في جريدة الرياض اليوم الجمعة
السعوديات ينجحن في تحريك الاموال النسائية بعقلية استثمارية
إعداد - بادي البدراني
احتضنت العاصمة الرياض منتصف الأسبوع الماضي، أول ملتقى عقاري نسائي خليجي، تبلورت فكرته في عيون سيدات الأعمال السعوديات اللاتي أثبتن الجدية والتصميم في المضي قدماً نحو إطلاقه على أرض الواقع،للتأكيد على أن الوقت حان للمرأة أن تعتمد على ذاتها وتطرق مجالات الاستثمار المختلفة لتستطيع التكيف وسد احتياجاتها الشخصية والعائلية في ظل التطورات العصرية التي يشهدها العالم.
ومثَّلت أوراق العمل التي شهدها الملتقى، خطوة نسائية نحو البحث عن كل ما من شأنه تنوير الطريق أمام المستثمرات الراغبات في خوض التجربة المالية المربحة، والتي يزخر بها الاقتصاد السعودي والقطاع الخاص بالذات، سواء في مجال الأسهم أو الاستثمار العقاري الذي بدأ ينمو من عام إلى آخر، محققاً عوائد مجزية على المستثمرين والمستثمرات، كما حقق حسن التنظيم والإعداد للملتقى من قبل فريق العمل النسائي المخصص لهذا العمل،قدرة المرأة السعودية وامتلاكها لقيادة دفة العمل وصولاً به إلى النجاح المثمر.
وجاءت هذه الخطوة لتعكس الرغبة الجادة لدى سيدات الأعمال على اختلاف مجالات استثمارهن، لتعميق مفهوم الاستثمار الحديث والبعد عن المجالات التقليدية التي كان الاتجاه سابقاً ينصب عليها من قبل السيدات،لأسباب اجتماعية وإلى جانب ضعف إلمامها بدرجة المخاطرة ونوعية الاستثمارات في أسواق المال، إلا أن السنوات الأخيرة حفلت بالعديد من الإنجازات النسائية، بعد أن تضاعف عدد المستثمرات السعوديات في مجالات الاستثمار المحتكرة سابقاً على الرجال، فدخلت المرأة في الصناديق الاستثمارية المتوافرة لدى البنوك المحلية، بجانب حضورها اللافت في سوق الأسهم وفي قطاع العقار .
وأصبحت منطقة الرياض وحدها تضم أكبر تجمع لسيدات الأعمال على المستوى الاقليمي كنتيجة مباشرة للفرص الكبيرة المرتبطة بالنمو القوي لمختلف القطاعات الاقتصادية في العاصمة اعتمادا على الدور الاقليمي الذي تلعبه، ووجود بنية أساسية وتشريعية تحفز على الاستثمار والنمو والمبادرات الحكومية الجديدة التي تخلق المزيد من الفرص الجديدة.
وازدادت أهمية دور المرأة السعودية في التنمية بشكل كبير بعد بروز متغيرات في المناخ الاستثماري وزيادة كبيرة في نسب ودرجات التعليم والتأهيل وغيرها من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، فباتت مع تطور الحياة المعاصرة تمثل جزءاً فاعلاً ومؤثراً من المنظور أو المخزون المالي في المجتمع وأصبح لها دخل مستقل وتنافس في القوة الشرائية .
وظهر مؤخراً توجه عند المرأة السعودية للاستثمار في الأسواق المالية كأحد الحلول المتاحة والأكثر ملاءمة لظروف المرأة وعلى الأخص بعد التسهيلات التقنية الأخيرة، وهذا النوع من الاستثمار لا يقتضي التفرغ التام لإدارته. أما ظاهرة الحسابات المصرفية المجمدة التي تدر أرباحاً كبيرة على البنوك فهي تستحق ان تشكل موضوعاً حيوياً يمس آلية من أهم آليات النمو الاقتصادي في ظل تزايد الدعوات بتفعيل مشاركة القطاع الخاص .
ومن المؤكد أن فهم المرأة السعودية للاستثمار الناجح ما هو إلا نواه ستساهم وتساعد في نمو ثروتها المجمدة في البنوك، لذا يجب على المرأة من أجل تطوير وضعها المالي أن تقتنع أولاً وتدرك أهمية تنمية الأموال في سوق الأسهم السعودية الذي يشكل المستقبل الحقيقي لتنمية رؤوس الأموال في ظل توفر وتدفق المعلومات الدقيقة والأنظمة الشفافة.
ويعتبر الاستثمار النسائي في مجال الأسهم من المجالات الجديدة بالنسبة للمرأة السعودية،التي بدأت تسعى إلى إثبات وجودها وكفاءتها، خاصة مع التغييرات الكثيرة التي لحقت بالمجتمع،صاحبتها تغيرات لوضع المرأة، وأصبحت تحتل المراكز القيادية في مجالات عديدة ومن بينها عالم الاستثمار المالي، لما تمتلكه من جرأة محسوبة وذكاء حاد وعقلية متفتحة وحسن تصرف، وتعامل مدروس مع المفاجآت التي كثيرا ما تحدث في سوق الأسهم، بجانب إلمامها بمهارات العصر كالقدرة على استخدام التقنيات الحديثة .
وتعتبر المكاسب التي حصلت عليها المرأة حديثاً،من حقوقها الطبيعية ما يعني أن سوق الأسهم وقطاع العقار كمجال استثمار نسائي جديد لن يكون الأخير، حيث إن المستقبل مازال يحمل في طياته الكثير من أجلها، إلا أن هناك بعض المعوقات التي يجب حلهاّ لتفعيل دور المرأة في هذا المجال،منها توفير أماكن خاصة للسيدات في سوق الأسهم يساعد المستثمرات على اكتساب مزيد من الخبرة خلال احتكاكهن المباشر بأجواء سوق الأسهم وقدرتهن على اتخاذ قراراتهن الاستثمارية في واحد من أكثر الأسواق تحقيقاً للعوائد والأرباح .
وأمام انتظار الجميع للنتائج التي سيتمخض عنها التجمع النسائي الكبير في الملتقى العقاري الأول، إلا أن من المؤكد أن هذا المهرجان وما طرح فيه من أوراق عمل عن نوعية الاستثمارات والبدائل المتاحة في الوقت الراهن، يبرهن على تنامي الدور الكبير للاستثمار النسائي في تدعيم مسيرة الاقتصاد الوطني، ما يتطلب ضرورة بدء الجهات ذات العلاقة في تسهيل الإجراءات أمام المستثمرات ومنحهن الثقة اللازمة وإلغاء النظرة القاصرة لهن .
في جريدة الرياض السعوديات ينجحن في تحريك الاموال النسائية بعقلية استثمارية
3
536
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


الصفحة الأخيرة
ياليت مثل هالملتقيات تشمل كل المناطق
مشكووورة نجود الخليج
:)