فوائد في علم الحديث الشريف (منكم وإليكم والمشاركة مفتوحة بل ممدوحة)

هنا كتبتُ لكم بعض الفوائد المتعلّقة بعلم الحديث الشريف وأتمنى ألا أكون أطلتُ عليكم ولا أمللتُكم،

كما أتمنى أن من عنده أي فائدة أن يقوم بطرحها في هذا الموضوع حتى تكون قريبة من الجميع وفي إطارٍ واحد،

مع العلم أن أي فائدة تكتب هنا من كلامي أو كلام غيري خاضعة للنقد من أهل الاختصاص ومن المعتنين بالعلم الشرعي،

وأقترح أن يكون مثل هذا في علم العقيدة والفقه والأخلاق والتفسير حسب ما توافقونني عليه وحسب ما يتهيّأ لكم من الإدارك فيه،،،،،،،،،،،



(((((الشقّ الأول من الموضوع))))))

******الأئمة الستة رحمهم الله******

* هم أئمة اشتهروا بين الناس بمصنّفات صنّفوها ،

استطراد :
والمصنَّف هو الكتاب ، أما المصنِّف فهو صاحبه ،
والمصنَّف غير المؤلَّف ،
فالأول من الحفظ مباشرة أما الثاني فقد يكون اختصارا لكتابٍ سبق أو جمعا لكتابين مثلا،
هذا هو الفرق الذي أذكره الآن فالله أعلم .

* الأئمة كثير لكن هؤلاء هم الأشهر فيهم على الإطلاق ،
شهرتهم كانت في العلم والتصنيف والعبادة ،
فهناك مثلا من هو أشهر منهم في الكلام في الرجال - وهو المسمى بعلم الجرح والتعديل - ،كأبي زرعة وأبي حاتم الرّازيَيْن ،
وهناك من هو أشهر منهم في المذهب الفقهي كأحمد ومالك والشافعي ،

* تفصيلهم حسب الشهرة لا تأريخ الوفاة كالتالي :

1- أبوعبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله (ت /؟؟؟)هـ.
وكتابه "الجامع الصحيح لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسننه وآثاره" والمسمى اختصارا بـ "صحيح البخاري" والذي شرحه ابن رجب الحنبلي (موجود لكن لم يكمله مؤلفه) وبدر الدين العيني (موجود) وغيرهما وأشهر الشروح وأجمعها للسابقين شرح ابن حجر (فتح الباري)في11مجلد وأفضل الطبعات التي تسمى الطبعة السلفية ثم طبعة دار الريان.
- وله كتب غير هذا لم يشترط فيها إيراد الصحيح فقط منها :
خلق أفعال العباد (موجود)،
والتأريخ الكبير والصغير والأوسط (كل واحد مستقلّ وموجود).

2- أبوالحجاج مسلم بن الحجاج النيسابوري رحمه الله (ت/؟؟؟)هـ.
وليس له اسم معروف إلا "صحيح مسلم" والذي شرحه العلاّمة الأُبّيُّ والسيوطي وغيرهما وأشهر الشروح وأجمعها للسابقين شرح النووي المسمى بـ"المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج" أكثر من 7 مجلدات وأفضل الطبعات طبعة درا المعرفة باعتناء "خليل مأمون شيحا".
وله كتب غير هذا لم يشترط فيها إيراد الصحيح فقط منها :
مقدمة الصحيح (موجودة مع الصحيح)،
ولا أذكر للأسف الآن غيره مع أنني كنت أحفظ أسمائها،

3- أبوداود سليمان بن الأشعث السجستاني رحمه الله (ت/؟؟؟)هـ.
وكتابه السنن معروف بـ"سنن أبي داود" وأفضل طبعاته الطبعة التي اعتنى بها عزّت الدّعّاس وهي مشهورة،
شرحه العلاّمة شمس الدّين الطّيْبِيّ وأخوه لكن شرحه هو الأكمل والأشهر وهو المسمى بـ"عون المعبود في شرح سنن أبي داود" أكثر من 7 مجلدات (موجود) وليس له إلا طبعة واحدة فقط مع شرح لبعض أحاديثه للعلامة ابن القيم رحمه الله،

استطراد:
والفرق بين الصحيح والسنن من وجهين هما:
- أن الصحيح اشترط مؤلّفه الصحّة بخلاف السنن،
- أن السنن اشترط مؤلّفه أن يُرتّبه بحسب سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم من طهارة ثم صلاة ثم زكاة ثم حج ثم نكاح ثم طلاق ثم جهاد ثم سير ثم أحكام وأقضية … إلى أشراط الساعة والجنة والنار وهكذا (وقد يختلف الترتيب أحيانا)،

4- أبوعيسى محمد بن عيسى التِّرْمِذِيّ -وقد يقال:التُّرْمُذِيّ- (ت/؟؟؟)هـ.
وكتابه معروف بـ"سنن/أو جامِع الترمذي" وأفضل طبعاته التي اعتنى بها محمد فؤاد عبدالباقي وهي مشهورة وأفضل منها طبعة أحمد شاكر لكنه لم يكملها فطُبِع أكثر من نصف الكتاب بتحقيق أناس غيره بعد موته وبعض الطبعات لم يحقّق باقي الكتاب فيها،
شرحه المباركفوري (من علماء الهند القريبين في الوفاة) في كتابه"تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي" وشرحه قبله العلامة المالكي ابن العربي في كتابه الكبير "عارضة الأحوذي شرح جامع الترمذي" ولا أحد يستغني عنهما في شرح الكتاب وكل واحد منهما أكثر من 12 مجلدا.

5- أبوعبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائيّ رحمه الله (ت/؟؟؟)هـ.
وكتابه المجتبى أو المجتنى والذي اشتهر باسم "سنن النسائي" والذي شرحه البوصيري والسيوطي وهما موجودان ومطبوعان معا وأفضل طبعاته درا المعرفة باعتناء خليل مأمون شيحا،

6- أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجة (ت/؟؟؟)هـ.
وكتابه معروف بـ"سنن ابن ماجة" والذي شرحه البوصيري والسيوطي وهما موجودان ومطبوعان معا وأفضل الطبعات درا المعرفة باعتناء خليل مأمون شيحا،


((((((الشقّ الثاني من الموضوع)))))

******رموز مشتهرة في كتب الحديث والفقه******

اشتهر الاختصار عند أهل العلم لدرجة كبيرة ،
ومن الاختصارات قولهم :

- "نا" أو "ثنا" = حدثنا،
- "أنا" = أخبرنا،
والفرق أن الأول معنا أنه سمع مباشرة بصوت العالم أما الثاني فقد يكون الطالب يقرأ من كتاب العالم والعالم يوافق والطلبة يكتبون كلام الطالب المملي،

- وهناك اختصارات تتعلق ببيان من روى هذا الحديث ومن أخرجه منها ما يتخص بالأئمة الستة ومنها ما يعم كل أهل كتب الرواية رحمهم الله،
وقد ترددت كثرا خشية الإطالة فآثرت التعميم في الكلام لتكون الفائدة أكمل فاخترت الأشهر والذي تكثر الحاجة إليه فأقول والله المعين :

خ = البخاري في صحيحه،
خت = البخاري تعليقا في صحيحه (يعني معلّقا وليس موصولا) - والكلام هنا قد يطول - فأتركه،
بخ = البخاري في كتابه "الأدب المفرد"،
م = مسلم في صحيحه،
مق =مسلم في مقدمة صحيحه،
فق = متفق عليه (وبعضهم يقول"ق")،

استطراد:
الفرق بين قولهم "متفق عليه" وقولهم "رواه البخاري ومسلم" عند من يعتبر التفريق من أهل العلم القدماء وبعض المتأخرين هو كالتالي:
"متفق عليه" = روى الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق الصحابيّ نفسه،
أما "رواه البخاري ومسلم" فيكونان قد رويا الحديث نفسه لكن كل واحد من طريق صحابي مختلف،

د = أبوداود في سننه،
ت = الترمذي في سننه أو جامعه،
ن = النسائي في سننه،
هـ = ابن ماجة في سننه (وبعضهم يقول "ق" يعني ابن ماجة القزويني كابن حجر في كتابه التقريب)،
4 = الأربعة أصحاب السنن المعروفين (وبعضهم يقول"عه"كالذهبي في كتابه الكاشف)،
5 = الأربعة مع أحمد في مسنده،
ع = الجماعة وهم الأئمة الستة المشهورين،
حم = أحمد في مسنده،
عم = عبدالله بن الإمام أحمد (وبعضهم يقول"عب"كابن حجر في كتابه تعجيل المنفعة)،
ش = ابن أبي شيبة في مصنّفه،
عب = عبدالرزاق الصنعاني في مصنّفه (عند البعض)،
ط = مالك في الموطّأ (وبعضهم يقول"مط"كمحقق الأوسط لابن المنذر)،
هق = البيهقي في سننه،
طح = الطحاوي،
جا = ابن الجارود في صحيحه،
خز = ابن خزيمة في صحيحه،
حب = ابن حبان في صحيحه،
فع = الشافعي في كتابه "الأم"،
فه = أبوحنيفة في مسنده،
مي = الدارمي في سننه،

وهناك رموز تفصيلية تركتها لعدم انتشارها ،
وإن كنت قد نسيت شيئا فالعذر لأني أكتب من رأسي بدون كتاب،
ولا بد من معرفة صاحب الرمز شخصيا حتى يتم التعرف على مراده الشخصي،

* أنا مستعد:
إن كان هناك رمز قد أشكل على أحد فليأتِ به مع بيان من الذي رمز له حتى أعرف مصطلحه الشخصي إن كان عندي علم فيه،

وإن كان أحد يرغب في شراء شيء من كتب الحديث فأنا مستعدّ أنا أدلّه على أفضل الطبعات إن كان لي علم مسبق بما يريده لأن الطبعات كثيرة والمحقّقين أكثر،

* استطراد:
من الذي يحتاج للرموز؟؟

يحتاج لمعرفتها كل من له اهتمام بالعلم دون استثناء،
ويحتاج لاستعمالها كل من له عناية بعلم الحديث بلا شك،

* ذكريات الدراسة - لتلطيف المقال -:
وأذكر أنه أيام الدراسة الجامعية كان أحد الزملاء يتعجّب من سرعة كتابتي مع المحاضِر وأنني لم أطلب ولا لمرة واحد أن يعيد شيئا أملاه علينا بخلاف الزملاء فلما قلت له تعجّب وقال:
لكن أنا ما أقدر لأنّي اكتب مذكّرات للشباب ونت لا،
نترك هذا جانبا ونتابع قليلا،،،،

حتى في الفقه كنت أستخدم الرموز،
فإن قال "هذا مذهب أحمد" كتبتُ "ذهب إليه حم"،
والشافعي "فع"،
ومالك "ط"،
وأبوحنيفة "فه"،
بل وغيرهم من أهل الفقه ممن لم يقع لأحد أن رمز لهم بشيء،

وتغيّرت الأحوال:
ولما جلست مرة أصوّر المذكرة لأحد زملائي الذي مرض وغاب عن الكلية قام المصوّر - هداه الله - واحتفظ بنسخة منها بينما كنت أنا أفطر في المطعم الخاص،
فتفاجأ الشباب بالرموز بعد أن وجدتهم بنسبة 80 في المائة يذاكرون منها وتفاجأت حقّا !!!!
فاضطررت أن أكتب ورقة بالرموز ووضعتها في الدفعة الثانية من المذكرة بعد أن ألزموني بمتابعتها حتى امتحان نهاية الفصل،

والعجيب جدا أن الشيخ "الوليد الفريان" حفظه الله هو الدكتور الذي تختص المذكرة بمادّته كان يغضب من المذكرات جدا وكان كلما وجد مذكرة أخرج صاحبها أمام زملائه وقال له أخطاءه في الكتابة علنا أمام الملأ،
إلا أنا لم أكن أعلم أنه يغلي من جهتي ويكتم لأنه يعرفني ولأنني كنت أنا الذي أقرأ عنده في القاعة !!!

أحد الزملاء قال :
رأيته في إحدى المرات يقرأ من مذكرتك في مكتبه وهو جالس ،،،

وآخر قال لي بعدها بفصلٍ دراسيّ:
رأيت الشيخ يحضّر منها بينما كان يستعدّ للإلقاء على إحدى القاعات !!!!
كانت أيام عظيمة ،
أتمنى أجلس عمري كله في كلية الشريعة ،
بس براتب التدريس طبعا،،

قاله متمنّيا أن تكونوا قد أخذتم شيئا جديدا ومعتذرا عن الإطالة:

بندر العتيبي ،

والسلام،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،