في بلادي ملجأ ومأوى للعجزة والمسنين !!!!

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله


اقرؤ معي بتمعن



قال لي والدي رحمه قبل سنين طويلة انه حدث أن ابنة عمه كانت
ذاهبة للمرعى لوحدها مع أغنامها ولم استطع ذاك اليوم أن أكون معها لانشغالي في عمل آخر وفي ذاك اليوم واجهها ذئب واخذ يطاردها هي وأغنامها وكانت تجري هي وأغنامها خوفا من الذئب أن يأكلها وكانت أغنامها تدور حولها وكأنها تريد منها أن تنقذها من الذئب ولكنها كانت البنت كانت خائفة اكثر منها أخذت تجري وتجري وقبل أن تصل للبيوت وتنجوا بأغنامها استطاع الذئب أن يفترس إحدى الغنم

وبينما كنت منهمك في عملي سمعت صياح ابنة عمي وهي تناديني وتنتخي باسمي فذهبت سريعاً إليها فوجدتها تبكي وبحسرة ودموع الخوف والشكوى تنهمر من عينيها بكثرة فأخذتها بيدها وصررت أهزّها بيدي كي تتوقف عن البكاء وتخبرني عن الذي يبكيها فقالت لي إن الذئب أكل إحدى أغنامها فسألتها هل أصابها مكروه منه فقالت لي لا ولكن إحدى أغنامي أكلها الذئب وأخذت تبكي بشدة فهدأت من روعها وأقسمت لها بالله أنى سوف آخذ ثأرها من هذا الذئب الليلة ولن أعود للبيت إلا بعد أن اخذ بثأرها منه

فعدت للمنزل واخذ سلاحي من البيت وذهبت إلى المكان الذي أكل فيه الذئب تلك الشاة فوجدت انه لم يأكل منها الكثير فعرفت انه سيعود هذه الليلة عندما يطمئن أن لا أحد يطارده من البشر فقمت باختيار موقع مناسب للمراقبة وعكس اتجاه الريح لان الذئب يستطيع أن يشم رائحة الإنسان بكل سهولة وقمت بفرك أوراق الريحان على جسدي كي تغطي على رائحتي فيختلط الأمر على الذئب فلا يستطيع شم رائحتي ولا أن يكتشف المصيدة التي نصبتها له

وجلست أراقب فإذا أحد الثعالب قادم ناحية الجثة فأكل منها قليلا وذهب وجلست انتظر فإذا بي اسمع صوت أحجار متساقطة من جهة الجبل فأمعنت النظر فإذا بي أرى الذئب قادم ولكنه يتوقف كل ما قطع مسافة وبرفع رأسه ويتشمم الهواء وينظر بعينيه ذات الشمال واليمين وعندما يطمئن يتقدم إلى الأمام إلى أن وصل للشاة التي افترسها وعندما وصلها واخذ يأكل منها هممت بإطلاق النار عليه ولكنه رفع رأسه ونظر ناحيتي واخذ يتشمم الهواء ثم عاد للخلف

ظننته اكتشف أمري وانه هرب ولن يعود مرة أخرى فهممت بالعودة والانصراف وأنا أجرّ أذيال الخيبة لأنني لم استطع أن أوفي بقسمي لابنة عمي ولكن شعرت بأن هناك شيء يدفعني للبقاء في مكاني فجلست انتظر وبعد فترة رأيت الذئب قادم على نور القمر ولكن هناك آخر يتبعه ولكن لبعدهم عني لم استطع معرفة ذاك الشيء الذي كان يسير خلفه وآت معه ولكنه كان صغير الحجم

انتظرت حتى اصبحا قريبان مني فإذا بي أرى شيء لم أراه في حياتي ولم اسمع به من قبل لقد كانت أم الذئب هي التي تتبعه وكانت كبيرة في السن ولا يوجد لها أنياب تستطيع الأكل بواسطتها من تلك الجثة فجلست ممددة على أياديها وقام ابنها بتقطيع اللحم لها ووضعه على ظهر أياديها الممدة وصارت تأكل من اللحم الذي يقطعه لها ابنها فأخذت أتفرج واستغرب هذا المنظر وأستعجب من لطف وحنان ابنها الذئب عليها

جلست أفكر فيما افعله فان ذاك الحيوان رسم صورة من الوفاء لوالدته ولكن قسمي ووعدي لابنة عمي بأن آخذ بثأرها من الذئب الذي افترس أغنامها لا يترك لي مجال أن أعود عن وعدي لها فقمت بإطلاق رصاصة على الذئب فإذا به يعوي ويقفز للأعلى ويرمي بجسده إلى الأرض فما كان من أمه إلا أن هربت ناحية الجبل وعندما وصلت له نظرت للخلف فلم ترى ابنها وراءها فتوقفت وعادت له في مكانه فهزته وجرت ناحية الجبل ولما وصلت له ولما لم ترى ابنها وراءها عادت مرة أخرى له وهزته برأسها وانطلقت للجبل وعندما وصلت له ولم ترها وراءها عادت مرة ثالثة ووقفت فوقه وأخذت تهزه وتحاول رفعه وعندما أيقنت بأن ابنها قد مات رفعت رأسها للسماء وعوت بصوت قوي تردد في سماء تلك الأرض وقفزت للأعلى ورمت بجسدها على الأرض

أخذت أراقبهما من بعيد وانظر لهما فلم أرى منهما أية حركة فذهبت إليهما وعندما وصلت لهما رفعت بندقيتي تجاههما خوفا من أن يكونا أحياء فيهاجماني ولكني بعد أن وصلت لهما وجدت انهما قد ماتا فكسرت ناب من أنياب الذئب الابن ومخلب من مخالب ألام وعدت راجعاً لابنة عمي ورميت بالمخلب والناب لها وقلت قد أخذت بثأرك من الذئب ومن أمه وانصرفت من عندها وكل آلام الدنيا تعتصر بقلبي ندماً على أنني قتلتهما الاثنان وكم تمنيت أني أعطيت ابنة عمي كل أغنامي ولا أني قتلت ذاك الحيوان الذي قال لي بأنه قد يكون افضل من الإنسان في الوفاء والبر بوالديه




هاذي من ارررررررررروع قصص الوفاء الي قريتها بحياتي

اتعجب!!


أمن المعقول أن يكون في بلادي ملجأ ومأوى للعجزة والمسنين ؟؟ ..... أمن المعقول أن يكون هذا جزاء آبائنا وأمهاتنا في أخر العمر أن نقوم بإلقائهما في تلك الملاجئ وفي أحضان ورعاية الغرباء ؟؟؟ ....... أمن المعقول أننا لا نعير بالاً لتعاليم ديننا الذي أوجب علينا تقديم الإجلال والإكرام والإحسان لهما والاستغفار والبر لهم ؟؟؟ ..... وهل هذا هو جزاء من انتزع اللقمة من فمه ووضعها في أفواهنا ؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!

كيف تبدلت بنا الأحوال وعلى أي طريق رمت بنا المدنيّة والحضارة وهل وصلنا لهذه الدرجة من الخسّة والنذالة كي لا نعير انتباهاً لرجاءات وتوسلات والدينا بأن لا نتركهما بعيداً عنا وعن رعايتنا


شيء غريب بدأ يعصف بمقام تلك الشريحة العزيزة والغالية على قلوبنا فكيف تبدلت اجمل المعايير الاجتماعية والإنسانية في بلادي وما هو السبب وكيف تحول الرفق والحنان والوفاء والإحسان إلى قسوة وجفاء وكيف استطاعت عيوننا أن ترضى برؤية من كنّا قرة أعينه ومن كان يسهر الليالي لأجلنا وهو ملقى بين جدران سجن العجزة والمسنين !!!!!!!!!

أين ذهبت صفة الوفاء للوالدين ؟ وأين ذهب برّهما ؟ وأين ذهبت أخلاقنا وشيمنا ؟ وأين ذهب المعروف ؟ ومن هو ذاك الذي قدر على أن يقنعنا بالتخلي عن آبائنا وأمهاتنا ونرضى لهما بأن يمضون الأيام الأخيرة من أعمارهم وفي أحضان ورعاية الغرباء ؟؟


موضوعي هذا تذكرررررررررررررررررررة


لاتنسون البر بوالديكم

لاتنسوووون البر بوالديكم


تقبلوووووو احترامي




0
272

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️