في بيتنا مريض نفسي(3) كيف نتعامل معه

عندما يُقدر لإنسان ما أن يصاب بمرض نفسي أو مرض عقلي يصبح هذا أيضاً قدر أسرته ، فمعاناة الأسرة لا تقل عن معاناة المريض بل تزيد في بعض الحالات خاصة إذا كان المريض مصاباً بمرض عقلي ، حيث تجد نفسها عاجزة عن الاقتراب منه أو التعامل معه ، فتتألم لحاله وتتألم منه .

ومشكلتنا في مجتمعنا أننا لا نعترف بالمرض النفسي ، وكثيراً ما ننكر علي أي إنسان الحق في أن يتألم نفسياً .

مشكلتنا إننا لا نهتم إذا وجدنا أقرب الناس إلينا يتألم من معاناته النفسية ، ولكننا نغمره بفيض من الرعاية والاهتمام إذا اشتكى عضوياً .

مشكلتنا أن لغة الحوار اختفت في بيوتنا واصبح كلامنا مع أحبائنا قليل ، حتى فصل بيننا جدار من الصمت يعزل كل واحد منا في كهف مظلم يعيش فيه وحيداً حزيناً غريباً مع انه يعيش مع اقرب الناس إليه في بيت واحد .

مشكلتنا أننا عندما نتألم نفسياً نتردد كثيراً في طلب العون خوفاً من أن نُتهم بالجنون .

مشكلتنا أننا عندما نتألم نفسياً نغمض عيوننا عن حقيقة ألمنا ، ونهون الأمر بأن الحالة لا تستحق وأنها سوف تنتهي مع الوقت .

مشكلتنا أننا تركنا أنفسنا للزمان يغير فينا كيفما يشاء ، حتى أصبحنا نعيش في زمان أصحاب القلوب القاسية التي لا تلين ولا تهتز من أجل مريض أو ضعيف .

مشكلتنا أننا لا نعرف وعندما لا نعرف نفتي بأننا نعرف ، وعندما ييأس المريض من انتظار مساعدة المحيطين به و يكتم ألمه بداخله نفرح ونحتفل بانتصارنا علي مرضه ، حتى نستيقظ من غفوتنا لنجده قد غرق بين الآلامه تاركاً خلفه أكبر جرح في نفوس أقرب الناس إليه الذين لم يلقوا إليه بطوق النجاة لينقذ نفسه قبل فوات الأوان .

فنحن لا نعرف والذي لا نعرفه نرفضه وقد نعاديه والمشكلة الأخطر أننا لا نحاول أن نعرف .

لابد أن نعلم أن الإنسان ليس جسداً فقط ، ولكنه جسد ونفس متلاحمان يؤثر كلاً منهما في الأخر ، وأن النفس تتألم مثلما يتألم الجسد ، وأن للنفس أمراضاً مثل أمراض الجسد ، وأن لهذه الأمراض أعراض لا نستطيع أن نتجاهل وجودها عندما نراها .

فإلي متي نقف مكتوفي الأيدي ونحن نري اقرب الناس إلينا يتعذب ويتألم وحيداً من مرض نفسه أو عقله ؟؟

إلى متي ندفن رؤوسنا في الرمال ونتظاهر أن كل شئ علي ما يرام ؟؟

لذا من خلال هذا المكان نقدم دعوة

إلى لكل إنسان يعيش في بيت واحد مع مريض نفسي أو عقلي .

إلى كل قلب يتألم من اجل عزيز أصابه المرض .

إلى كل عقل يريد أن يفهم ليساعد عزيزا أصابه المرض وما أقساه من مرض .

دعوة نقدمها لنبحر في علم النفس في محاولة لفهم الآلام نفوسنا وحاجاتها حتى نستطيع أن نساعد أنفسنا ونساعد أحبائنا .

وقبل كل هذا نقدم نداء لكل من يعاني من الم او مشكلة نفسية
انت لست وحدك
نحن هنا بجانبك لمساعدتك لتتخطي ألمك
فاطلب المساعدة ونعدك انك باذن الله لن تندم
فمجرد احساسك بان هناك من يشعر باوجاعك
كفيل بان يهون عليك ما انت فيه
في كتاب (في بيتنا مريض نفسي,د عالم صادق