في السعودية: «لا تلمسني»

الملتقى العام

في السعودية: «لا تلمسني»دليل الطفل الأول للتوعية ضد التحرّشات الجنسية7 يناير 2009داليا محمد قزاز - جدة


«إنتهت علاقة صديقتين مقربتين لأن طفليهما حاولا إستكشاف بعضهما». كان هذا المحرك الأول الذي دفع هند خليفة، المتخصّصة في الثقافة الأسرية، إلى الدراسة والبحث لتوعية المجتمع عن التربية الجنسية وأهميتها.
هند مصطفى خليفة محاضرة في كلية التربية قسم تربية وعلم نفس وتحمل الماجستير في الثقافة الأسرية. تعدّى نشاطها حدود العمل الوظيفي فأمضت عقداً من الزمان تبحث وتنقب وتدرس وتعطي دورات مختلفة في ما يخص الأسرة والأبناء. قدمت دورات تطويرية للمعلمات عن طرق التدريس والوسائل التعليمية، ودورات للمراهقات عن تنمية الذات والتوعية في الأمور الجنسية والبلوغ وعلاقتهن مع الأولاد وحدود العلاقات مع الزميلات، ودورات للأمهات لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وتأهيل البنات للزواج، إلى أن وصلت إلى دورتها الأخيرة التي حملت عنوان «التربية الجنسية لأبنائنا وحمايتهم من التحرشات الجنسية».
في صدد إصدار كتاب بعنوان «لا تلمسني» كأول كتاب من نوعه لتوعية الطفل عن التحرّشات الجنسية. دليل وضعته بين يدي كل أم مربية أمينة واقعية تعرف مدى التحدي الذي يواجه تربية الأبناء وكتاب يسهل فتح موضوع شائك محير تخجل منه الأمهات، كما ذكرت. «لها» إلتقت خليفة للتحدث عن حماية الطفل من التحرشات الجنسية، فكان هذا الحوار.
ما قصة «لا تلمسني»؟
بعد عشر سنوات من العمل مع الأمهات والبحث المستمر وإهتمامي بموضوع التربية الجنسية وقراءاتي للكتب العلمية للتوعية بالتحرّش، وجدت أنه لا يوجد لدينا كأهل معلومات كافية تناسب بيئتنا ومجتمعنا. المكتبة العربية تفتقر حتى الآن إلى كتاب يوضح الفرق بين الولد والبنت أو كتاب للمراهقة يبيّن لها المراحل التي تمر بها والأمور الجنسية الأخرى كالعادة السرية وغيرها. ففكرت في كتاب مصور يوعّي الطفل ضد التحرّش وعرضته على المتخصّصين في الدول العربية المختلفة كعمل توعوي يتناسب مع بيئتنا، ثم جاءت فكرة إضافة نشيد للفت نظر الطفل وإهتمامه بالموضوع. والآن بدأت بإعطاء دورات وورش عمل للأطفال لتوعيتهم ضد التحرّش الجنسي.
مامدىأهميةالتربيةالجنسيةفيحياةالأطفالومنأيسنتبدأ؟
للتربية الجنسية أهمية بالغة في حياة الطفل كأهمية الطعام والشراب. وتبدأ التربية الجنسية بإختيار الشريك المناسب والزواج منه لتأسيس أسرة قوية وصالحة. والحياة الجنسية الصالحة بين الأب والأم تساهم في وجود تربية جنسية سليمة للأطفال وتبدأ توعية الطفل ببعض الأمور من سن سنتين.
بدأتدورةالتربيةالجنسيةللأبناءمن 10 سنواتفهلكانتناتجةعندراسةوتخصّصأمكانتلكتجربةمعينةجعلتكتهتمّينبهذاالأمر؟
بالفعل، في بداية زواجي إفترقت صديقتان لي عن بعضهما بسبب أن إبن إحداهما كان في مرحلة إكتشاف مع إبنة الأخرى وهما في سن الأربع سنوات. لفتت نظري هذه الواقعة وجعلتني أنكب بحثا في الموضوع. فموضوع تربية الأبناء أمر يشغل بالي دوما. بحثت كثيرا وقرأت الكثير من الكتب العربية فلم أجد المعلومات الكافية. فبدأت بالترجمة من الكتب الأجنبية ووجدتها بعيدة عن الدين الإسلامي لذا تعمقت أكثر في هذا المجال وحضرت دورات مختلفة في دول عربية وأجنبية، إلى أن وصلت إلى الشكل النهائي للكتاب بالصور التوضيحية والتي لا تتخالف مع بيئتنا.
عملياتإستكشافالجنسالآخرالتيتحدثبينالأطفال،كيفيمكنالتعاملمعهاوهلهيأمورطبيعيةلابدأننتركهاتمرأمأنهاترمزإلى «العيب»كماتتعاملمعهابعضالعائلات؟
عمليات الإستكشاف أمر طبيعي جداً حتى سن السبع سنوات ولابد من تجاهلها. وبعدها أوضح لهم أهمية منطقة العورة وخصوصيتها. وعند تكرر الأمر لابد من عتابه في شكل هادىء وحازم، وإن لم يستجب لا بد من معاقبته بشكل واعٍ لأنه تعدّى على القوانين الجنسية، للمنزل وأوضح له أهمية الإلتزام بالحفاظ على خصوصية منطقة العورة دون إستخدام الضرب أو الألفاظ الجارحة لنفسيته.
فعملية الإستكشاف هذه ظاهرة طبيعية تحدث بين كل الأطفال ولا يفترض أن تسبب أي مشكلة ولابد من التعامل معها بشكل طبيعي. يمكن تجاهلها في البداية كما ذكرت، وإن تكررت تبدأ الأم بتوجيه الطفل أن هذه المنطقة خاصة ولايجدر أن يلمسها أحد، دون ضرب أو إهانة أو تأنيب.
إذاتحدثناعنالتحرّشالجنسيلدىالأطفال،كيفيمكنأننعرفهومتىيسمىتحرّشاً؟
هو طلب حق ليس من حقوقي من شخص آخر وبعدم رضاه إما شفهياً أو جسدياً أو بوضع جنسي معين. فأي تصرّف جنسي تجاه قاصر يكون تحرّشاً لأن الطفل أو القاصر لا يمكنه تقدير معنى المتعة الجنسية أو الرغبة أو الرفض.
هلتظهرأعراضمعينةعلىالطفلالمتحرشبهتمكنالأهلمنمعرفةالامر؟
بداية لابد أن أؤكد أن العلاقة القوية والطبيعية بين الأم والطفل تجعل الطفل يلجأ إلى والدته ويطلعها على ما يجري معه بشكل مستمرّ. الأم الواعية والجادة في تربية أبنائها والتي تتمتع بعلاقة يسودها الحب والحنان لابد وأن تكتشف هذا الأمر سريعاً.
وعلامات التحرش تختلف، فإذا كان التحرش حديثاً وجسدياً تظهر علامات على المنطقة التناسلية مع بعض الآثار على اللباس الداخلي من دم وغيره. أما الأعراض الأخرى فقد تظهر في شكل إرتفاع مفاجيء في درجة حرارة الطفل، أو زيادة في البكاء دون سبب واضح، أو إنطوائية غير مبررة ويمكن أن يرفض الذهاب للمدرسة أو البيت الذي تعرض فيه للتحرش، وتقل شهيته للأكل بشكل ملحوظ. وفي بعض الأحيان يصاب الطفل بالهذيان ليلا وتراوده أحلام مزعجة، والأطفال الاكبر سنا يستحمون كثيرا ويغسلون أيديهم كثيرا كمحاولة لتنظيف أنفسهم من الأوساخ.




12
8
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طموحه 3
طموحه 3
تانكيوووو
القهوة الملكية
استودعنا اطفالنا ربي الذي لاااااااااا تضيع وداااااااااائعه
مداوية جروح......
جزاك الله خيرا
تووووفي ..لك
تووووفي ..لك
استودعنا اطفالنا ربي الذي لاااااااااا تضيع وداااااااااائعه
قهوة مره
قهوة مره
جزاك الله كل خييييييييييييير