الامال،

الامال، @alamal_5

عضوة نشيطة

فن الحوار الزوجي في حديث ام زرع

ملتقى الإيمان

للدكتور جاسم المطوع



الإمام البخاري يذكر لنا في كتابه (صحيح البخاري) حديث أبي زرع ويبوب هذا الحديث تحت عنوان:

((حسن المعاشرة مع الأهل)).

بمعنى أن الزوج يحسن معاشرة زوجه من خلال الحوار بينه وبينها، والقصة عبارة عن حوار دار بين النبي وبين عائشة، وهذا الحوار ملخصه أن عائشة تتكلم مع النبي عن إحدى عشرة أسرة وتصف كل زوج وكل زوجة وعلاقتهما مع بعض، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع لها هذا الحوار ويعلق عليها وتحدث مداخلات بينه وبين زوجته، وهذا هو قمة النجاح في الحوار الزوجي الذي نتمنى أن نصل إليه.
هذا الحديث الذي أذكره فيه كلمات صعبة ولن أشرح هذه الكلمات فليس هدفنا من هذا الحديث شرح الحديث أو إخراج المسائل الفقهية فيه، وإنما هدفنا أن نتعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحاور مع زوجته وكيف كانت هي تتحاور معه، ( )

ونص الحديث عن عروة عن عائشة قالت: ((جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَلاَّ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَار أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئَاً،

قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَعْرٍ، لا سَهْلٌ فَيُرْتَقَى وَلا سَمِينٌ فَيُنْتَقَلِ.
قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَهُ؛ إِنِّي أَخَافُ أَلاَّ أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجُرَهُ وَبُجُرَهُ.

قالت الثالثة: زَوْجِي الْمُشَنَّقُ، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ.

قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تُهَامَةَ، لا حَرُّ وَلا قَرٌّ وَلا مَخَافَةٌ وَلا سَآمَةٌ.

قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهْدٌ، وَإِنْ خَرَجَ أَسَدٌ، وَلا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ.

قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضَطَجَعَ الْتَفَّ، وَلا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ.

قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَا، - أَوْ عَيَايَا - طَبَاقَا، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلاًّ لَكِ. \
قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ.

قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ، عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّاد.

قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ، وَمَا مَالِكٌ؟ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبارِكِ قَلِيلاتُ الْمَسَارِحِ، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوالِكُ.

قَالَتِ الْحَادِيَةُ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ فَمَا أَبُو زَرْعٍ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيِّ أُذُنِي وَمَلأَ مِنْ شَحْمِ عَضُدِي، وَبَجحَنِي فَبَجَحَتُ إِلَيَّ نَفْسِي، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَق، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلا أُقَبَّحُ وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، أُمُّ أَبِي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ عُكُومُهَا رَدَّاحٌ وَبَيْتُهَا فَسَّاحٌ، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ؟. مَضْجِعُهُ كَمِسَلِّ شَطْبَةٍ، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعَ الْجَفْرَةِ، بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ؟ طَوْعُ أَبيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا وَغَيْضُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ؟. لا تَبُثُّ حَدِيثَهَا ثَبْثِيثَاً، ولا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثَا، وَلا تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشَاً، قَالَتْ: خَرَجُ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تَمْخُضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّاتَيَنْ فَطَلَّقَنِي فَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلاً سَرِيَّاً رَكِبَ شَرِيَّا وَأَخَذَ خَطِيَّاً وَأَراحَ عَلَيَّ نِعَمَاً ثَرِيَّاً، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجَاً وَقَالَ: كُلِّي أُمَّ زَرْعٍ، وَمِيرِي أَهْلَكِ. قَالَتْ: فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِي مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ)).

هنا قالت عائشة: ((قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ)). وفي رواية أخرى أنه قال لها: ((كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ إِلاَّ أَنَّنِي لا أُطَلِّقُ)).

النبي صلى الله عليه وسلم يمثل الرجل المشغول دائماً الذي عنده أهداف كبيرة وطموح كبير في حياته، والناس دائماً تتصل به ودائماً تسأله، وهو الرجل الذي عنده اتصالاته مع نفسه وعنده اتصالات مع الناس وعنده اتصالات مع زوجاته وعنده اتصالات مع ربه ومع جبريل، فالنبي دائماً مشغول ومع ذلك أخذ يسمع زوجته وهي تتكلم معه، ليس عن قضية تهم الأمة ولا على موضوع فيه مصلحة لعائلتهم أو أسرتهم ولا عن موضوع من اهتماماته هو ومن هواياته، وإنما عن موضوع لا يمس النبي صلى الله عليه وسلم من أي طرف، وإنما هو من اهتمامات المرأة فهي أخذت تتكلم عن الزوجة الأولى وهي تصف زوجها والزوجة الثانية وهي تصف الثالثة والثالثة والرابعة والخامسة كل واحدة تصف، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع ولم يقل: ما هي زبدة الكلام، ما هي الخلاصة، إلى ماذا تريدين أن تصلي في الأخير. لم يحصل هذا مطلقاً وإنما أخذ يستمع وَيستمع ويستمع إلى أن انتهى الزوجة من حديثها كلها - وإن كان لم يكن يعجبه هذا الحديث - وأكثر من هذا أنه علَّق وكان تعليقه تعليقاً خطيراً، لأن عائشة لما جاءت بالزوج الحادي عشر كان متزوجاً لأم زرع قد عيشها في رغد وفي راحة وفي أنس وإن كان فقيراً لكن ريَّحها، ثم بعد ذلك طلقها لأنه أُعْجِبَ بأخرى فتزوجت بغيره فعيشها في عز أكثر وفي ترف أكثر، لكن مع ذلك قالت أم زرع عن زوجها الأولى: ((فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِي مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ)). أي أن كل هذه الأموال التي أعطاني إياها الزوج الثاني لا تساوي صحناً من صحون أبي زرع الفقير المسكين، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: ((كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ إِلاَّ أَنَّنِي لا أُطَلِّقُ)).أي أنني مثل الزوج الأول لأم زرع من حيث الوفاق والاحترام والتقدير والحوار والأنس والسعادة لكن ((إِلاَّ أَنَّنِي لا أُطَلِّقُ)). هنا الزوجة فرحت فهذا التعليق الذي يشعرها بالأمان، وهو المستوى الخامس من مستويات الحوار وهو لما يتكلم الزوج عن الحاجات.
مره كنت فيي دورة للرجال وكنت أدربهم على هذا الحديث فقال أحد الرجال: أنا لو أن زوجتي تقول لي مثل هذا لقلت لها: هذا كلام نساء. ولا ألتفتُ لها. لا، ولذلك نحن لا بد أن نشعر الطرف الثاني بالاهتمام والاحترام وحسن الإنصات والاستماع، وأؤكد أن حديث أبي زرع وأم زرع هو دستور لكل زوجين في الحوار الزوجي الناجح وفي الاستماع الزوجي الناجح.





4
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نفسي بضمة طفل
نفسي بضمة طفل
جزاك الله خيرا على الكلام المفيد ولكن تكمن المشكله في من اللذي يطبق هذا الحديث ومن يستمع لزوجته حينما تتكلم ويكتفى بقول اخلصي ايش بغيتي
للاسف هذا مااعيشه فالرجال لايستمعون لزوجاتهم وان استمعوا يقولون كلمه ربما زادت من ما تعانيه المراة
تقبلي مروري المتواضع
كشتي عنوان سعادتي
جزاك الله خيرا
قلب منكسر
قلب منكسر
جزاك الله خيرا
الامال،
الامال،
جزاك الله خيرا على الكلام المفيد ولكن تكمن المشكله في من اللذي يطبق هذا الحديث ومن يستمع لزوجته حينما تتكلم ويكتفى بقول اخلصي ايش بغيتي للاسف هذا مااعيشه فالرجال لايستمعون لزوجاتهم وان استمعوا يقولون كلمه ربما زادت من ما تعانيه المراة تقبلي مروري المتواضع
جزاك الله خيرا على الكلام المفيد ولكن تكمن المشكله في من اللذي يطبق هذا الحديث ومن يستمع لزوجته...
اي والله صادقه في كلام ياعمري
علشان كذا يتوجب على المسلمين نشر هدي محمد صلى الله عليه وسلم في تعاملاته وحياته سواء الخاصة او العامه وتنشئة الاجيال على ذلك بدلا من الموجون والفساد اللي قاعدين يتربون عليه من الفضائيات والنت الامن رحم ربي

حتى بعض الملتزمين ومن يزعمون انهم على نهج السلف الصالح تلاقينه برا بوجه وينصت للواحد لويقعد خمس ساعات ولمن يدخل البيت دقيقة وحدة ما هو فاضي يسمع فيها زوجته
واسأليني انا عن هذه النوعية من البشر:icon33: