السلام عليكم
كنت في محاضرة تتحدث عن الطلاق في أحد مسارح الجامعات , وكان المحاضر الباحث الدكتور : علي الغامدي المتخصص في التربية الإجتماعية , كان الدكتور وهو يقدم محاضرته يتأنى فيها مندهشاً من واقع الحياة الزوجية هذه الايام , وأثناء تقديمه للمحاضرة وفجأة توقف قليلاً ثم استدرك فقال : استمعوا لهذه النسب ولاتستغربوا , 40 % من الزواجات في العام الماضي إنتهت بالطلاق , وفي دراسة أخرى لمركز الأمير سلمان الإجتماعي أن هناك 70 ألف عقد زواج تم كتابتها في عام واحد مقابل 13 ألف صك طلاق تم إصدارها. وفي مدينة الرياض خلال عام واحد تم عقد 8600 عقد نكاح مقابل 3 آلاف صك طلاق.
النسبة كما ترون مخيفة , وقد تتجاوز 40% وهذا يعني أن كل 100 زواج ينتهي منه 40 زواج بالطلاق ولاحول ولا قوة إلا بالله.
ما الأسباب التي أدت إلى الطلاق ؟
هذا السؤال الذي سأحاول قدر المستطاع الإجابة عليه , مستندةً في إجابتي على ما جاء في المحاضرة وبعض الدراسات المتخصصة في مثل هذه القضية.
السبب الأول: قلة الوازع الديني عند الطرفين أو أحدهما
هناك الكثير من الرجال والنساء يقبل على الحياة الزوجية وهو بعيدٌ كل البعد عن منهج القران والسنة. فتجدهم يميلون إلى المعاصي ومعاقرتها , لايخافون الله , ولايمتثلون لأمر نبيه صلى الله عليه وسلم. ينظرون للدنيا نظرة شهوة ولذة فقط , لايعرفون القران والسنة. وحينما يتزوجون , يستمرون في غيهم وملذاتهم المحرمة والمنحرفة عن المنهج المعتدل الذي بينه لنا الله سبحانه وتعالى بطاعة الله ورسوله. ومن أمثلة ما يقع فيه هذا الصنف ( الزنا , الخيانة أو العلاقات المحرمة , مداومة النظر للفضائيات الخبيثة والغناء ,.....الخ من المعاصي التي تجلب الشر للحياة الزوجية )
السبب الثاني : عدم تحمل المسؤولية
يقدم بعض الأزواج ( ذكوراً وإناثا ) على الحياة الزوجية وهم غير مهيئين لها. فالزوج قد يكون شاباً يافعاً رجلاً في نظر أهله , لكن عند الإختبار على أول محك للمسؤولية وهو محك الزواج تجد هذا الشاب غير قادر على تحمل المسؤولية , فهو كان يتصور بأن الزواج مجرد ليالي حمراء وسهر ونوم كما يصور ذلك الإعلام غالباً , لم يتصور الزوج المسكين أن الحياة فيها كبد ومشقة ولاتخلو من مشاكل أسرية يسهل تجاوزها بمنهج القران والسنة والحكمة والعقل , لم يعلموه أهله بأن الزواج فيه ماهو جميل وفيه ماهو مكدر , ظنوا أن إبنهم عندما يبلغ 25 مثلاً أصبح مهيئاً للزواج , لكنهم لم يسعفوه خلال ال25 سنة بما يساعده على تحمل المسؤولية من تدريب على التقى والعفاف والرجولة بما تعنيه الكلمة من معنى.
كذلك الزوجة , عدم إلمامها بالواجبات المنزلية أوقعها في حرجٍ شديد في حياتها الزوجية , فهي لم تتدرب بما فيه الكفاية على تحمل المسؤولية من معرفة لواجبات وحقوق الزوج , والطبخ , وإدارة شؤون المنزل , والتزين للزوج , وإظهار المودة والإحترام...الخ
السبب الثالث : المحبة
نعم المحبة , فللأسف أن الكثير تلقى فن المحبة من مصادر خبيثة كالفضائيات ومافيها من أفلام ومسلسلات هدامه ومنحرفه تدعوا للرذيلة والخيانات الزوجية. المحبة في نظر تلك المصادر , غزل , خيانة , تعري في اللبس ,لفت نظر الآخرين , علاقات محرمة قبل الزواج...الخ من الافكار المنحطة والتي تهدم الحياة الزوجية بأسرع وقت وفي أي وقت.
المحبة الحقيقية هي محبة الله ورسوله أولاً , ثم يليها محبة البشر من الوالدين والزوج والإبن. هذه هي المحبة السوية المعتدلة والتي تأخذ بسفينة الزواج إلى بر الأمان والسعادة.
المحبة الحقيقية تأتي مع العشرة , لاتأتي عن طريق الحرام كالعلاقات المحرمة.
السبب الرابع : العادات والممارسات والإختيارات السيئة
وهذه النقطة تشتمل على عدة نقاط وهي :
أولاً : العادات السيئة في الزواج , كعدم السماح للزوج بالرؤية الشرعية , وتزويج المرأة بدون أخذ إذنها.
ثانياً : الإستخدام السيء للنت والهاتف , فالكثير أساء إستخدامهما وجعلهما للعلاقات المحرمة واللهو في الحرام.
ثالثاً : سوء أخلاق الزوج أو الزوجة , وعدم إظهار المحبة والإحترام والصبر.
رابعاً : تدخل الأهل أو الأصدقاء في الحياة الزوجية , فكثير من الأزواج يسمح للآخرين بمعرفة تفاصيل حياتهم الزوجية وقد يطلعهم على بعض التفاصيل الخاصة كما يحدث غالباً في أواسط النساء وهذا يجلب الشر للزوجين فحينها قد تتسلط الأنفس والأعين عليهما وقد يصاب أحد الزوجين بالعين أو السحر. ولو أن الحياة الزوجية بقيت سراً بين الزوجين لما تمكن شياطين الإنس والجن من إقتحام حياتهما الزوجية.
خامساً : العمل , فالزوج الذي يعمل طويلاً خارج المنزل عليه تعويض ذلك الغياب لزوجته وأبناءه بالتقرب لهم ومحبتهم والترويح عنهم , كذلك الزوجة التي تعمل , عليها تعويض غيابها عن المنزل بأن تشعر زوجها بأنها ليست بعيدة عنه ولا عن أطفالها ومنزلها , فالبيت مقدم على العمل في كل الأحوال. ولاتعتقد الزوجة أنها بمجرد حصولها على راتب أنها قد تستغني عن زوجها فتميل نفسها للكسل ثم تصاب بالملل من الحياة الزوجية ,
سادساً: الملل من الطرف الآخر , فالواجب على الزوجين تجديد محبتهما وطرد الملل من حياتهما , فمن طبيعة البشر أن الرجل يميل للأنثى , والأنثى تميل للرجل , وديينا الحنيف هذب هذه العلاقة , وجعل أسمى العلاقات هي العلاقة الزوجية , فالمودة والرحمة لاتكون إلا بين الزوجين , وأخطأ من قال بأن هناك مودة ورحمة بين المتحابين بالحرام لأن محبتهم من عمل الشيطان والثقة بينهما منعدمة وكل طرف منهما يعرف أن الآخر خائن ولايثق به.
سابعاً: ليحذر الزوجين من رفقة السوء , فكل قرين بالمقارن يقتدي , فالرفقة السيئة قد تجلب الشر للزوجين , فالزوج عليه أن لايسهر خارج منزله , فالأولى بالسهر المباح أهل بيته. والزوجة لتحذر من رفقة السوء وكثرة الخروج من البيت بسبب أو بدون سبب , فنحن في عصر كثر فيه خروج المرأة بدون سبب ضروري للأسواق العامة مجمع الشياطين وكأن الأسواق دار متعة وترفيه.
وأخيراً..
إجتهدت في بيان أسباب الطلاق والتي أرى أنه من المهم أن يطلع عليها الجميع لكي يحذروا منها , كما أتمنى أن يتم طرح هذه الاسباب والتحذير منها أمام جميع ابناءنا وبناتنا وأصدقاءنا وجميع من نحب , فذلك دليل على الوعي والمحبة والصدق والأمانه العلمية لأن من علم شيء فيه خير للناس فليعمل به وليبلغه من يعرف.
هذا ما دونه قلمي أثناء المحاضرة من أسباب تقف خلف الطلاق , وهناك تفاصيل كثيرة تطرق لها الباحث , حاولت في هذا الموضوع جمعها وإدراجها تحت بعض الاسباب الرئيسية من باب التسهيل وعدم الإطالة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
وحفظنا وإياكم من مضلات الأمور ماظهر منها وما بطن
ورزقنا وإياكم حياةً زوجيةً هنيئةً سعيدةً بعيدة عن ما يكدرها

مسلمة موحدة @mslm_mohd
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يرفع للأهميه
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى