"فن تصوير الأطفال .. واقع مؤلم"!
كلماتي هنا لا تتسم أبدا أن تكون بحثا فقهيا علميا، ولا حتى ترقى أن تكون موعظة داعية ولا هي شرح لمهارات تكوين الإضاءة بالتصوير!
لا، هي زفرات مصور عرف في عالم الانستقرام فتمثلت هذه الزفرات في الأحرف التي لم يقدم صاحبها بالإفصاح عنها إلا بعد أن أثقلته وأعيته حتى أجهدته!
دافع كل ذلك الاضطراب الشعوري هو الواقع المؤلم لتصوير الأطفال عامة والبنات منهن خاصة في برنامج الانستقرام!
لا أحد ينكر ميل أحدنا للجمال بأي شكل من أشكاله بل هذا مما يعد من "المشتركات الإنسانية" فضلا أن يكون المسلم ممتثلا ب "إن الله جميل يحب الجمال " ، فالجمال قيمة إسلامية جليلة ..
كما لا يخفى علي الجميع ميسور تصوير الاطفال بحد ذاته خلاف معتبر بين أهل العلم ولا مشاحة فى ذلك، وأذكر الحكم وأبينه للحد من المزايدة والحد من تلك الإسطوانة المتكررة "ياخي حتى تصوير عيالي الصغار حرموه؟!" "ياخي شف ذول ما يبون الواحد ولا يشوف بنته وأخته الصغيرة في صورة جميلة!"، لا، كل ما أعنيه بعيدا عن هذه المزايدات!
إذن أين واقعك المؤلم الذي اضطرب شعورك لأجله؟!
الحقيقة جولة سريعة في عالم الانستقرام لتدرك الصدع العظيم الذي أخشى أن يتزايد ويتعاظم حتى يصعب الحد منه، وأنا ممن كان ممارسا للوسط الفني في التصوير وأعلم ما يجوب بداخله من حيثيات وتبعات، فحين "يعلن المصور وجوده اليوم الفلاني الساعة الرابعة في أحد الحدائق وتخرج الأخت الكبيرة من البيت مع أختها الصغيرة لتلك الحديقة .. لتخرج بثلاث صور متفرقة الأولى على الكرسي الخشبي والأخرى بجوار الشجرة وهكذا .. لتأخذها في وقت لاحق بتواصل مع المصور فور الخلاص من التعديل عليها ومعالجتها، وبعد ذلك ينتقي المصور أبهرها وأروعها إثارة وينشرها بحسابه الذي يتابعه الآلاف من المتشوقين لهذه النتائج ... "
هذا السيناريو يتكرر شبه أسبوعي عند المصور بمناطق مختلفة (والمصور المهتم يعي ما أقوله)! ، المؤلم ليس في هذه القصة السليمة من الإشكاليات - نوعا ما -! لكن المقلق المؤلم هو:
- ! العلاقة بين الأخت الكبيرة والمصور، فتبدأ العلاقة بالحاجة لإيصال النتائج من الصور، ثم الشكر الجزيل وبعده تحصل متابعة المصور للأخت عبر حسابات اليوميات الخاصة .. ثم تتوثق العلاقة بالمكالمات .. إلخ
وانا هنا لا اتكلم من محض الخيال اقتراحات للالتوقع بل هذآ شيء وقفت عليه وأقرب مصور له اهتمام يدرك هذا الأمر جليا، بل إن أحد المصورين - زميلي - حضر (بلوك) إحداهن في برنامج الواتس اب لما آلت إليه العلاقة لتصبح ليس في التصوير فحسب ..! لا أزكيهم عليهن لكن لأؤكد حساسية العلاقة في هذا الشأن وواقعية حدوثه.
- الأمر الأول في نطاق خاص أما ما سأتحدث عنه فهو في النطاق العام، وهو نشر المصور نتائج تلك الجلسة الحدائقية في حسابه، التي غالبا ما تخرج البنت (الصغيرة) بكامل زينتها ويضاف لها المعالجة المبهرة للمصور، وللأسف وجدت صورا أفجعتني بأعمار هؤلاء البنات الذين تم تصويرهن ونشر صورهن ...! وما أخشاه أن تسهم الأخت الكبيرة بجهدها والمصور بمعالجته والصغيرة بوسامتها في تأجيج نوازع البعض، قد يستنكر أحدنا "أنها بنت صغيرة ولا تصل النتيجة لما تقول من تهويل"، جولة سريعة أخي لتعليقات صورة إحداهن لتدرك حجم تعلق البعض من شباب وفتيات بصور هذه الفتاة - التي قد تكون كبيرة الجسم لكن يتعلل المصور وأهلها بصغر سنها - بل وصل الحد أن علق احدهم بأحد الصور التي احتضنت البنت صغيرة (العمر) شجرة الحديقة بأنه يتردد على الصورة باليوم أكثر من مرة لإعجابه بهذه البنت وإن كانت صغيرة!
فالعبرة بالنظرة الغريزية في ذات المتأمل بالصورة يقول ابن تيمية عن الأم والأخت والبنت فضلا عن غيرهن " فلو نظر إلى أمه وأخته وابنته يتلذذ بالنظر إليها كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام " الفتاوى الكبرى (ج 1 / ص 281 )
بل حتى أنه - وهو العالم الموسوعي - أدرك الفرق بين نتاج الفن التصويري ليقول: "وفرق بين ما يجده الإنسان عند نظره إلى الأشجار والأزهار وما يجده عند نظره إلى النسوان والمردان" مجموع الفتاوى (ج 15 / ص 417)
أرجوا ألا نقيس تصوراتنا تجاه بناتنا - والتي ندرك أنهن أغلى ما نملك -! بتصورات غيرنا تجاههن اخيرا ...
أخي المصور، أحيي فيك هذه الموهبة وهذا الإبداع الذي لا يجهله الجميع، ويأنس بنتاجه الكل، غير أني أخشى عليك أنت تتحمل وزر غيرك بنشر تلك الصور التي تصرح أنت في أول تعليق للصورة بصغر عمر البنت المصورة لأنك تعلم أن الكثير وأنت أولهم أن صورة البنت ليس كعمرها ... أخي المصور، أحيي فيك مهارتك لكن أجزم أنك لن ترضى بها أبدا إن آلت إلى علاقة لا ترضاها أنت ابتداء فضلا عن والديك وقبل كل ذلك سخط رب العالمين! أيتها الأخت الكبيرة، أحيي فيك حرصك على أختك بأن تظهر بالنتائج أجمل من توقعاتك بكثير وإن كان فيه إدخال فرح والديها بذلك، لكن تذكري تلك الآلاف من متابعين ذلك المصور ونشر تلك الصورة التي تبقي أثرها في قلب المشاهد لها، فضلا عن إغراقك بالعلاقة، ومستقبل أختك الصغيرة، وخشية أن يعتريها من أعين الناس ما يضر .. هي محاولة للحد من إفراط شاهده مصور يرجوا أن يعتلي بفنه للأسمى، وعبر بذلك بكل شفافية وصدق ومحبة للجميع ... فجزاكم الله كل خير.
عبدالرحمن ناصر الريس
وغداً سترفع يا أخي أعمالنآ
طوبى لمن في صبحه قد صاما ..
سبعون عاماً تبتعد عن حرّها
وتنال من رب الورى إكراما ..
تذكيربـ صيام الاثنين
استغفرالله واتوب اليه

راقية الفكر @raky_alfkr_1
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

صافي الندى
•
الله يعصمنا من الفتن



لوحة فرح
•
الأم دائما تشوف بنتها صغيره بس يا أيها الأم والأب عينك في بنتك غير عين الناس.
تصوير الأبناء يؤدي لتعلقهم بالشهرة وصعب انتزاعها منهم بسهولة والقضاء على براءتهم
في علم النفس يقولن ينبغي أن يعيش الطفل بعيد عن العلاقات الكثيرة التي يحتاج فيها للتعامل بنفسه مع المواقف فكيف بالشهرة والمواقع التي يزورها كل الأعراق والجنسيات والديانات وكم من شواذ وفاسدين يعيشون في أطراف الأرض يشاهدون هذه الصفحات!
تصوير الأبناء يؤدي لتعلقهم بالشهرة وصعب انتزاعها منهم بسهولة والقضاء على براءتهم
في علم النفس يقولن ينبغي أن يعيش الطفل بعيد عن العلاقات الكثيرة التي يحتاج فيها للتعامل بنفسه مع المواقف فكيف بالشهرة والمواقع التي يزورها كل الأعراق والجنسيات والديانات وكم من شواذ وفاسدين يعيشون في أطراف الأرض يشاهدون هذه الصفحات!

لوحة فرح :
الأم دائما تشوف بنتها صغيره بس يا أيها الأم والأب عينك في بنتك غير عين الناس. تصوير الأبناء يؤدي لتعلقهم بالشهرة وصعب انتزاعها منهم بسهولة والقضاء على براءتهم في علم النفس يقولن ينبغي أن يعيش الطفل بعيد عن العلاقات الكثيرة التي يحتاج فيها للتعامل بنفسه مع المواقف فكيف بالشهرة والمواقع التي يزورها كل الأعراق والجنسيات والديانات وكم من شواذ وفاسدين يعيشون في أطراف الأرض يشاهدون هذه الصفحات!الأم دائما تشوف بنتها صغيره بس يا أيها الأم والأب عينك في بنتك غير عين الناس. تصوير الأبناء...
كلامك سليم مائة بالمائة
واني والله احمدالله واشكره اني لم اولدفي هذااالزمن كلمارائت استغلال الاطفال وتصويرهم بغية المال واحزن على حالهم
وكنانستحي في طفولتناولانسلم على الرجال في اعمارصغيرة 7و8 ونهرب منهم حياء وخجل
والان اعمارهم فوق 10وتصويرواعجابات والحياءيزرع من الصغر
واني والله احمدالله واشكره اني لم اولدفي هذااالزمن كلمارائت استغلال الاطفال وتصويرهم بغية المال واحزن على حالهم
وكنانستحي في طفولتناولانسلم على الرجال في اعمارصغيرة 7و8 ونهرب منهم حياء وخجل
والان اعمارهم فوق 10وتصويرواعجابات والحياءيزرع من الصغر
الصفحة الأخيرة