في أول موضوع لي هنا: (أمل ستكتفي بالإبتدائية)

الأدب النبطي والفصيح

(أمل ستكتفي بالإبتدائية)


هناك في مكان بعيد,,وفي منزل ريفي متواضع..
صالح: أمي,,أريد استبدال محمولي بجهاز جديد,,
كل زملائي في المدرسة يملكون أجهزة جديدة!!!


\
\



لم يكن من الصعب على أمل أن تدرك أنها كذبة جديدة من أخيها الصغير المدلل,,
كذبة (بيضاء) في نظره,,مجرد وسيلة يحصل بها على مبتغاه من أمه.
وإلا كيف يحمل زملاؤه في المدرسة أجهزة جديدة,,وهم بالكاد يجدون لقمة عيشهم في هذه القرية!!

لكن الغريب في الأمر,,وما يثير استغرابها دوما,,
كيف تنطلي هذه الحيلة الرخيصة _وغيرها كثير _على أمها
وهي إنسانة عاقلة خبرت الحياة وتجاربها!!
في حين أنها تثير شكوكها هي كفتاة لم تتم عامها الثالث عشر بعد,,ولم ترى من الحياة غير تعليم متواضع
جعلها تكتفي بإنهاء المرحلة الإبتدائية!
حينما نطق الولي وأصدر حكمه وهي لا تزال طفلة في الصف الرابع:

(أمل ستكتفي بالإبتدائية).

فهو أمر لا يقبل النقاش,, وقضاء لا يحتمل النقض!!

\
\


نتائجها المشرفة,,والتي تقابل في كثير من الأحيان بكلمة لطالما سمعتها تردد في المناسبات: (مبروك) .
ولكنها هنا حينما تأتي باهتة ,,باردة وبصوت لا يكاد يسمع ,,تكتسب دلالة أخرى.
نعم يا أمل ,,سيبقى حظك (مبروكا) لا يتزحزح.

وما أشد عجبها حينما يرتفع الصوت _ من ذات الشخص_ ليتبع ال "مبروك" بمحـــــاضرة نقشت في ذاكرتها لكثرة تكرارها على مسامعها,,
مفادها: أن الأنثى وإن سمح لها بالدراسة والتعلم فإن دورها الرئيسي لا يتعدى حدود رعاية بيتها,,
والقيام على شأن زوجها و ابنائها,,
وما سوى ذلك,,صغائر أمور لا تجلب غير الحسرة والثبور!!


....يتــــــــــــــبع.
سأسعد بمشاركاتكن!
19
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

قست دنياي
قست دنياي
موفقه ياالغاليه متابعه
عالم خيالي
عالم خيالي


أختي:قست دنياي,,
شكرا لك,,واشكر متابعتك.


*****************

في كل يوم تأتي فيه (أمل) مبتهجة,,مبتسمة,,وهي تمسك شهادة تفوقها في يدها,,
وكأنما حيزت لها الدنيا بأسرها.
تشعر أن كل شيء حولها يشاطرها فرحها,,والأرض تتراقص من تحت أقدامها مزهوة بها,,
كل شيء فرح مبتهج كل شيء!!

لكن ما أن تطأ بقدمها أرض منزلها الصغير ,,حتى يتبدل الحال,,
فأنسها الذي صحبها هذه المسافة لا يملك إلا أن يودعها على أمل اللقاء بها الفصل القادم,,
حيث لا يجتمع النقيضان (أنس وبؤس) !!
وابتسامتها المشرقة التي رسمت على شفاهها الوردية الصغيرة تنسحب هي الأخرى قبل أن تتحور إلى عبوس على وجه طفولي بريئ!!
أما مذاق الفرحة الذي تذوقته منذ لحظات يسيرة,,يتسلل خارجا,,قبل أن تطاله محاولة اغتيال آثمة,,تسفر عن هلاكه إلى الأبد!!

هذا هو السيناريو الذي يتكرر معها نهاية كل فصل,,
إلا أن الوضع قد اختلف الآن,,فأبطاله قرروا الإعتزال عن مسلسل البؤس بعد انهائها للمرحلة الإبتدائية!!


\
\



اليوم والغد في نظرها سيان,,حيث لا أحداث تذكر لتنتظر!!


باستثناء رؤية خالها,,في زيارة (روتينة) شهرية.
يأتي فيها لزيارة أخته في هذه المنطقة النائية,,والإطمئنان على حالها وحال ابنائها.
ليمضي معهم بعض الوقت,,ويقضي بعض حوائجهم التي لا يعدها والدها من الضروريات!!

في نظر خالها,,الزيارة لا تعني له الكثير.
لكنها بالنسبة لأخته وابنائها مكافأة عظيمة ينتظرونها بترقب ولهفة كل شهر
كموظف بسيط ينتظر نهاية الشهر للحصول على مرتب قد لا يكفيه معظم أيامه!!
فحاجة النفس للمعين والمؤنس حاجة روحية محسوسة لا غنى للروح عنها,,تماما كحاجة الجسد الملموسة للمادة!!

وفيما عدا هذه الزيارة كانت الأيام تمضي رتيبة مملة تسابق السلحفاة!!


..................يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع
شموخ في زمن الإنكسااااار
عزيزتي عالم خيالي


بورك يراعك


متاااابعه
عالم خيالي
عالم خيالي


بالنسبة لــ (أمل) كانت بداية العام ونهايته سيان,,
لا سيما وأن الاختلاف الوحيد الذي تشاهده هو منظر أخيها الصغير حينما يأتي محملا بكم هائل يثقل الكاهل!!
لتعلم حينها أنها بداية عام جديد,,وسنة أخرى لأخيها الصغير يقضيها في رحاب (المدرسة)
ذلك المكان الذي طالما أحبته وأنست به,,وكأنها في حلم جميل!!


لكنها وللأسف مستيقظة على واقع مرير,,
يثبت لها ذلك الفهم الإنساني الخاطيء القاصر لقول المولى جل في علاه: (وليس الذكر كالأنثى)
حينما يصبح فكرا تتبناه سلطة عليا لا مجال لعصيانها!!


كان والدها يتبنى فكرا مختلفا أساسه فهم خاطيء لنصوص شرعية ,,ليؤلها كيفما يشاء,,
ثم يجعلها واقعا ملموسا يطبقه على من يشاء ممن هم تحت سلطته!!
كان يرى أن الذكر لا بد أن يتميز بطبعه لينال حقوقا عدة,,ليس للأنثى أن تحلم بها فضلا عن المطالبة بها!!

ففي الوقت الذي منع فيه ابنته (أمل) من إكمال دراستها ,,كان يجاهد بحماس ليكمل أخوها الأصغر تعليمه,,
فهو لا يتردد في توفير كل ما يحتاجه على الرغم من أن (صالح) لم يكن ذلك الفتى المجتهد فنتائجه غالبا ما تكون (على شفى جرف هار)
بالرغم من كونه في سنينه الأولى مع الدراسة!!

وهاهو يستميت في جهاده دون أدنى تردد في توفير كل ما يحتاجه من دعم مادي ومعنوي إضافة إلى سائق خاص لاصطحابه للمدرسة ,,
في الوقت الذي حرمت فيه ( أمل) من ذات الحق وكان ضمن مبرراته المبطنة حينها : أن المدرسة في منطقة نائية لا يمكن (لأمل) أن تصل إليها مشيا على الأقدام!!!!

هكذا يجب أن توزع الحقوق في نظره,,وكأن التعليم الذي تأمل به (أمل)
ليس إلا نصيبا في ميراث شرعي ,,يقتسمه الورثة على أساس القاعدة الشرعية:
(وللذكر مثل حظ الأنثيين) !!!!

,,,,,,,,,,يتـــــــــــــبع.
أرجو الا يتسرب الملل لنفوسكم,,فنحن على مشارف التتمة الأخيرة!

**مرفأ**
**مرفأ**
تابعي يا أمل

رعاك الله

وبورك القلم