فوائد من سورة القصص للشيخ صالح المغامسي

ملتقى الإيمان

الفائدة الاولى:

لما فُتح الصندوق إذا بموسى فيه فأبصرته امرأة فرعون بقدر الله ألقى الله محبة موسى في قلب

امرأة فرعون فلما رأته تعلقت به فحملته إلى فرعون قائلة:{ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ}

لكنه لم يقبل البشارة ، في مثل عند العامة (الرزق في أول الصباح ،، اقبله ولو صفعة كف) لا ترد فألك لكن

البلاء موكل بالمنطق ، قال: أما أنا فلا حاجة لي به ، وأما لك فأنت حرة. ولم يقبله فكان كما أراد الله {قُرَّتُ عَيْنٍ

لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}

الفائدة الثانية:

لا ينبغي لعاقل أن يتوكل على أحد غير الله ولا يلجأ إلى أحد غير الله ولا يعلق قلبه بأحد غير الله فإن الله وحده

بيده مقاليد السماوات والأرض ، و والله على قدر ثقتك بربك وصدق ظنك به وحسن ظنك بمولاك وصدق توكلك

عليه تكون العطايا لك وعلى قدر إقبالك على ربك تكون عطايا الله جل وعلا إليك والله يقول:{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}

الفائده الثالثة:

العظماء حتى في غمرة ما هم فيه يبقون أشخاصاً أفذاذاً يعطون حتى في زمن يحتاجونهم فيه ، فموسى عليه السلام

خرج من أرض مدين وحيداً وليس له في طريقه طعام وغذاء إلا نبت الشجر ووصل أرض مدين غريباً وحيداً لا

يعرفه أحد ولا يعرف أحداً وله قرابة سبعة ليال مسافر ، فلما رأى الفتاتين تعجزان أن تصلا إلى الماء رق لهما

وما هو فيه من عظمة في الشخصية وقوتها وحب الخير لغيره من الناس -وكذلك أخلاق الأنبياء- بادرهما

بالسؤال لكن سؤاله لم يكن سؤال متسرع وإنما أراد أن يتبين الأمر قبل أن يدلي بنفسه فيه { قَالَ مَا خَطْبُكُمَا} يريد

أن يعرف القضية قبل أن يقتحمها وهكذا العاقل من الرجال لا يدخل أمراً حتى يتبين له الشأن كله ، وهذا من تربية

القرآن لأتباعه

الفائدة الرابعة:

ووصف الله جل وعلا لحال الفتاة بالحياء هو أعظم مناقب المرأة أن تكون حيية فجاءته حتى لا تثير في قلبه

الشك ولا الريب حيية في خطابها حييةً في مشيتها ، حييةً في عباراتها ..

الفائدة الخامسة:

فأخذ جبريل يحثو الطين في فم فرعون ؛ خوفاً من أن يقول فرعون كلمة يستدر بها رحمة الله ، معنى هذا أن جبريل يعلم أن الله جل وعلا تُستدر رحمته بكلمات ، من حنق جبريل على فرعون قال جبريل لنبينا :(ما أبغضت أحداً كبغضي لفرعون يوم قال:{أنا ربكم الأعلى}). إن فرعون نازع الله في ربوبيته ، والله جل وعلا حليم عاش بعدها فرعون قرابة أربعين عاماً ، فلما أُغرق خاف جبريل بغضاً لفرعون أن يقول كلمة يستدر بها رحمة الله فجعل يحثو الطين في فمه حتى لا تتداركه رحمة الله فلما أدركه الغرق كما قال الله وغرغرت الروح عندها لا يقبل الله توبة تائب { آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} قال الله:{ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ** فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
2
16K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

nona321
nona321
جزاك الله خيراً