فهل يا ترى أصبر والحال هذه ..؟!

الملتقى العام

حينما قارب ابني على الخروج للدنيا جلست مع نفسي جلسة إعداد وتأمل فيما ينبغي عمله مع هذا المولود الذي سيطل على الدنيا ،

وكان من بين الأمور التي عاهدت نفسي عليها ، ألا أشتري لابني ملابس تحتوي على صور أو كلمات بلغات أجنبية خاصة ما لا يمكن معرفة معناه على البديهة ،


وبالفعل بدأت السعي على تحقيق هذا الهدف ، وشعرت بنشوة النجاح في بادئ الأمر ، ومع مرور الوقت وتنامي حجم الطفل بدأت المعاناة ، وبدأت الأعين الساخرة مني بالأمس تترقب اللحظة التي أتنازل فيها عن مبادئي التي عاهدت نفسي عليها .



لقد بدأت حقيقة في إقناع نفسي بالرضوخ والتنازل تحت ضغط الواقع ، فاغلب المراكز التجارية حتى المتخصصة منها بالأطفال يندر أن تجد فيها تلك الملابس المناسبة ، والتي تخلو من صور ذوات الأرواح أو الكلمات الأجنبية ، وإذا قدر لك أن تجد بغيتك ، فما تجده إما أن يكون باهظ الثمن أو قليل الجودة ، أو لاينا سب طفلك .



لقد بدأت مع مرور الأيام تخفيف شروطي في البضاعة التي ارغب في اقتناءها ، فالملابس التي تتضمن كلمات معانيها واضحة وسليمة (مع أني قليل المعرفة بالإنجليزية ) كسيارة ونحوها لا بأس بشرائها ، وما صورها يمكن تغيير ملامحها يجوز ارتداؤها في المواسم ،


وهكذا دواليك ترخص وتنازل ولا أدري حقيقة ما هي النهاية ؟



لقد نصحني البعض منذ البداية بصعوبة الطريق التي أسير عليها ،

وباستحالة المضي على هذا الطريق إلى الأبد ،

لأن المشكلة ليست في تجارنا فقط الذين يستوردون البضائع ، فهناك مصانع وشركات كبرى عالمية خارجية وداخلية لها أهداف أخرى تحققها من خلال موديلات وأنواع البضاعة التي تصنعها وتصدرها ،


وما ملابس النساء التي تشمر يوما بعد يوم حتى وصلت للركبتين إلا شاهد على ما أقول !



فهل يا ترى أصبر والحال هذه ..؟!
1
734

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تميم الأول
تميم الأول
وما ملابس النساء التي تشمر يوما بعد يوم حتى وصلت للركبتين إلا شاهد على ما أقول !