... كان مساءً غريباً.. كان مساء اكتمل بدره الحزين.. بدره الذي ظل واقفاً في مكانه الأبدي.. ينظر بلا نهاية إلى نفسه.. وقد استقر في قاع البحر الكبير وحيداً... وامتدت ضياؤه الباهتة على طول شاطئ الأسى.. وكأنها خيوط ضعيفة تحاول جذب الكون إلى معزوفة العذاب...
البحر أسود هادئ.. تتحرك أطراف أمواجه المسنة لتلامس بقنوط رمال الساحل الخالي.. والرياح تهب بين الحين والآخر.. لتبث نفحات من الأنين لتعطر بها أجواء الأفق البعيد..
هجع كل مخلوق.. وهدأ كل صوت.. توقف الزمن وأعلن الوجود حالة الحداد القاتم..
عندها.. خرجت روحي من قبرها الخفي البعيد.. وسبحت في السماء وحيدة تبحث عن رفات جسدها الترابي....
رأيت نفسي هناك.. في الأسفل.. ملقاة على وجهي.. تبلل الدماء أطراف جسدي الممزق
فنزلت من السماء.. لأقف مرتاعة أمام نفسي.. أمام الأشلاء التي قطعت بوحشيه.. ومزقت لتترك على هذا الشاطئ المهجور..
بدأت روحي بالبكاء.. ثم النحيب.. ثم أطلقت صرخة مدويه.. ترددت أصداؤها الغاضبة في كل زوايا الدنيا..
عندها تحرك ذلك الجسد.. محاولاً الامساك بأطراف تلك الروح.. محاولاً الاتحاد معها.. محاولاً ربط مصيره بمصيرها المجهول..
ولكن روحي فرت مبتعده.. خائفة من الإقتراب من جسدها.. جسدها الذي ظل قروناً مدفوناً في مقبرة الزمان.. في زاوية من زوايا الكون الموحش..
وأخذ جسدي يئن أنيناً يقطع القلوب والأكباد.. أخذ يئن مستعطفاً روحه أن تعود لتسكنه.. لتحتضنه وتبقى معه.. ولكنها ولت إلى غير رجعه.. ولت هائمة في الكون.. محاولة الثأر لنفسها المقتوله..
وبقي جسدي وحيداً في جحيمه الصامت.. بقي جسدي هامداً على رمال ذلك الشاطئ.. بعد أن نبذه الكون..
وبقيت ممزقه.. روحي هائمة في الوجود.. وجسدي الدامي مسجى في عزلته الأبديه.. تغطيه الجروح والرمال
وبقيت أقاسي ويلات العذاب.. في انتظار المجهول
منقوووووووووووووووووووول

بحاره نت @bharh_nt
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

:40:ابحار ناجح في شواطيء الكلمة رغم تلاطم الأموااااااج ..غرقت في صوره الرائعة ومفرداته العميقة
خطوات واثقة ..
خطوات واثقة ..

:40:ابحار ناجح في شواطيء الكلمة رغم تلاطم الأموااااااج ..غرقت في صوره الرائعة ومفرداته العميقة
خطوات واثقة ..
خطوات واثقة ..

الصفحة الأخيرة
يبدو أنك تجيدين البحث عن اللاليء