قلوب يسكنها الرضا..
هي في نعيم دائم..
لإنها عامرة بصدق التوكل ..
والاطمئنان إلى حسن تدبير الخالق ..
وإلى أنه لن يصيبها إلا ماكتب الله لها ..
تلك هي القلوب السعيدة حقاً !!
***
ولكن إن تبدل حالها من القناعة إلى الطمع ..
ومن اليقين إلى الشك ..
ومن الاستقامة إلى الانحراف..
فقد بادلت الهم بالسرور ..
فغادرتها سعادة الرضا المطمئن .
*^*
إن خلق الله القلوب..
وجعلها وطناً لمعرفته ومحبته وإرادته..
والمعرفة بالله ومحبته وإرادته هي عرش المثل الأعلى..
المستوي على القلوب المؤمنة :
( للذين لايؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى
وهو العزيز الحكيم ) .
ولا يصلح قلب لاستواء المثل الأعلى عليه معرفةً ومحبةً وإرادة
إن لم يكن من أطهر القلوب وأطيبها وأنقاها وأنزهها .
قلب كهذا تسكنه حياة النور والفرح والبهجة ..
وكل معطيات الخير .
*^*
روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح
قالوا : فما علامة ذلك يارسول الله ؟
قال : الإنابة إلى دار الخلود
والتجافي عن دار الغرور ..
والاستعداد للموت قبل النزول ).
*^*
هذا ذا النون المصري يصف صفاء القلب ..
بأنه الأنس بالله ، والتفرد بالله ، والانقطاع من كل شيء
سوى الله .
تدبر القرآن مفتاح القلوب ~
تأملي وحدقي ناظري قلبك إلى معاني القرآن ..
واجمعي فكرك على فهمه وتدبره ..
فهذا هو المقصود بإنزاله ..
وليس تلاوة بلا فهم ولا تدبر ..
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها ).
*^*
ولو تساءلنا : ترى بماذا يقسو القلب ؟
نقول : أن هنالك أمور اً كثيرة تورث القلب الغلظةوالقسوة ..
وهي أمور مادية بحتة ترين على القلب ..
و تغطي على الجانب الروحي ..
الذي يجعل القلب شفافاً بصيراً محباً .. منها :
الغفلة..
وهي عدوة القلوب ترديها في مهاوي الهلكة ..
من حيث لايدري المرء ..فهي كالداء الخبيث ...
لاينتبه له إلا بعد استحكامه.
***
البعد عن طاعة الله والانشغال بمعصيته ..
***
التعلق بالدنيا والحرص عليها ..وطول الأمل
مع نسيان الآخرة وترك العمل لها ..
***
الاشتغال بما يفسد القلب ..
ومفسدات القلب خمسة :
كثرةالمخالطة ، والأماني الباطلة ، والتعلق بغير الله ،
وكثرة الطعام ، وكثرة النوم .
***
التكاسل عن أداء الطاعات..
وعدم التأثر بالوعد والوعيد في آيات الله .
***
مصاحبة أهل السوء ومخالطتهم في الأجواء الفاسدة .
***
و أما علاج قسوة القلب فيكون باتباع النقيض ..
وأولها مداومة الطاعة والذكر ..
فبه تكون حياة القلوب واستقرارها ..
( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
فإن اطمأنت القلوب بالله.. سمت وشفّت وعمرت بالخير ..
وسارت على النهج المستقيم في كل الأمور .
*^*
وكما تحيا القلوب بحب الله وطاعته ..
فهي تموت بالغفلة واللهو والإعراض عن ذكر الله
حكي أن إبراهيم بن أدهم مرّ بسوق البصرة
فاجتمع الناس إليه يسألونه ..
وسأله أحدهم : ياأبا إسحق مالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟
قال : لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء :
عرفتم الله ، ولم تؤدوا حقه ..
وزعمتم أنكم تحبون رسوله ، وتركتم سنته ..
وقرأتم القرآن ولم تعملوا به ..
واكلتم نعم الله ، ولم تؤدوا شكرها ..
وقلتم إن الشيطان عدوكم ، ووافقتموه ..
وقلتم أن الجنة حق ، ولم تعملوا لها ..
وقلتم أن النار حق ، ولم تتجنبوها ..
وقلتم أن الموت حق ، ولم تستعدوا له ..
واشتغلتم بعيوب الناس ، ونسيتم عيوبكم ..
ودفنتم موتاكم ، ولم تعتبروا بهم .
والآن ماذا عن قلوب المتقين ..؟
إنهم أصحاب القلوب السليمة ..
الذين تستقر في قلوبهم حقيقة التقوى ..
وهي التي تملي عليهم الخير فتأتيه جوارحهم ..
***
ومن جواهر الكلم ، وأدله على كمال فقه الصحابة ..
قول أبو الدرداء:
ياحبذا نوم الأكياس وفطرهُم ..
كيف يغبنون به قيام الحمقى وصومهم ..
والذرة من صاحب تقوى أفضل من أمثال الجبال عبادة
من المغترّين .
***
إن القلوب في مطلق الأحوال ولجميع الناس ..
هي محل المحاسبة فيما تكسبه وفيما تكتسبه ..
فهي وعاء الأعمال ..
والموجه والمخطط والمتصرف ..
وهي محل المعارف ..
وهي المطية التي يقطع بها العبد سفر الآخرة ..
ولذا فإن صلاح القلب واستقامته رأس كل خير ..
وفساده اصل كل شر ..
يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
( إن الله لاينظر إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم )
وعلى أعمال القلوب وما تمليه علينا ..
يقع الجزاء ..
*^*
وللقلوب دعاء ~
جاء على لسان ابى الانبياء ..ابراهيم عليه السلام
هذا الدعاء .. فى سورة الشعراء :
( ولاتخزنى يوم يبعثون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون،
الا من اتى الله بقلب سليم )
اللهم اجعلنا من أصحاب القلوب السليمة ..
البريئة من كل مرض.
– اللهم جدد الإيمان في قلوبنا .
– اللهم يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلوبنا على دينك .
.فعلا ان سكن الرضى القلوب
اصبحت عامرة بالاطمئنان والراحة والسكينة ..
.موضوع يشرح النفس يافيض ..
..اثابك الله خيرا على سعيك وجميل ما كتبت هنا ....دمت بخير 🌻🍀🌻🍀