وقع الضيفُ الشيعي في برنامج " البيان التالي " اليوم في مطبٍ هوائي قوي جدا بعد أن قرأ عليه المقدم الإعلامي الدكتور عبد العزيز قاسم عبارة الخميني في أمنا عائشة عندما وصفها بأنها : " أخبث من الكلاب والخنازير " ! ، وسأله عن رأيه في العبارة .
حاول الضيف الشيعي التملص من العبارة ، ونزلت عليه العبارة كالصاعقة فلم يحر جوابا ، وأسقط في يد مقدم البرنامج ، وحاول التبرير لها بما عهدناه عنهم من خلال مناظرات الشيعة في " المستقلة " بعذرهم الذي يتكئون عليه دائما بقولهم أن العبارة لا بد أن يعرف سياقها .
وعندما جاءت مداخلة الشيخ سعد البريك قرأ كلام الخميني في كتاب " الطهارة " كاملا ، وعندها تغير وجه الضيف الشيعي تماما ، ولم يعاود المقدم عليه المطب الذي وقع فيه ربما اكتفاءً بحكم المشاهد على السقطة التي سقطها الضيف الشيعي .
أما عبارة الخميني في حق أمنا عائشة رضي الله عنها فصدقوني هي عود من حزم وليس حزمة من طعونات في حقها وحق غيرها من الصحابة .
وأقرب مثال على ذلك ما طرحه الشيخ د. محمد السعيدي في مجموعة عبد العزيز قاسم من موقف السيستاني من أمنا عائشة رضي الله عنها ، وأترك لكم ما طرحه الدكتور محمد السعيدي وفقه الله وسدده بهذا الخصوص ، مع صورة من كتاب " الطهارة " وعبارته في حق أمنا أم المؤمنين عائشة .
وسبحان الله ! الهجوم على أمنا عائشة فتح أبوابا ، وأعينا عميا ، وآذنا صما ، وقلوب غلفا فيما يتعلق بعقيدة القوم في حق عائشة رضي الله عنها ، فالقضية ليست اختراعا أتى به ياسر الخبيث ، ولكنه عبر عن حقيقة مقررة في المذهب الشيعي وهو موقفهم من أمنا عائشة ، بل سبقه إلى ذلك معممون طعنوا فيها ، ولعنوها ، وحكموا عليها بالنار ، ومنهم الخميني .
رضي الله عن أمنا عائشة ، وصدق الله : " لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ " ، فعلى ما في النيل من أمنا عائشة رضي الله عنها من ذلك المأفون الخبيث من ضيق الصدر للمسلمين ، ولكنه حمل خيرا كثيرا لإعادة سيرة أمنا عائشة رضي الله عنها ، ومكاسب تربوية كثيرة اختصرها الشيخ سلطان البصيري بهذه الكلمات :
التراث التربوي لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
كثرت تسمية المساجد ودور تحفيظ القرآن باسمها ..
كثرت الأوقاف التي وُهِبَ لها أجرها ..
كثرت الصدقات عنها ومن نذر أن يُضحّي القرابين عنها ..
كثرت الأسر المسلمة التي تسمي بناتها باسمها ..
كثرت المواقع على الشبكة التي تُعنى بنشر كل ما يتعلق بسيرتها وفضلها وتُراثها ..
كثرت أعداد الموقنين بعداوة من يكرهها ..
كل ذلك بعد احتفال الرافضة في يوم وفاتها ، ووصفهم لها بأبشع الأوصاف.
إن هذه الأمور لتُذّكر بقول الله تعالى : ( لا تحسبوه شراً لكم ) ، فالآية نزلت في حادثة الإفك التي لفّقه لها المنافقون ، ولكن الآية اليوم تبدو حاضرةً إذ أراد الله أن يُعلي شأنها ؛ كيف لا وهي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومما لاشكّ فيه أن لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم القدح المُعلّى في الفضل والسابقة ، وقد كثرت المقالات والخطب في بيان فضلها ومكانتها في نفس حبيبها صلى الله عليه وسلم ، بل كثرت الكتب المؤلفة في نشر تراثها الفقهي رضي الله عنها ، لكن أردت الإشارة إلى أن لها تراثاً تربوياً رضي الله عنها ، فالروافض الذين لا عقول لهم يأخذون عليها مواقفها التي تقتضي توجيهاً من النبي صلى الله عليه وسلم ، والحق أن هذه المواقف تُحسب لها رضي الله عنها من جهتين : الأولى أن تلك المواقف والتوجيهات كانت دروساً تربوية للبيت المسلم ، والثانية : أن استجابتها رضي الله عنها لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم كانت به نموذجاً تحتذيه كل امرأة صالحة.
وفي الختام أقول : هل من أرباب علم التربية وطلّابه من يجمع ذلك التراث التربوي الفذّ ؟
والله الموفق ، والهادي إلى سواء السبيل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
