
اتضح في المقابل أن العلاقة بين التجسيد السلبي للمهرجين في الثقافة الشعبية ورهاب المهرجين أقوى بكثير، ولكن هذه النتيجة منطقية نظرًا إلى أن بعض أشهر المهرجين من الكتب والأفلام صُمموا ليكونوا مخيفين، مثل المهرج المخيف المشهور بيني وايز من رواية It التي كتبها ستيفن كينغ في سنة 1986 والتي بُني عليها فيلم في عام 2017 وفيلم آخر في عام 2019 ببطولة بيل سكارسغارد.
لكن لاحظ الباحثون أن بعض الأشخاص خائفون من جالب الحظ رونالد ماكدونالد المهرج التابع لسلسلة مطاعم ماكدونالدز الشهيرة رغم أنه غير مصمم لإثارة الخوف، ما يشير إلى احتمالية وجود صفة جوهرية في مظهر المهرجين مسؤولة عن إخافة الناس.
—————
كان العامل الأقوى بين عوامل أصول رهاب المهرجين التي حددها الباحثون هي الإشارات العاطفية المخفية، ما يعني أن خوف معظم الأشخاص من المهرجين يعزى إلى عدم قدرتهم على رؤية تعابير وجوههم لأنها مخفية بمساحيق التجميل، ومن ثم لا يمكنهم معرفة نواياهم العاطفية. مثلًا، لا يمكننا معرفة إذا كانت حواجبهم مقطبة أو متجهمة. نتيجة لعدم قدرتنا على كشف ما يفكر فيه المهرجون أو توقع تصرفاتهم، قد نشعر بالتوتر عند وجودهم.
توصلت هذه الدراسة إلى معلومات جديدة عن أسباب خوف الأشخاص من المهرجين، ولكن مع ذلك لا تزال هناك بعض الأسئلة مثل: إذا كان الخوف من المهرجين ناجم عن حجب عواطفهم بالمكياج، فهل يثير الأشخاص الذين يرسمون وجوههم على هيئة حيوانات الخوف ذاته؟ أم أن هناك أمرًا خاصًا بمكياج المهرجين يثير هذا الخوف؟ أصبح هذا محور اهتمام باحثي هذه الدراسة حاليًا.(سايكولوجيا الخوف )