بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة وسلم
حينما تخوف الأم ابنها بمخلوقات لا معنى لها ، الغول ، تقول له : جاء الغول يأكلك ، بالبعبع ، كلمات ما لها معنى تُنشئ عند الطفل أوهاماً ، وخيالات ، يصبح يخاف من الظلام ، يخاف من أن يبقى وحده ولو دقيقة ، يخاف من بيت فارغ ، مجموعة مخاوف تنشأ عند الطفل من جهل الآباء والأمهات حينما يريدون أن يحسموا مشكلة بالتخويف .
بعض المخاوف التي تنشأ في سن مبكرة تصاحب الإنسان حتى الموت :
إخوانا الكرام ، مع الشيء المؤلم جداً أن بعض المخاوف تصاحب الإنسان حتى الموت ،.
والحقيقة والأكثر خطورة وهي حقيقة متفق عليها أن كل الأمراض النفسية ،
وأن كل المشكلات الاجتماعية ، وأن كل التصورات الغير صحيحة ، إنما تترسخ في الطفل من السنة الأولى حتى السابعة ، وفي هذه السنوات في عالمنا الإسلامي الطفل مهمل ، في هذه السنوات قد يترك لمعلم غير ناضج ، قد يترك لخادمة في البيت ،
من أجل أن ترتاح تخيفه بشيء وهمي ، فالأب لا يعلم الخطر الذي ينتظر ابنه في المستقبل ، حينما يوكل تربيته لخادمة ،
أو حينما يوكل تربيته لإنسان جاهل ، أو حينما يتولى معلم الصف تربية أطفال كالبراعم صغار ، يعاملهم بقسوة بالغة ، ويخيفهم ، ويتوعدهم ، هناك أمراض نفسية لا تعد ولا تحصى تنشأ من هذه الحالة .
الله عز وجل خلق الإنسان ضعيفاً ليفتقر بضعفه فيسعد بافتقاره :
أخوتنا الكرام ، أريد أن أعالج موضوع الخوف بشكل أصلي للكبار حتى هذا الكبير ، الأب الناضج يعلم ابنه ما الخوف .
أولاً أيها الأخوة ، الله عز وجل يقول :
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾ .
( سورة المعارج ) .
في أصل خلقه ، هلوع ، يعني الله عز وجل تفضّل علينا ، فخلقنا ضِعافاً نحاف من أجل أن نفتقر في ضعفنا ، فنسعد بافتقارنا ، الذي خلقنا ضعافاً .
﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾ .
( سورة النساء ) .
من أجل أن نفتقر بضعفنا فنسعد بافتقارنا .
من عرف الله عز وجل واتصل به تلافى الضعف البشري :
لو أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه ، في أصل الخلق هناك نقطة ضعف عند الإنسان ، ما الذي يؤكدها في القرآن الكريم ؟ ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾ .
﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ .
( سورة المعارج ) .
معنى ذلك الإنسان حينما يعرف الله عز وجل ، ويتصل به يتلافى هذا الضعف البشري ، ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ .
الحقيقة : هذه نقطة الضعف الهلع ، وهي الخوف الشديد لمصلحة الإنسان تشبه تماماً آلة ضعيفة جداً ، إذا جاء التيار قوياً بدل أن يحرق الآلة تسيح هذه الوصلة فينقطع التيار ، فتسلم الآلة ،
يسميها البعض الفيوز ، الفيوز نقطة وصل ضعيفة جداً ، أي تيار كهربائي عالٍ تسيح هذه الوصلة ، وينقطع التيار ، وتسلم الآلة .
لذلك الله عز وجل جعل الإنسان ضعيفاً ،
لو لم يجعله كذلك ما تاب إنسان ، ما خاف إنسان ، ما ارتعدت فرائص إنسان ، ما استسلم لله إنسان ، ما ندم إنسان ، هو الإنسان أحياناً يقوى ، ويغتني فينسى الله .
﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾ .
( سورة العلق ) .
أكبر نعمة تفضل الله بها على المؤمنين أنه منحهم نعمة الأمن التي يتفردون بها
أنا أعالج الخوف بادئ ذي بدء للكبار ، أنت كائن ، الإنسان يخاف على صحته ، يخاف على دخله ، يخاف على وظيفته ، يخاف على زوجته ، يخاف على أولاده ، يخاف على مستقبله ،
يقول : الأخبار كانت فيها تهديدات ، فيها حصار ، فيها مقاطعة ، فيها عدوان ، فيها هجوم ، فيها توعد ، يخاف من حرب أهلية ، يخاف من نقص المواد ، يخاف من رفع الأسعار ، ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾ ، هذا أصل تركيبه ، ولصالحه ، حقيقة ،
نقطة ضعف في خلق الإنسان .
الإنسان ضعيف ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾ ، هكذا خلق ، والضعف هو الخوف يخاف ، يخاف على رزقه ، على صحته ، على حياته ، على أهله ، على أولاده ، على تجارته ،
على عمله ، على مستقبله ، وعلى بلده أيضاً يخاف ، ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ﴾ ، شديد الجزع ، ﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾ ، يبخل ، ﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ .
معنى أنت حينما تربي ابنك على أن يتصل بالله ، الله عز وجل يمنحك نعمة لا تمنح إلا للمؤمن ، هذه النعمة اسمها نعمة الأمن ، قال تعالى :
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ .
( سورة الأنعام ) .
﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾ ، لهم وحدهم ، لم يقل الله عز وجل أولئك الأمن لهم الأمن لهم ولغيرهم أما ﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ ﴾ لهم وحدهم .
إذاً أكبر نعمة يتفضل الله بها على المؤمنين أنه منحهم هذه النعمة التي ينفردون بها ، من بين كل الخلق ، لذلك الله عز وجل قال :
﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 151 ) .
لو كنت أقوى الأقوياء ، ومتلبس بالشرك فأنت خائف ، ولو كنت أغنى الأغنياء ومتلبس بالشرك فأنت خائف ، ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا ﴾ .
النعمتان الكبيرتان اللتان تفضل الله بهما على المؤمن الأمن والشبع :
لذلك المؤمن يتمتع بحالة أمن عجيبة ، أقسم لكم بالله أن هذه الحالة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم ، قد يكون المؤمن ضعيفاً ، قد يكون فقيراً ، قد يكون دخله محدوداً ، لكن الله سبحانه وتعالى ألقى في قلبه نعمة الأمن .
لا تتصورا المؤمن شخص عادي ، شخصية فذة لأنها عرفت ربها ، شخصية تتمتع بصفات ثلاثة ، تتمتع بالعلم ، عرف الحقيقة العظمى ، عرف خالق
السماوات والأرض تتمتع بصفة الخُلق ، المؤمن أخلاقي ، تتمتع بصفة الجمال ، أذواقه عالية جداً ، أذواقه في بيته ، في علاقاته ، في نزهاته ، في حلّه ،
في ترحاله عالية جداً ، شخصية جمالية ، شخصية أخلاقية ، شخصية علمية .
لذلك هذه النعمة يتمتع بها المؤمن وحده ، ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ .
بل إن من أجلّ النعم على الإنسان نعمة الشبع ، ونعمة الأمن ، والدليل أن الله تفضل على قريش وقال لها :
﴿ أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ .
( سورة قريش ) .
إذا أراد الله أن يعاقب جماعة ، أو قوماً ، أو بلداً ، قال :
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ .
( سورة النحل ) .
والنعمتان الكبيرتان الأمن والشبع .
من اصطلح مع الله و خطب وده تمتع بنعمة عظيمة ألا وهي نعمة الأمن :
إذاً أنت حينما تعرف هذه الحقيقة تعلمها لابنك يا بني لا تخاف ، أنت إذا كنت متصلاً بالله فالله سبحانه وتعالى يلقي في قلبك الطمأنينة ، يلقي في قلبك الراحة ، التفاؤل ، المؤمن سعيد ،
سعيد حقيقة ، هذه أول حقيقة بالأمن ، الخوف يقابله الأمن ، فالذي يقع في بعد عن الله ، يقع في الشرك ، يقع في المعصية ، يُحجب عن الله ، أول صفة يخاف ظلّه .
الآن في أمراض قلب سببها الخوف من أمراض القلب ، إنسان معه ورم خبيث قال له الطبيب : معك أربعة أشهر ، بحسب علمه أربعة أشهر ، صفي علاقاتك ، مات ثاني يوم ، ما تحمل أربعة أشهر ، الإنسان ضعيف ، ضعيف جداً .
لذلك أيها الأخوة ، أنت حينما تصطلح مع الله ، وحينما تتصل به ، وحينما تخطب ودّه ، وحينما تطيعه ، يعطيك عطاء قد لا تنتبه إليه ، يعطيك نعمة الأمن ، لا تخاف ، أنت مع الإله ، أنت مع القوي ، أنت مع من بيده ملكوت كل شيء ،
أنت مع الذي من هو أقوى منك ، ومن هو أضعف منك ، ومن هو أقرب إليك من حبل الوريد ، أنت مع القوي ، إذاً قوي أنت .
الأمن يتأتى من قناعات متراكمة لا من كلمة تقولها :
الآن المؤمن كيف يخاف ويقرأ قوله تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ .
( سورة فصلت ) .
إله عظيم ، يطمئنك أنك لا تخاف مما سيأتي في المستقبل ، ولا تندم على ما فات ﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ ، غطى لك الماضي والمستقبل ، أنت الآن هنا ، غطى لك المستقبل ﴿ أَلَّا تَخَافُوا ﴾ ، وغطى الماضي ﴿ وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ .
شيء آخر : الله عز وجل طمأنك ، قال :
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾ .
( سورة التوبة الآية : 51 ) .
فالأب المؤمن ، المستقيم يتمتع بهذه النعمة ، الآن يبلغ ابنه ، أنت يا بني حينما تتصل بالله عز وجل ، يلقي في قلبك الأمن ، الثقة ، لا تخاف ،
كل مخلوقات الله بيد الله حتى إنسان نام بالبرية ، العقرب بيد الله ، والأفعى بيد الله ، في حالة أمن عجيبة عند المؤمن فالأمن قضية معقدة ، الأمن لا يتأتى من كلمة تقولها ، يتأتى من قناعات متراكمة ، تبثها في نفوس أولادك ،
قناعات متراكمة .
على الآباء أن يبينوا لأبنائهم أن طاعة الله عز وجل مرتبطة بتأييده و حفظه لهم :
إخوانا الكرام ، الإنسان عنده هلع غير طبيعي ، يخاف من كل شيء ، يخاف من تهديد ، يخاف من وعيد ، يخاف من خبر سيء ، يخاف من شبح مصيبة ، يخاف من شبح ورم ،
هذا الخوف المرضي بسبب البعد عن الله ، لما الإنسان يصلي الله عز وجل يلقي في قلبه الأمن .
فلذلك ، ابنك : يا بابا إذا عملت عملاً صالحاً الله يحفظك ، إذا أنقذت حيواناً من أن يُدهس الله يحفظك ، إذا أطعمت هرة الله يحفظك ،
اربط له العمل الصالح بالحفظ الإلهي ، اربط له الطاعة بالحفظ الإلهي ، اربط له أداء العبادة بالحفظ الإلهي .
هل تصدقون أنه في حديث شريف أقسم لكم بالله لو تأملتموه تأملاً دقيقاً لألقي في القلب أمن لو وزع على أهل بلد لكفاهم ، النبي الكريم ، أردف وراءه سيدنا معاذ :
(( قال له : يا معاذ ! ما حق الله على عباده ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية وثالثة ، ثم أجابه عليه الصلاة والسلام ، قال : يا معاذ حق الله على عباده أن يعبدوه ، وألا يشركوا به شيئاً ، سأله يا معاذ : ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ )) .
يعني هذا الإله العظيم أنشأ لك حقاً عليه ، لك عليّ حق يا عبدي .
(( قال : الله ورسوله أعلم ، أجابه ، قال له : يا معاذ ! حق الله على العباد إذا هم عبدوه ألا يعذبهم )) .
لك حق عنده ، في أمراض وبيلة ، في شلل ، في حادث سير ، في ورم خبيث ، في احتشاء ، في فشل كلوي ، في تشمع كبد ، في فقر ، في سجن .
(( حق الله على العباد إذا هم عبدوه ألا يعذبهم )) .
المؤمن له على الله حقوق بأن يحفظه و يؤيده و ينصره إذا عبده :
اسمع الآيات :
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾ .
( سورة السجدة ) .
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ .
( سورة القلم ) .
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾ .
( سورة القصص ) .
أدق آية :
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ .
( سورة الجاثية ) .
بربكم هذه الآيات ألا تلقي في النفس الأمن ؟ أنت من ؟ أنت مؤمن لك على الله حقوق ، أنت مؤمن الله يحفظك ، الله يدافع عنك ، الله يعينك ، الله ينصرك ، الله يؤيدك ، هذه المعاني إذا عرفها الأب والأم بسهرة ، أثناء الطعام ، بنزهة ،
يا بني أنت إذا أطعت الله حماك من كل سوء ، أنت إذا أطعت الله متعك بالصحة ، أنت إذا أطعت الله ألقى محبتك في قلوب الخلق ، أنت إذا أطعت الله ، اربط له الطاعة بالأمن ، اربط له الطاعة بالثقة بالله عز وجل ، اربط له الطاعة بالحفظ ، اربط له الطاعة بالتأييد
، بالنصر ، يقابل النصر الخوف ، والفزع والتشاؤم ، والسوداوية ، والإحباط ، والارتباك ، والسأم ، والضجر ، هذه كلها مشاعر مؤلمة جداً .
من عمل صالحاً ألقى الله في قلبه أمناً لا يزعزعه أحد :
لذلك أيها الأخوة ، الشيء المؤلم جداً :
﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ .
( سورة يوسف ) .
الحقيقة عندنا آية دقيقة جداً ، أنا أجعلها منهجاً لكل شاب ، قال تعالى :
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ .
( سورة النحل الآية : 97 ) .
إله ، هذه الحياة الطيبة فوق الظروف ، فوق المعطيات ، فوق الظروف الدولية الصعبة ، فوق التهديدات ، فوق الفقر ، فوق نقص المواد ، فوق انعدام فرص العمل ، فوق غلاء البيوت ، إله يقول : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ .
والله أيها الأخوة ، والله الذي لا إله إلا هو يكفي أن تقرأ القرآن كل يوم حتى يلقي الله في قلبك أمناً لا يزعزعه تهديدات أهل الأرض ، مؤمن أنت ، بالتعبير الدارج غالٍ على الله .
من استقام على أمر الله عز وجل أتته الخيرات من كل جانب :
أيها الأخوة ، الآية هذه : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ .
كان لي أستاذ (قديماً توفي رحمه الله) من عادته إن رأى شاباً مستقيماً يؤدي الصلوات ، يغص بصره ، يضبط لسانه ، يبر والديه ، يقول له : لا تخاف ، الله مهيئ لك زواجاً ناجحاً إن شاء الله ، وسكناً مريحاً ، ودخلاً جيداً ، غالٍ على الله أنت .
والله مرة شخص ضيفته قطعة كاتو ، عمره تسعون سنة ، قطع أول لقمة ، وقبل أن يأكلها قال : سبحان من قسم لنا هذا ، ولا ينسى من فضله أحد .
والله يا أخوان أتمنى كل شاب يتفاعل مع هذا الدعاء ، ولا ينسى من فضله أحد لا ينساك ، أنت عليك أن تطيعه فقط ، دقق في هذه الآية :
﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ .
( سورة الزمر ) .
.
﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ ،
أنت مهمتك أن تعبده ، وانتهت مهمتك ، الله يهيئ لك مكاناً معيناً ، دخلاً معيناً ، زوجة معينة ، بيتاً معيناً ، هذه المعاني أنا الحقيقة أنا حينما أردت أن أعالج موضوع الخوف عند الصغار أردت أن أنتزع الخوف من الكبار ،
.إخوانا الكرام ، المؤمن متفائل ، تقول لي الظروف صعبة ، تهديدات ، ارتفاع أسعار ، نقص مواد ، شح بالمياه ، حصار ، تهديد ، حروب ، حروب أهلية ، إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك .
أنا أضرب مثلين ، وكل مثل وحده كافٍ ، هناك مصائب كثيرة ، المصائب لا تعد ولا تحصى ، هي سبب الخوف ، واسمعوا هذه القاعدة : توقع المصيبة مصيبة أكبر منها توقع المصيبة هو في حدّ ذاته مصيبة أكبر منها .
شخص انطلق بمركبته من دمشق إلى حمص ، العجلة الاحتياط فاسدة ، يقضي ساعتين بقلق شديد ، لو صار معه فساد بالعجلة ، إذاً هو وصل إلى حمص سالماً ، لكن فقد الأمن ، لو كان ابنه أصلح العجلة وما أبلغه ، لا يوجد عنده أسباب القلق لكنه عاش القلق ، الفكرة دقيقة ؟
راكب مركبته متوهم أن العجلة الاحتياط غير صالحة ، لكن انطلق الساعة الخامسة صباحاً ، المحلات كلها مغلقة ، يقضي ساعتين بقلق شديد ، لو أن إحدى العجلات أصابها خلل .
حالة ثانية : لو شخص انطلق إلى حمص ، وعنده وهم أن العجلة الاحتياط جيدة هي بالحقيقة لم تكن جيدة ، تمتع بنعمة الأمن من دون أسباب موجبة ، الأمن حالة بالنفس .
قد تكون فقيراً وعندك أمن ، شخص عنده ملايين مملينة وخائف .
لذلك احفظوا هذه الآية : ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ .
من كان مع الله كان الله معه
وإذا العناية لاحظتك جفونها نم فالمخاوف كلهن آمان....
من المواضيع التي غيرتني..نقلتها لكن ونفعكن بها..

حبيبتهم (أم عبدالعزيز) @hbybthm_am_aabdalaazyz
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

أم عبد العزيز..
رفع الله قدرك..وجزاك خير الجزاء على ماتحمليه من هم هذه الأمه..
وأسأل الله أن يفرح قلبك..بما تحبين عاجلا غير آجل..
لي عودة لقراءة الموضوع بتأني..
رفع الله قدرك..وجزاك خير الجزاء على ماتحمليه من هم هذه الأمه..
وأسأل الله أن يفرح قلبك..بما تحبين عاجلا غير آجل..
لي عودة لقراءة الموضوع بتأني..



الصفحة الأخيرة
يا سبحان الله صدق الله بان خلق الانسان هلوعا
مشكورة