليس كابي هريرة ومعاذ ليس كبلال رضي الله عنهم أجمعين , بل كان يرتب المهمات حسب القدرة.فلتراع حفظك الله مقدرة الشخص المقابل.

5-مراعاة شعور الشخص المقابل:
من حساسية لشيء معين من عدم تقبل لنقد أو مزاح باليد أو من هذا القبيل.

6- إنزال كل شخص منزلته:
فالوالدين ليسا كالأصدقاء والزوجة ليست كالأبناء. والذكي ليس كالأقل ذكاء.

7-خير الناس انفعهم للناس:
كن خدوما. كما قيل: ( سيد القوم ..خادمهم) حاول أن تكون ايجابيا يرجع إليك الناس في ضائقاتهم ومشاكلهم.

8- كن داعيا في الناس بالمعروف مصلحا:
قال تعالى ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) النحل:125
قال تعالى ( وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران:159

9- حفظ حقوق الآخرين:
أ/ كالصديق الصديق وقت الضيق, تسأل عنه وتزوره وتساعده ماستطعت
ب/الوالدين...تكفي آية (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)الإسرار:23
ج/الزوجة..تعاملها بالمعروف تحفظ لها حقوقها وفضلها وأنها مربية رجالك غداً.
د/الأبناء بالرعاية والاهتمام والسؤال عن حالهم داخل المدرسة وخارجها وبذل الجهد في تنشئتهم التنشئة الصالحة
هـ/الحكام...وهذا من أساسات الإسلام طاعة الحكام والمناصحة لهم بالخير والدعاء لهم بالتوفيق .

10- كن باسم الوجه صانع الفرح:
قال صلى الله عليه وسلم: " تبسمك في وجه أخيك صدقه"

11- كن شاكرا لمن يسأل عنك ويبذل الخير لك:
من لم يشكر الناس لا يشكر الله, وقول جزاك الله خيرا لا تنقص من حقك شيئا , بل إن من قالها فقد ابلغ في الثناء كما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام.

12- تبادل الهدايا مع من تعاملهم:
كم من كلمة جميلة في الصباح للزوجة آتت ثمارها في ذلك اليوم كله.
كم من تقبيلة لجبين والد أو والده كانت سببا في دعوة أنت تنعم بها إلى يومك هذا.
كم من هدية هدت ضالاً بعد أن تعب الكثير في نصحه.
تبادل الهدايا ليس الهدايا أن تكون بمبلغ وقدره وإنما قد تكون في كلمة جميلة أيضا.

13- إعلان المحبة للناس:
قل لمن أحببته يا فلان والله إني احبك في الله ووالله إن لها لوقعا في القلب لا يعلمه إلا من جرب ذلك, ويكفي بل ذلك المنى والغاية , أن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون فيّ أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.

~*¤ô§ô¤*~

مرحبا بالاختلاف.. لا للخلاف!



مما لا شك فيه أن أي شخص يحاول التواصل مع غيره بأي وسيلة فإنه يواجه مشكلة الاختلاف الواضح بين الأفراد في المجتمع الواحد، ناهيك عن التباين والتضاد بين الشعوب والقوميات؛
أي أن من حقائق حياتنا التي لا نملك تغييرها أن الناس مختلفون ومتباينون؛ فهل المهمة الموكلة بالمسلمين -وخاصة الدعاة منهم- هي إلغاء هذه الاختلافات، وصهر الناس في قالب إسلامي موحد يتجاهل اختلافاتهم، ويجبرهم على التطابق مع نموذج مثالي؟
يقول الله تعالى في محكم آياته( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) هود:118-119

إذن فالاختلافات الفردية أيضا من سنن الله في الكون، والإسلام يحترمها، ويطلب منا التكيف معها، وتطويع الخطاب على حسب المخاطب (احتراما للاختلاف) دون الإخلال بمضمون الرسالة (منعا للخلاف)،
سواء كان ذلك في التواصل الدعوي لغير المسلمين، أو في التعامل اليومي بين المسلمين؛ حيث يرغبهم الإسلام في الاتحاد، وينهاهم عن التناحر، مع احترامه الكامل لحريتهم الشخصية.

~*¤ô§ô¤*~

الاختلاف لا يتضمن معنى المنازعة

الاختلاف لا يحمل معنى المنازعة، وإنما المراد منه أن تختلف الوسيلة مع كون الهدف واحداًً، وهو مغاير للخلاف الذي ينطوي على معنى الشقاق والنزاع والتباين في الرأي دون دليل.

وقد أوضح العلماء الفرق بين الاختلاف والخلاف في أربعة أمور:

.1 الاختلاف هو أن يكون الطريق مختلفاً، والمقصود واحداًً، والخلاف هو أن يكون كلاهما ـ أي الطريق والمقصود ـ مختلفين.

.2 والاختلاف: ما يستند إلى دليل. والخلاف: ما لا يستند إلى دليل.

.3 والاختلاف من آثار الرحمة ...، والخلاف: من آثار البدعة.

.4 ولو حكم القاضي بالخلاف، ورفع لغيره يجوز فسخه بخلاف الاختلاف، فإن الخلاف هو ما وقع في محل لا يجوز فيه الاجتهاد، وهو ما كان مخالفاًً للكتاب والسنة والإجماع.


~*¤ô§ô¤*~

من آداب الاختلاف

من ثوابت آداب الاختلاف في الإسلام

أ) أن الاختلاف رحمة وتوسعة، إذ اختلاف الأمة في أحكام الحوادث والنوازل يسر ورحمة،
قال الذهبي: "وبين الأئمة اختلاف كبير في الفروع وبعض الأصول، وللقليل منهم غلطات وزلقات ومفردات منكرة، وإنما أمرنا بإتباع أكثرهم صواباً،
ونجزم بأن غرضهم ليس إلا إتباع الكتاب والسنة، وكل ما خالفوا فيه القياسٍ أو تأويل. وإذا رأيت فقيهاً خالف حديثاً أو حرّف معناه فلا تبادر لتغليطه،
فقد قال علي كرم الله وجهه: ( لمن قال له: أتظن أن طلحة والزبير كانا على باطل): "يا هذا، إنه ملبوس عليك، إن الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله".

ب) أن الاختلاف في المسألة لا يعني أن أحد المختلفين خاطئ ،
قال الطحاوي "المراد: أن ما ذهب إليه إمامنا صواب عنده مع احتمال الخطأ، إذ كل مجتهد يصيب ويخطئ في نفس الأمر،
وأما بالنظر إلينا فكل واحد من الأربعة مصيب في اجتهاده، فكل مقلد يقول هذه العبارة لو سئل عن مذهبه على لسان إمامه الذي قلده، وليس المراد أن يكلف كل مقلد اعتقاد خطأ المجتهد الآخر الذي لم يقلده".

ت) التأدب مع المخالف، لأن الخلاف إنما هو ناشئ عن اختلاف النظر لاعن اختلاف الهدف، فالمختلفان مختلفان في الأفكار متفقان في القلوب وفي الهدف.

~*¤ô§ô¤*~

صور مشرقة من فن التعامل

من حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام:
***

ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن عمر عندما حكى له الرؤيا التي رآها وكان فزعًا منها.
هل أخافه رسول الله؟ هل فزعه؟ هل ذكره بعيوبه؟
كلا..بل انظر إلى المنهج القويم السديد في التعامل.
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل "
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم جانب المدح أولاً، ثم بعد ذلك بدأ يوضح النصيحة لعبد الله بن عمر.
فكيف إذن كانت استجابة عبد الله بن عمر للنصيحة بعد هذا المدح والثناء؟
كانت النتيجة الحتمية أن عبد الله بن عمر لم يترك قيام الليل إلى أن وافته المنية

***

يقول أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا وأرحبهم صدرًا وأوفرهم حنانًا.
وقد أرسلني يومًا لحاجة فخرجت وقصدتُ صبيانًا يلعبون في السوق لألعب معهم ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرتُ بإنسان يقف خلفي ويأخذ بثوبي .. فالتفتُّ فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم ويقول: "يا أُنيس أذهبت حيث أمرتك؟"فارتبكت وقلت: نعم إنني ذاهب الآن يا رسول الله.
والله لقد خدمته عشر سنين فما قال لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟
~*¤ô§ô¤*~

من حياة السلف:
***

ابن تيمية العالم المجاهد الصابر شيخ الإسلام , كان ناسيا لنفسه متفرغاً للدين وخدمة الناس, كان يأتيه الفرد فيقول أريد كتاباً أنتفع به فيقول له خذ ما شئت ولا يبخل بذلك على أحد, كان يرى الفقير فيخلع عمامته ويقصها إلى قسمين قسم له وقسم للفقير.
كان دائما ما يردد "أنا المسيكين في مجموع حالاتي"
وذكر المؤرخون أنه لم يتزوج تفرغا للدين والمسلمين.
~*¤ô§ô¤*~

من حياة المعاصرين:
***

علامة القصيم عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: كان يعلم بحال احد طلبة العلم وفقره, وكان يرسل ابنه بالنقود ويقول له: قل للرجال يعذرنا على التأخير وإن شاء الله نحرص المرة القادمة,
حتى أن ابن الشيخ ظن أن هذا الطالب يطالب أباه بدين ما....يا سبحان الله

***

الإمام الوالد عبد العزيز بن باز رحمه الله: أتاه رجل يريد المساعدة فأمر له بألفين ريال, ثم ذهب الرجل إلى الخارج وعدل الألفين إلى عشرين ألف رقماً,
وأتضح التغيير لدى المحاسب في دار الإفتاء آنذاك, فاتصل على الشيخ سائلاً: كم أمرتم؟ قال: ألفين...
قال المحاسب: هنا مكتوب عشرين ألف..قال الشيخ رحمه الله: أصرف له ربما ما قدّرنا حالة الرجل... وصرفت له عشرون ألفاً.
جاء الرجل للشيخ بعد مدة وأعطاه المبلغ وأعترف بكل شيء...قال الشيخ: قد علمت من وقتها والله يسامحك..
حاول الرجل إرجاع المبلغ إلا أن الشيخ لم يقبل وقال : هو لك. وتاب الرجل واستقام. فيا سبحان الله

~*¤ô§ô¤*~

تقول وتردد لماذا حسن الخلق في التعامل, ولماذا أحسن أخلاقي؟

لأمور منها:
1- أنت مسلم والمسلم راقي بأخلاقه.
2- مأمور بذلك..قال تعالى ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) النحل:125.
3- تتقرب إلى الله بحسن الخلق وفيه مرضاة للرب عز وجل.
4- دعا إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "خير الناس أحسنهم خلقاً".
5- ترتقي في الدرجات بأخلاقك..قال صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار"
6- أكثر من اعتنق الدين الإسلامي من النصارى ,من الأخلاق كما جاء في سير التجار إلى الشرق.
7- هو باب للدعوة الغير مباشرة.

~*¤ô§ô¤*~

هناك محظورات ومأمورات في التعامل ومنها:



1- النصح إذا وجد الخطأ ولكن على انفراد.
2- مراعاة شعور الصاحب وحساسيته من أمور معينة كالمزيح باليد.
3- لا تكثر الملامة.
4- تواضع للحق.
5- لا تبين أنك على الصواب دوماً.
6- افتح باب النقاش.
7- انظر إلى الجانب المشرق.
8- إياك والكذب.
9- إياك والغيبة والنميمة.
10- إياك والانتقاص من حق صاحبك.

~*¤ô§ô¤*~

ذلكم هو منهج الإسلام في الحوار وموقفه منه وأدبياته بشأنه.



وإذا كان لنا أن نختتم هذه الكلمة بنموذج حي من كلام سلفنا من العلماء في أسس ومنهجية وأدب الحوار في الإسلام،
فإن أحسن مثال لذلك قول الإمام الشاطبي في مقدمة كتابه الموافقات
:" إياك وإقدام الجبان، والوقوف مع الطرق الحسان، والإخلاد إلى مجرد التصميم من غير بيان،
وفارق وهن التقليدي راقياً إلى يفاع الاستبصار، وتمسك من هديك بهمة تتمكن بها من المدافعة والاستنصار،
إذا تطلعت الأسئلة الضعيفة والشبه القصار، والبس التقوى شعاراً، والإنصاف بالإنصاف دثاراً،
واجعل طلب الحق لك نحلة، والاعتراف به لأهله ملة،
لا تملك قلبك عوارض الأعراض، ولا تغر جوهرة قصدك طوارق الأعراض،
وقِفْ وقفةََ المتخيرين لا وقفة المتحيرين، إلا إذا اشتبهت المطالب ولم يلح وجه المطلوب للطالب،
فلا عليك من الإحجام وإن لج الخصوم، فالواقع في حمى المشتبهات هو المخصوم، والواقف دونها هو الراسخ المعصوم،
وإنما العار والشنار على من اقتحم المناهي فأوردته النار، لا تدر مشرب العصبية، ولا تأنف من الإذعان إذا لاح وجه القضية،
أنفة ذوي النفوس العصبية، فذلك مرعى لسوامها وبيل، وصدود عن سواء السبيل"

~*¤ô§ô¤*~


:: المصادر ::

أدب الحوار في الإسلام للكاتب محمد القدوري
مقالة للأخت سحر النادي من موقع إسلام أون لاين
موقع الشيخ سفر الحوالي
موقع الرقية الشرعية
موقع الشيخ عمرو خالد

:: شارك في جمع المادة الإخوة و الأخوات الأفاضل ::
:: أعضاء منتديات طموح الإسلامية ::


shiblaq
ALnebras2
ابو هديل
*زبرجد*
النورس


]

6
844

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

LaDy Nona
LaDy Nona
الله يعطيك الف الف الف عااااااااااااااااااافيه

راجين11

:27:
منى القلوب
منى القلوب
الله يعطيك العافيه اختي مجهود رائع وموضوع قيم ........
راجين11
راجين11
يعافيكم ويسعدكم يالغاليات
كلمة طيبة
كلمة طيبة
بارك الله فيك
وبمن ساهم في هذا العمل
راجين11
راجين11
وبارك الله فيك اخيتي