بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على أفضل خلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
في حياة كل إنسان جوانب مضيئة وجوانب مؤلمة - ولا أقول مظلمة - و هذه طبيعة الحياة البشرية ، فالدنيا ليست دار نعيمٍ دائم ، بل هي دار الابتلاء ، وهي المطبوعة على الكدر ، ويكفي في بيان ذلك قول الله تعالى : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }البلد4 ،قال المفسرون : أي لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.
فالإنسان يبدأ حياته طفلاً منطلقاً نحو حياةٍ ما إن يدرك حتى تُفاجئه أحداثها ، و تناله آلامها ، وبعض الناس تنصرم أيامه ولياليه وهو مازال تائهاً في بحور آلامه ،لم يعرف لنفسه هدفاً ، ولا وضوحَ لديه في رؤيته وتصوراته لما حوله ومن حوله ، ولا لما يستقبل في قادم الأيام.
لكن الحياة على قصرها يستطيع العاقل أن يتعايش فيها مع نفسه و مع الأحداث من حوله ومع الناس بصورة أفضل وبما يحقق له ولمن حوله أقصى ما يمكن تحقيقه من النجاح على كافة الأصعده .
كم أتألم حين أرى إنساناً يتألم ، ويزيد ألمي حين أرى أنه يمكنه التغلب على تلك الآلام لكنه لا يفعل ، أو لا يعرف كيف يكون ذلك ، أو ربما تلذذ باجترار آلامه والشكوى والأنين، والواجب علينا نحوه نصحه وتوجيهه للخروج مما هو فيه .
يتألم أكثر الناس لفقده بعض النعم التي يتشوق أن تتحقق له ، ولو نظر في نعم ربه الأخرى عليه ، و تَفَكَّرَ في تلك النعم التي تحققت له ولم تتحقق لغيره من الناس لما وسعه إلا أن يتوجه لربه بالحمد والثناء ، ولانشرح صدره وزادت طمأنينته .
إذاً ابحث عن الجوانب المضيئة في حياتك ، وتأمل النعم التي تتجدد لك ، ولا تركز على الآلام ، وافرح بما تراه من فضل الله عليك ورحمته بتوفيقه لك بأن جعلك مسلماً ، تابعاً لخير نبي محمد صلى الله عليه وسلم ، مهتدياً بخير كتاب ، قال تعالى : {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58.
لا تفكر في الإساءات التي جاءتك من الناس ، بل فكر في الناس الذين يحبونك ، الذين يسألون عنك ، ويتفقدون أخبارك باتصالاتهم أو مراسلاتهم ، أما الذين بدرت منهم الزلات نحوك فقابلهم بصدر سليم من الغل ، إياك أن تحمل حقداً عليهم ، فكما قال الشاعر :
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب
ويكفيك من ذلك حديث الرجل الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة فلما سئل عن أرجى عمله قال : ( إني أبيت حين أبيت وليس في قلبي غلٌ على مسلم ) .
اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً على مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ ، واعف عنا وعمن أساءوا إلينا أو أسأنا إليهم .
أنظر أمامك ولا تنظر إلى الخلف ، لا تنظر إلى الماضي نظرةً من يستعذب الآلام ، ويستجر الأحزان ، وارفع رأسك بنظرة تفاؤلٍ لقادم الأيام ، لا تهرب من واقعك مهما كان سيئاً بل حاول مواجهته والتغلب عليه .
كن قوياً بإيمانك ، بثقتك برحمة ربك ، ثم بثقتك بنفسك و بأنك قادرٌ على أن تتغلب على الصعوبات بالعمل الجاد .
<< لأمااااااااااااااانه منقوووووووووووول:26:
لاتنسوني من دعائكم:(
البدر_أقبلت @albdr_akblt
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
بارك الله فيك ياغالية ..