فن المواساة.

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين
في عصر كثرت فيه الضغوط وفسدت فيه الأخلاق وضعف ارتباط الإنسان فيه بخالقه
أصبح فن المواساة أو مهارة المواساة ضرورة يجب أن يتقنها أي إنسان يطلب رحمة الله و يريد أن يتعبد لله من باب جبر الخواطر
و قد قيل أن من سار بين الناس جابرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر
و من أرادت أن يعاملها الله سبحانه بصفة الجبر فلتجبر بخواطر الناس لأن الجزاء من الجنس العمل
و الراحمون يرحمهم الله
و لنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة فما كان يرد مهموما ولا سائلا إلا و جبر بخاطره
لكن أحيانا نقع في بعض الأخطاء و لو بحسن نية قد تزيد من معاناة المهموم
اعلمي يا أختي أن الهم أو الحزن مثل الحجر الثقيل الذي يضغط على الصدر و أن الإنسان أضعف من أن يكتمه لمدة طويلة بداخله
لذلك يكون مضطرا لإخراجه عبر ما يسمى بالفضفضة
لذلك إن أتاك أحد يريد أن يفضفض فلا تقاطعه بإعطائه حلولا أو بالتركيز على أخطائه . فقط استمع ودعه يخرج ما بداخله و استمع له بقلبك و لا تتظاهر أنك تستمع له في حين أن عقلك و قلبك منشغل عنه لأن الوجه و الملامح معبرة و تكشف ما بداخلك. و اعلم أنه ما اختارك إلا لثقتك فيه
لا تستصغر مشاعره و لا مشكلته مهما بدت لك تافهة فما هو غير مهم عندك مهم عند الآخرين . العقليات و النفسيات و ظروف المعيشة و الاهتمامات و التربية كلها أشياء تختلف من إنسان إلى آخر فلا تتوقع نفس ردة الفعل على موقف أو مشكل من كل الناس. هو له الحق في الحزن لا يحق لك أن تمنعه و لا تقل له انظر لفلان حصل له كذا و كذا و مع ذلك هو صابر . هذا الكلام ممكن أن يقال فيما بعد لكن ليس وقت الفضفضة.
فلكل مقام مقال
و بشره ، بشره بالفرج و أحيي فيه الأمل
هل هذا معناه ألا نبه على الأخطاء إن وجدت أو نشجعه على الاستغراق في الحزن لا.
لكن كما قلنا سابقا لكل مقام مقال
هذه الأمور نناقشها بعد أن ينتهي وتسمع الجملة المشهورة: الحمدلله الآن أشعر بتحسن عندما تحدثت معك
و الله أعلم
0
326

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️