الروتا . . فيروس يسبب الإسهال عند الأطفال

يحل الصيف وتحل معه أخطار فعلية على الأطفال الصغار، فيكونون عرضة لعدد من الأمراض . . وتعد (النزلة المعوية) من أكثرها خطورة لاحتمال انتقال العدوى بينهم. ويعد فيروس (الروتا) من أشهر الفيروسات المسببة للنزلة المعوية والتهابات القناة الهضمية عموماً، والتي يصاب بها 95% من الأطفال مابين عمر 3 إلى 5 سنوات وصغار السن عموماً. وفي الإمارات تشير التقديرات إلى أن 25 بالمئة من حالات الإصابة بفيروس (الروتا) تحدث بين الأطفال الذين هم دون سن الستة أشهر، و35 بالمئة للأطفال من عمر 7 إلى 12 شهراً و25 بالمئة للأطفال بين 13 إلى 24 شهراً. وللوقوف على أبعاد مخاطر هذا الفيروس ، التقت (الصدى) الدكتور هشام عبدالله الخطيب، أخصائي طب الأطفال بدائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي. . * ما هو فيروس (الروتا)؟ وما علاقته بالنزلة المعوية والتهابات القناة الهضمية لدى الأطفال؟ - المعروف أن مسببات (النزلات المعوية) متعددة، ويعد فيروس (الروتا) أخطرها، وهو فيروس موجود على مدار العام ولكن تكثر إصابة الأطفال به في فصل الصيف.
وتكمن خطورة المرض في أنه يصيب الأطفال في السنة الأولى من عمرهم حيث لايكون جهاز المناعة لديهم متطوراً بشكل كاف فيأخذ المرض أقسى أعراضه، وقد يكون مسبوقاً بالتهاب في المجاري التنفسية العليا، مسبباً لهم مضايقة شديدة.
* وهل يصيب المرض فئة عمرية معينة فقط؟ - يصيب الأطفال في أي عمر، وحتى الكبار في السن معرضون للإصابة به. . وإنْ بنسب أقل، وخاصة أولئك الذين لم يتعرضوا إلى الإصابة به سابقاً; فلم يكتسبوا مناعة ضده.
* كيف يمكن للوالدين رصد أعراض هذا المرض ؟ - أعراض الإصابة ب (الروتا) تماثل أعراض النزلات المعوية الأخرى، من مثل: القيء والإسهال والحرارة الشديدة، ولا يتم تحديد سبب النزلة المعوية إلا بالتحليل المخبري: التهاب فيروسي أو بكتيري أو بسبب فيروس الروتا، أو بسبب اَخر. .
* متى تمثل إصابة الطفل بفيروس الروتا خطراً عليه؟ - عندما يحصل إسهال وتقيؤ شديدان يستمران لعدة أيام، ما يؤدي إلى جفاف حاد وارتفاع في درجة الحرارة وقلة الشهية عند الطفل، وبالتالي إلى نقص في الأملاح; وهو ما قد يكون مميتاً إذا ما ترك من دون تداركه بالعلاج المناسب، لما له من أثر في وظائف الأعضاء الحساسة مثل الكبد والكلى، كما أن نقص الأملاح الأساسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم يؤدي إلى سوء التغذية وهو ما قد يؤثر مباشرة في الدماغ.
وفي الحالات الشديدة يتطلب الأمر إخضاع الطفل للعناية الطبية في المستشفى لمدة أسبوع على الأقل. . وإلا تعرض للوفاة; كما هي الحال في المناطق التي لاتتوافر فيها تلك العناية.
* ما عوامل انتشار المرض ؟ - ينتشر المرض في أغلب دول العالم وبنسب متساوية، لكن شدة الإصابة والأعراض المصاحبة تزداد وتنقص تبعاً إلى سلامة العلاقة بين الوضع الصحي العام في تلك الدولة وبين النظافة والبيئة والتلوث ومدى توافر الخدمات الصحية الوقائية، ولذلك ترتفع نسبة الوفيات في المناطق ذات التلوث العالي والخدمات الصحية المتدنية.
* كيف يتم العلاج في حالات الإصابة البسيطة؟ - عندما تكون الأعراض بسيطة يُكتفى بإعطاء محاليل عن طريق الفم لتعويض السوائل التي فقدها الجسم. . وخلال أسبوع تبدأ تلك الأعراض في الاختفاء تدريجياً من دون الحاجة إلى دخول المستشفى.
* . . والحادة؟ - عندها، ونتيجة لنقص السوائل والإعياء الشديد وارتفاع درجة الحرارة والقيء ونقص الأملاح، قد يحصل، لبعض الحالات فقط، غياب عن الوعي أو ما يعرف (بالكوما)، وذلك يرجع إلى شدة الحالة، وإلى مدى مقاومة جسم المريض للفيروس .
وفي مثل هذه الحالات الحادة والمتقدمة لا بد من أن يدخل المريض إلى المستشفى ويأخذ محاليل عن طريق الوريد وعلاجات لازمة لتعويض السوائل والأملاح، وعادة يستغرق زوال الأعراض من 3 أيام إلى أسبوع.
* ما نصيحتك إلى الوالدين في حال ملاحظتهما تلك الأعراض ؟ - نوصي دائماً بأهمية العلاج المبكر لمثل هذه الحالات لمنع تفاقم الأعراض ، ولا بد من المسارعة عند ملاحظتها إلى إجراء التحاليل المناسبة، ومعرفة السبب الأكيد للنزلة المعوية لتقديم العلاج المناسب وتعويض السوائل.
وللوقاية من النزلات المعوية بشكل عام ننصح الأم باللجوء أولاً إلى الرضاعة الطبيعية التي تمنح الأطفال حديثي الولادة مناعة مكتسبة مصدرها حليب الأم، سواء كانت النزلة بسبب فيروس الروتا أو غيره. .
ثانياً ينبغي عدم الاعتماد على الماء أو العصائر فقط من أجل تعويض السوائل فهي لا تحتوي على النسب الكافية من الأملاح، بل يجب اللجوء إلى محلول معالجة الجفاف المتوافر في الصيدليات لأنه يحتوي على نسب محددة من الأملاح تمد الجسم بما فقده بسبب القيء أو الإسهال. وفي جميع الأحوال نشدد على عدم إعطاء الطفل الأدوية المضادة للإسهال من دون استشارة الطبيب ليحدد سببه. . خاصة وأن الإصابة الفيروسية تشفى ذاتياً، بينما يجب معالجة الأسباب الأخرى بالطرق المناسبة لكل حالة.
كما ننصحها بغسل اليدين قبل وبعد تغيير حفاظ الطفل وذلك لمنع تلوث أشياء الطفل، وفي حال إصابة أحد أفراد الأسرة فالأفضل أن يتم عزله عن باقي الأطفال.
* إذاً هو مرض معد؟ - نعم. . وتنتقل العدوى عن طريق التناول المباشر بالفم (لمأكولات ومشروبات) ملوثة من أناس مصابين أو حاملين للفيروس ، كما أثبتت بعض الدراسات أنه من الممكن أن تنتقل العدوى عن طريق الهواء.
* ذكرت وسائل الإعلام تطوير لقاح جديد لفيروس الروتا، بماذا يتميز عن غيره من الطعوم؟ - تسعى الدراسات والأبحاث الطبية منذ فترة طويلة إلى تركيب طعوم تمنع الإصابة بهذا المرض ، ودعمت منظمة الصحة العالمية إيجاد لقاح ضده، أما التطعيم الذي كان يُعطى قبل نحو 10 سنوات فقد تم سحبه بعدما ترتبت عليه مشكلات وأعراض جانبية كثيرة.
ويعد اللقاح الجديد (روتاركس ت. م) التطعيم الأول الذي يتم تطبيقه، وقد طور وأطلق لأول مرة في المكسيك في عام 2005 وفي بعض الدول الأوروبية، حيث حصل هذا اللقاح على موافقة منظمة الصحة العالمية فتم تسجيله وترخيصه في 33 بلداً حول العالم حتى الاَن، ووزعت نحو 4^1 مليون جرعة منه منذ إطلاقه. . وكذلك تم أخيراً تسجيله هنا بعد موافقة وزارة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحتى الاَن لم تسجل له أي مضاعفات أو مخاطر. . وهو يعطى على جرعتين عن طريق الفم في الشهور الستة الأولى من العمر، فيكسب الأطفال المناعة الكاملة ضد الفيروس ويوفر لهم حماية مبكرة. . قبل أن يصل إلى ذروة تأثيره ما بين سن 6 شهور إلى 24 شهراً; وبذلك يكون أول لقاح في الدولة يوفر لهم الحماية من التهاب القناة الهضمية. وما تجدر الإشارة إليه أنه في حال وجود إصابة فعلية فلا يمكن علاجها بهذا الطعم الذي يوفر مناعة إذا ما أُخذ قبل الإصابة، وإنما يكون العلاج بالمحاليل وتعويض نقص الأملاح.
* لماذا تعد (النزلة المعوية) من أكثر أمراض الصيف خطورة على الأطفال؟ - يعزو الأطباء ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة ومعدل الرطوبة اللذين يهيئان لبيئة خصبة ترفع نشاط الميكروبات، وكذلك إلى وجود الأطفال في الأماكن المزدحمة وعدم مراعاة قواعد النظافة العامة، وازدياد السفر والرحلات، والتعرض الزائد لأشعة الشمس ، وتناول الوجبات الجاهزة خارج المنزل، وتكمن خطورتها في أنها تؤدي إلى الجفاف الذي قد يودي بحياة الأطفال، خاصة الرضع منهم الذين يعجزون عن التعبير عن شعورهم بالعطش ، فتتدهور أحوالهم الصحية من دون أن نتنبه إلى ذلك.
* هل هناك نظام غذائي يجدر بالأم توفيره للطفل المصاب؟ - في حالات النزلات المعوية ننصح الأم بأن تخفف من السكريات التي تعطيها للطفل لأنها تعمل على سحب السوائل وعدم امتصاص الأكل بسبب نقص نوع من الأنزيمات نتيجة الإسهال الشديد في الأمعاء ما يعيق عمل الخملات الماصة الموجودة على سطح الأمعاء من عمليات امتصاص العناصر الغذائية والأملاح، فتصبح الخلايا طاردة للطعام أكثر مما تمتصه; ما يؤدي إلى فقدان الطفل سوائل أكثر، وهذا ما يفسر عدم استفادة الطفل من المواد الغذائية التي يتناولها. وأفضل نصيحة هي عمل حمية غذائية تعطي الأمعاء فرصة لتستعيد هذه الأنزيمات فتعود لها القدرة على الامتصاص . وننصح بالابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والمقالي خلال هذه الفترة، والإكثار من النشويات مثل الأرز أو البطاطا المسلوقة، والخضراوات مثل الجزر المسلوق وشوربة الخضار، كما يمكن إدخال الزبادي والخبز المحمص . . وفي حالات الرُضع لا يوجد ما يمنع من الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، ويجب تجنب العصائر التي تحتوي على السكريات تحديداً لأنها تزيد من الإسهال مثل البرتقال والبطيخ والعنب.
* ينصح الأطباء بخضوع جميع أفراد الأسرة للتطعيم خاصة قبل السفر في فصل الصيف، فهل يعد ذلك ضرورياً في جميع الأوقات؟ - يتوقف إعطاء الطعوم المنصوح بها قبل السفر على عوامل كثيرة، منها: وجهة السفر والأمراض المنتشرة فيها; فهناك بعض المناطق فيها أمراض وأوبئة دائمة تتطلب طعوماً معينة. . ومنها أيضاً عمر الطفل وحالته الصحية، وما إذا كان قد أكمل تطعيماته الأساسية أم لا، واَخر جرعة تطعيم أخذها قبل سفره.
وننصح هنا بوجوب زيارة الطبيب الذي يحدد أي نوع من الطعوم يحتاج إليها الطفل، وربما أفراد الأسرة الاَخرون، قبل شهر تقريباً من السفر حتى يتمكن الجسم من تكوين الأجسام المناعية التي تكفل له الوقاية الكاملة بعد الحصول على التطعيم.
وفي دبي لدينا في (مركز المكتوم الصحي) (عيادة المسافرين) التي توفر هذه النوعية من الخدمة للجمهور، ويمكن لأي كان الاتصال على الهاتف 2196799 ، ويحدد وجهة سفره ليخبره الفنيون عن أنواع الطعوم اللازمة. . بل وليحصل على التطعيم من العيادة نفسها.
* كيف يمكن الاستمتاع بإجازة صيفية هانئة بأدنى قدر ممكن من هذه المتاعب المقلقة؟ - عندما تكون الأسرة في إجازة ينبغي مراقبة طريقة لعب الأطفال، والحرص على تنظيف أيديهم باستمرار بالماء والصابون، أو استخدام الجل المطهر الذي يحتوي على نسبة كحول للقضاء على جميع الميكروبات التي قد تصل إلى جسم الطفل. كما ينبغي تشجيعهم على شرب الماء لتجنب خطر الجفاف، مع تجنب شربه من الصنبور مباشرة، بل يجب غليه أو الاعتماد على المياه المعدنية المعبأة. ولتعزيز وقاية جسم الطفل ينصح بالإكثار من الخضراوات والفواكه لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن المهمة التي تزيد من مناعة الجسم. وإذا كان لابدّ من تناول الطعام خارج المنزل فيجب اختيار المكان المناسب الذي يراعي النظافة والأساليب الصحية في تحضير الطعام. . وهنا تجدر الإشارة إلى أن غالبية الوجبات السريعة لاتحتوي على قيمة غذائية، ولكنها مجرد مصدر للسعرات الحرارية، لذلك يجب عدم الإكثار منها، واستبدالها بالطعام الصحي المعزز بكميات متوازنة من مختلف العناصر الغذائية. •
منقول للاستفاده
http://www.e-sada.com/alsada/index6.asp
تصفحو هذا القسم بـ 200 موضوع بصفحه
http://forum.hawaaworld.com/forumdisplay.php?f=79&page=1&pp=200&sort=lastpost&order=desc