في انتظار المستشفى ..هذه المرأة خجلتني الصراحة ..,,

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم

استغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه


التقيت بإمرأة ليلة البارحة في انتظار للنساء في المستشفى ..وجدتها تسبح وتذكر الله ..لم يظهر من جسدها إلا عيناها ..

وابنها ذي ال11سنة يجلس بجانبها ..جلست ومعي ابني ..فكأني نزلت عليها من السماء لتفضفض بما في قلبها ..

خرج ابنها ..قالت لي: ..أرأيت ابني هذا ..؟

قلت : نعم..

قالت :مصاب بفشل كلوي..فجأة..وتأثرت الغدة الدرقيه بهذا الفشل ومنذ عمره سنتين وهو يقوم بغسيل الكلى ..الحمدلله ..الحمدلله ..

لدي ابنان و4 بنات ..البنات ولله الحمد بصحة جيده

ام الابن الاكبر ذي ال18 ربيعا ..ايضا اصيب بفشل كلوي ولنا 10 سنوات ونحن نقوم بغسيل للأثنين ..

وقدر الله لنا ان يتبرع ابوهما للأبن الاكبر بكليته ..

نجحت لمده 4 سنوات ثم فشلت ..وعاود الغسيل..

والاب لم يستطع العمل مره اخرى بسبب تأثره بالتبرع ..

اصيبت غدة الابن الاكبر بالفشل فتأثرت به قدماه ..فلم يعد يستطيع المشي..

وبين كل كلمة تقولها ..تقول الحمدلله ..الحمدلله ..
اللهم اشفهم ومرضى المسلمين ..
...

كنت ذلك اليوم ..في ضيق شديد..حيث أخبرني المستشفى ان ابني يحتاج لعمليه او قسطره في قلبه مره اخرى ..قلت في نفسي اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا مني ..اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ..

كنت اظن ان لامشكلة اكبر مما أنا فيه ..

كنت اظن انه لااحد يستطيع الصبر مما انا فيه ..
كنت أظن ان الدنيا ضيقة امام عيني..

حمدت الله كثيرا ..على ماقضى وقدر..

لكن مازال هناك ضيق وهم في صدري..

لكن بعدما قابلت تلك المرأة ..
خجلت من نفسي..خجلت من تفكيري..

عرفت ان الله لايبتلي الانسان إلا بقدر ايمانه

فأعطى هذه المرأة من الابتلاء الذي يحتاج لقوة ايمان وصبر عظيم..

لو سمعت احدانا معاناتها لقلنا والله لانستطيع الصبر على ماابتليت به ..

لكن جبار السموات والارض أعلم بنا وبمقدار الصبر والايمان الذي نحمله في قلوبنا..

وجدت فيها امراة صابره ..حامده ..راضيه بما قسم الله ..

فبحثت في النت فوجدت اجابة لكل تساؤولاتي ..



لماذا الرضا من أخلاق الكبار؟



لأن الرضا يعني القبول بأمرٍ تكرهه النفس، وهذا ما لا يُطيقه إلا الكبار أصحاب القلوب المطمئنة إلى قضاء الله وقدره.


.
.




لأن الرضا يعني القبول عن حُبٍّ واطمئنانٍ لاختيار الله وإن كان صعبًا على النفس، وهذا يحتاج إلى قدرةٍ نفسيةٍ وقوة إيمانية لا يقدر عليها إلاالكبار.


.
.


ولأن الرضا يعني في بعض الأحوال القبول بالوضع القائم وإن كان يحمل في بعضِ أشكاله الحرمان، والشعور بفقدان ما عند الغير، وهذا أيضًا لا يقدرعليه إلا الكبار.
.
.


ولأن الرضا يعني قدرة نفسية وقوة إيمانية لدى صاحبها تُمكنه أن يكون الرضا ظاهرًا وباطنًا، وهذا ما لا يقدر عليه إلا الكبار أصحاب النفوس الكبيرة.





هل يحزن الكبار؟


الحزن قد يكون دليلاً على عدم الرضا، وهو من السلوكيات التي تعكس رفض الواقع وعدم الرضا به؛ ولأن الحزن أمر متوقع الحدوث، فلقد نزل القرآن داعيًا إلى عدم الحزن؛ لأنه لن يكون في الكون إلا ما أراد الله، وأن ما يحدث- كل ما يحدث- إنما يحدث تحت سمعِ وبصر الله ﴿وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ(الحجر: من الآية 88)، وقوله أيضًا: ﴿وَلا يَحْزُنْكَقَوْلُهُمْ(يونس: من الآية 65).


والكبار قد يحزنون ولكن حزنهم على غيرهم لا على أنفسهم، وإذاحزنوا على أنفسهم فإنهم يحزنون عندما يفوتهم خير، أو يقترفون إثم، ويحزنون إذا كانتالمصيبة في دينهم لا دنياهم، وهذا هو حال الكبار فقط الذين لا يحزنون على فواتالدنيا أو قلة النعيم فيها.




كيف لاأرضى؟



الكبار عندما ينزل بهم ما يكرهون، أو يستقبلون ما يسوءهم،

يتذكرون نعم الله عليهم وهي كثيرة لا تُعد ولا تُحصى فتسكن نفوسهم، وتهدأ قلوبهم لقضاء الله.



فكل صاحب مصيبة تهون عليه مصيبته متى رأى واستشعر نعم الله عليه التي تحيط به من كل مكان.




فالفقير الذي قد يحزن لضيق ذات يده، وقد يُقلق ذلك مضجعه منكثرة التفكير فيه،

إلا أن ذلك قد يهون عليه عندما يرى أخاه الغني رغم غناه محروم منبعض الأطعمة بقرار طبي، أو أن يراه وقد حُرم الولد..

ومعلوم أن الفطرة مجبولة علىحب الذرية، والذي لو خير بين ثروته كلها وبين الرزق بالذرية لاختار الثانية بلاتردد.




والشخص الذي حُرم الولد قد تهون مصيبته عندما يرى غيره ممنرزق الولد؛ ولكنه كان سبب شقاوته وتعاسته في الدنيا.






الحمد لله:


الحمد يبني في نفس العبد المؤمن الرضا ويُربيها على قبولقضاء الله بحب وسعادة،

والكبار قد تربت نفوسهم على إظهار الشكر والمبالغة فيإظهاره، كما علمهم الإسلام ورباهم على ذلك، فما من نازلة تنزل بهم،

أو مصيبة تصيبهم إلا وحمدوا الله عليها.



وهذا الخلق الكريم لم يأت من فراغ فالحمد ديدنهم، والشكر هو عادتهم في كل أمور حياتهم.


فالكبار قد تعلموا في مدرسة النبوة أنه إذا أكل وأتم طعامه حمد الله على رزقه وقال"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلامُؤْوِيَ" (صحيح مسلم، ح- 4890)، وإذا شرب قال: "الحمدلله الذي جعله عذبًا فراتًا برحمته، ولم يجعله ملحًا أجاجًا بذنوبنا" (شعب الإيمان للبيهقي، ح- 4304).





والكبار تعلموا في مدرسة النبوة أنهم إذا لبسوا ثوبًا جديدًا فيقولون معترفين بنعم الله عليهم "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ" (سنن أبي داود، ح- 3505)، والكبار إذا استيقظوا من نومهم قالوا مسبحين بحمد ربهم "الحمد لله
الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"

(صحيح البخاري، ح-5837).


والكبار يسبحون بحمد ربهم حتى بعض قضاء حاجتهم وخروجهم من الخلاء "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني" (سنن ابن ماجة، ح- 297).





والكبار إذا رأوا أهل البلاء، سبَّحوا بحمد ربهم على نعمةِ المعافاة قائلين: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّاابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً" (سنن الترمذي، ح- 3353).






ثم ها هم يرددون في كل صباح ومساء بنفس راضية مطمئنة، معترفين بفضل الله عليهم

"اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافيةوستر فأتم علي نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة"،




ثم الاعتراف بالفضل الكامل لله رب العالمين لا شريك له "اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ" (

سنن أبي داود، ح-4411).




هذا حال الكبار يغمرهم شعور بفضل الله عليهم، شعور الذاكرلنعمه، المعترف بآلائه، الشاكر لفضله.





هنا نقول إن الإنسان لا بد له أن يرضى بقضاء الله وقدره، ويُحاول إدراك الحكمة الإلهية من

وراء الحدث ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِيالأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَاإِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(23)



(الحديد)، فقال- صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ" (صحيح البخاري، ح- 5005).


اخيرا ياغاليات وكلمة مني لكن :


السعاده في الرضا..السعاده في النظر لمن هم أكثر منا معاناة ..الذهاب للمستشفى مره واحده ..ستغير من حالك ومن نفسيتك ومن طريقة تفكيرك..ومن نظرتك لهمومك..وكيفيه التعامل معها ..ومدى تقبلك لها..



"اللهم رضني بقضائك، وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته، ولا تأخير شيء عجلته

104
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الماسة 2010
الماسة 2010
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
سموالاميرة البندري
كلام رائع

فذكر ان الذكر تنفع المؤمنين

جزاك الله خير

والله يجعلنا من الصابرين على قضاء الله وقدره
الفتاة الصغيورة
الحمد لله على كل حال
lola00
lola00
اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين

والله يخليلك ولدك ويشفيه
عنفر
عنفر
الحمد لله