حينما قارب ابني على الخروج للدنيا جلست مع نفسي جلسة إعداد وتأمل فيما ينبغي عمله مع هذا المولود الذي سيطل على الدنيا ،
وكان من بين الأمور التي عاهدت نفسي عليها ، ألا أشتري لابني ملابس تحتوي على صور أو كلمات بلغات أجنبية خاصة ما لا يمكن معرفة معناه على البديهة ،
وبالفعل بدأت السعي على تحقيق هذا الهدف ، وشعرت بنشوة النجاح في بادئ الأمر ، ومع مرور الوقت وتنامي حجم الطفل بدأت المعاناة ، وبدأت الأعين الساخرة مني بالأمس تترقب اللحظة التي أتنازل فيها عن مبادئي التي عاهدت نفسي عليها .
لقد بدأت حقيقة في إقناع نفسي بالرضوخ والتنازل تحت ضغط الواقع ، فاغلب المراكز التجارية حتى المتخصصة منها بالأطفال يندر أن تجد فيها تلك الملابس المناسبة ، والتي تخلو من صور ذوات الأرواح أو الكلمات الأجنبية ، وإذا قدر لك أن تجد بغيتك ، فما تجده إما أن يكون باهظ الثمن أو قليل الجودة ، أو لاينا سب طفلك .
لقد بدأت مع مرور الأيام تخفيف شروطي في البضاعة التي ارغب في اقتناءها ، فالملابس التي تتضمن كلمات معانيها واضحة وسليمة (مع أني قليل المعرفة بالإنجليزية ) كسيارة ونحوها لا بأس بشرائها ، وما صورها يمكن تغيير ملامحها يجوز ارتداؤها في المواسم ،
وهكذا دواليك ترخص وتنازل ولا أدري حقيقة ما هي النهاية ؟
لقد نصحني البعض منذ البداية بصعوبة الطريق التي أسير عليها ،
وباستحالة المضي على هذا الطريق إلى الأبد ،
لأن المشكلة ليست في تجارنا فقط الذين يستوردون البضائع ، فهناك مصانع وشركات كبرى عالمية خارجية وداخلية لها أهداف أخرى تحققها من خلال موديلات وأنواع البضاعة التي تصنعها وتصدرها ،
وما ملابس النساء التي تشمر يوما بعد يوم حتى وصلت للركبتين إلا شاهد على ما أقول !
فهل يا ترى أصبر والحال هذه ..؟!
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
تميم الأول
•
وما ملابس النساء التي تشمر يوما بعد يوم حتى وصلت للركبتين إلا شاهد على ما أقول !
الصفحة الأخيرة