مناير العز

مناير العز @mnayr_alaaz

عضوة شرف في عالم حواء

في دمـشـ ـ ـ ــق هناك النفس تشتاق

الأدب النبطي والفصيح

تم تعديل الموضوع وحذف الردود غير المناسبة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المعذرة لمن لا يعجبه الموضوع فهو مجرد تسجيل لأحداث سفرتنا

في الطائرة أجلس بجانب زوجي بينما يلعب صغيري في حضني ويحاول تناول مسند المقعد أو جر أي شي تطوله يده،

المضيفة الآسيوية تداعبه ثم تحضر له هدية من الخطوط السعودية ثم تأخذه لتلاعبه في مقعد ليس ببعيد عنا

أتطلع من النافذة لأرى الأجواء الشامية فكم تمنيت أن أعيش هذهـ الأجواء وكم تخيلت نفسي في أرض الشام بين صلاح الدين وتدمر زنوبيا وقلعة حلب والجامع الأموي

لكم تمنيت أن تطأ قدماي الأراضي الشامية أرض الحضارات وأرض الأنبياء وأرض الأمويين

أحسست أني أعود في الزمن الغابر لأعيش زمانهم الجميل والماضي الفخور بأصحابه يوم كان المسلمون أرقى الأمم وأكثرهم عزا وأقواهم سلطانا

هاهي دمشق تلوح بخضرتها ومبانيها وبعض الجبال الغربية التي تشرف عليها

- إنها أقدم مدينة في العالم < زوجي يقول
- صحيح؟
- نعم هي أقدم مدينة فهي عتيقة جداً
- أحس بالفخر أني أزور أقدم المدن على الإطلاق
- إن شاء الله تعجبك .. فأنت التي اخترتها لنسافر إليها
- صحيح .. أحب أرض الشام ... كل شيء يكتب فيها .. القصص ، التاريخ ، الدول ، الآثار
حتى مشرفتي وبعض صديقاتي شاميات

تذكرت قول زميلتي في العمل وهي تقول: الشام برد خذي معك ملابس ولبسي ابنك من شان ما يصيبكن برد
فلبست أنا وولدي من مطار الرياض وكانت الصدمة الأولى............!

نزلنا في مطار دمشق الدولي والذي ليس له من الدولية والعالمية إلا اسمه فهو متواضع جدا

وما إن خرجنا حتى استقبلتنا الشمس الحارة وأنا وولدي نكاد نختنق من الملابس والحر وركبنا التاكسي وسار بنا إلى دمشق أو الشام كما يسمونها

عيناي لا تزالان معلقتان بالسائق الذي لم يشغل المكيف بينما نختنق في الخلف

ولم تتحولان عنه إلا عندما اقتربنا من الشام وأخيراً دخلناها

صدمت بمنظر المباني المتهالكة والقديمة على جانبي الطريق وأخذت أبحث عن شيء جديد شيء عن طرق واسعة ....!

أين هي طرقات العاصمة الواسعة ؟...

لا شيء غير الطرق الملتوية والمباني السكنية القديمة حتى وصلنا فندق الفور سيزون ... نظر إليه السائق وبما إننا سعوديون قال: هاي فندق الفور سيزون تبع الأمير الوليد ... هاي غالي الليلة بعشرتالاف ليرة .... وهز زوجي رأسه بلا مبالاة فهو ليس مقصدنا

بعد عدة منعطفات وصلنا للمريديان وقبل أن أقرأ اسمه عرفته من شكله المثلث

دخلنا الفندق وسحبت نفساً عميقاً من هواءه البارد وجلست في البهو حتى ننهي إجراءات السكن

**********************************

من شرفة الفندق في الدور الثامن نظرت إلى سماء دمشق ...

يبدو أننا في القسم القديم منها كل ما أمامي مباني سكنية قديمة تزدحم أسطحها بالصحون الفضائية ، وشرفاتها تكاد تغطيها حبال الغسيل ...

إنه منظر غريب علي وفي نفس الوقت ينبش في ذاكرتي صورة قديمة لشرفة بيتنا قديما عندما كنت في الصف الأول الابتدائي

دخلت إلى الغرفة ليسألني زوجي: ها.... ما تبين ننزل والا نطلع ... الحين الظهر وباقي وقت طويل قبل الليل
- ياللا ننزل
وحملت ابني ونزلنا

وسألنا عن أقرب مكان ممكن نذهب إليه فدلونا على سوق الحمراء
عندها تذكرت حي الحمراء عندنا بالرياض حي راقي فظننت السوق جديد وراقي كحمرائنا

وصلنا إلى شارع تصطف على جانبيه بعض المحلات التجارية وبعض محال الخضار وبقالات ويسمونها هناك (غذائيات)

وسأل زوجي عن سوق الحمراء
فرد عليه شاب شامي وهو يضحك: أنت الآن في سوق الحمراء .. هاي الشارع قدامك بطوله كله سوق تسوق يابي على كيفك
قلت لزوجي: لا بأس أنا أحب الأسواق الشعبية فيها تتغير عن أسواقنا ... أنا أحب التغيير

هز رأسه بالموافقة ولم نكد ندخل السوق حتى ظننتني في حراج، كل واحد من أصحاب المحلات ينادي على بضاعته بينما لم أعتد هذا النوع من التسوق ...

ويجري صبي ذو عشر سنوات تجاهي وهو يقول: تفضلي خانو
عندي قلابيات بتعجبك وربي
تفضلي ماتكسفيني
الله وكيلك خانو

ويسحبني للداخل وأنا أقول في نفسي كلمة ترددها أمي طويلا (مالت على عيالنا ما يعرفون يتصرفون)
ورحمته فابتعت منه جلابية لأمي

حلفت بعدها أن لا أتبع أحدا من هؤلاء الذين يحرجون على بضاعتهم فمشترياتي حددتها مسبقا وكتبت لها ميزانية وسألت صديقتي الشامية عن تكلفتها وأماكن بيعها

تجولنا إلى الليل وتناولنا العشاء في أحد المطاعم التي تقدم خدماتها على الرصيف بينما نحن ننظر للميدان الأخضر يتوسطه تمثال لحافظ الأسد

لو طلبتم مني رسم صورته وابنه بشار لرسمتها من كثرة صورهما المعلقة في كل مكان حتى على أنوار الشارع

عدنا إلى الفندق وقد اسودت ملابسي من الشارع واختنق أنفي من الدخان الذي يملأ كل زاوية في الشام (فهم يدخنون بشراهة وبكثرة كل مكان أدخله أكاد فيه لا أتنفس من الدخان)

***************************

أغمضت عيني على السرير في الفندق وإحساس بالندم يخالطني
هل هذا ما قدمت لأجله ..؟

الجو حار ولا بد من مكيف فنحن في أغسطس والمدينة قديمة والسوق قديم والدخان يتنفس في كل زاوية وتنهدت وأنا أحاول أن ألتمس عذرا لدمشق على هذا الاستقبال

(القديم ليس فيه عيب بل إن القديم يتفوق على الحديث أحيانا كالمزارات الأثرية)ثم نمت

في الغد اتصل زوجي بأحد معارفه وهو سائق تاكسي لينظم معه رحلات سياحية خلال الأيام القادمة
وأنا أقول له عندما كان يكلمه: أول شي الجامع الأموي... أهم شي الجامع الأموي .. لا تنسى

وفعلا كانت أولى رحلاتنا للجامع الأموي

وهو أكثر شيء أحببته في دمشق

مهما رأيت من صور للجامع الأموي في أي وسيلة إعلامية ليس مثل الدخول إليه وتأمل سقفه العالي والمزخرف والمذهب

ليس مثل الدخول من بابه عندما تقف لتخلع حذائك وعتبة مرتفعة بطول الشبرين تتوسطه وكأنها تقول لا تتعداني إلا حافياً

ليس مثل الصلاة على سجاده بينما لا أحد يعترضك أو ينهاك عن إدخال مشترياتك أو أطفالك

ليس مثل الوقف في باحته والذهاب إلى المواضئ ولبسك القبقاب

وليس مثل التجول في المحال التجارية حوله وخاصة سوق الحميدية ومثل التقاط صورة بجانب قلعة صلاح الدين

كل ذلك لن تعرف قيمته مالم تتجول فيه

الحميدية ذلك السوق الذي يذكرني بالحج... زحام وممرات ضيقة وبضاعة قديمة في الغالب

حتى بائع العرقسوس صورت بجانبه ولكن لم تكن لدي الجرأة لتذوق ذلك المشروب.. أحس بالندم على ذلك

الذي أوقفني فعلا وجعلني مثل الأطفال هو عصير التوت!

فتنني مذاقه اللذيذ وبرودته التي تطفئ الحر .. وأشرب منه بينما ينظر إلي زوجي (العصري) باشمئزاز فهو لا يحب الباعة المتجولين خاصة إذا كان ما يبيعونه طعاما

وأقف مرة أخرى عند بائع خبز بالتمر (أظنه كذلك أو فطائر) وزوجي يقول لا فائدة منها فغرامها أن تعيش هذهـ المرأة مع الباعة المتجولين

كل ذلك أخذ من وقتنا عدة أيام .. فأنا كل يوم أقترح عليه أن نذهب للجامع الأموي وسوق المحمدية ظناً مني أني أعود في آلة الزمن قروناً عديدة أو كأني دخلت في إحدى المسلسلات السورية (باب الحارة) مثلاً

سأشتاق إليكم....> طبعا الجامع والسوق

******************************

ضواحي دمشق

أخذنا السائق في بعض جولاتنا إلى ضواحي أو كما يكتبون على لوحات سياراتهم ريف دمشق فذهبنا إلى الزبداني وبلودان كما أوصتني صديقتي

وهناك رأيت السيارات الخليجية بكثرة حيث يستأجرون فيلا ومزرعة وهناك يقضون الصيف

وشربت من نبع الماء هناك لقد كان لذيذا سائغا أحس فعلا أنه ماء صاف وليس مصنّع

وتجولنا في بيت جن والمزيريب وجبل قاسيون ودرعا حيث الحدود الأردنية بجانب الوادي الخالد وكأنه هوة عميقة بين الجبال المتراكمة حوله

وفي كل جولاتنا تحتضننا مزارع العنب والتفاح والزيتون والكمثرى والتين (طعمه هناك شيء آخر، لن تحس به إلا في ذلك المكان) وفواكه أخرى

ووصلنا البساتين التي لم أفهمها حتى رأيتها فهي تقع شمال دمشق وتذكرت أنها دائما ما تتردد هذهـ الكلمة في المسلسلات السورية القديمة وكأنها شيء خارج دمشق

أجواء الريف جميلة وناسها البسطاء بلباسهم التقليدي وبيوتهم الشعبية وأطفالهم الذين ينتشرون في الشارع ونسائهم اللائي يجلسن على حافة بيوتهن ..

كل ذلك يعود بك لصورة الريف البسيط الخالي من تعقيدات المدنية

********************************

من يحب الأكل يذهب للشام

وخاصة الحمص والتبولة مثل زوجي
أو المشويات والكبة مثلي أنا

أو البقلاوة والحلويات الشامية وما ألذها
أو المكسرات الطازجة وأين أمي منها؟

الفستق وما أدراك ما الفستق ، يقول زوجي أن موسمه عندهم مثل موسم التمر عندنا وهذا ما يفسر كثرته في حلوياتهم

أو المقدوس والزيتون وزيت الزيتون
والزعتر وهو الشيء الذي نسيت أن أشتريه

ومن منا لا يحب كل هذا؟

الحق أننا جميعا ندين لأهل الشام بفضلهم في هذا المجال

وهناك أشياء لا نعرفها في قائمة الطعام في المطعم ولكن لم تكن لدينا روح المغامرة لنطلبها خصوصا وأننا فّلسنا من كثرة ما نبقششهم !!

لا نمشي إلا بالبقشيش وبعضهم يأخذ فوق حقه بالتحايل علينا عندما لا تكون معنا فكة فلا يرد ما تبقى من المال بحجج واهية ،لا أفهم منها إلا كلمة واحدة وهي (ضرائب)..!

***********************

الوجه الآخر

الوجه الجديد لدمشق لم نلحظه إلا عندما انتقلنا للسكن في شقة في مزة جبل وكأن دمشق تتنفس من تلك الناحية

فهناك في غربها الأحياء جديدة ونظيفة والشقة التي سكنا فيها راقية وجميلة وبالقرب منها سوق جديد ومكيف والشوارع تتسع قليلا ولعلها تسمى عندهم (أوتستراد) بدلا من السريع

***************************

في دمشق ارفع راسك ... لترى طولها في القِدم

لـ ترى تاريخها الطويل الضارب في القدم

ولــ ترى أسطح البنايات بصحونها المتراكبة على رأسها

ولـ ترى بعض المراصد العسكرية على قمم جبالها!

ستنشغل بالنظر إلى جدرانها التي رممت ، فأغلب البنايات ترمم من الأسفل أو المحل التجاري يزينها أو قد تنزل إليه في القبو .. ولكن لن تصعد لتجد محلا تجاريا إلا قليلا

ستنشغل بالنظر إلى أرصفتها الواسعة بجانب الشارع الضيق ، .... وقد ضحك زوجي عندما فسرت له ذلك بقولي: لأنهم ناس يمشون أكثر، وحنا ناس نركب السيارات ولا نعرف نمشي ومعذورة حكومتنا لو شالت الأرصفة عندنا

في دمشق لا ترفع رأسك فوق لا تمش متعاليا فليس هناك ما يدعوك للكبرياء

وليس في صالحك أن تظهر بمظهر الأغنياء لأن البقشيش سيذبح جيبك!

وقد اتفقت أنا وزوجي أن نتنكر في سوريا فهو يلبس بنطالا وقميصا وكاد يشتري سروال الشاميين الواسع وما رده عن ذلك إلا كيفية لبسه ...!

بينما نجحت أنا في ذلك .. بالطبع يعرفون أنني أجنبية ولكن لم يعرفوا أني خليجية بسبب لبسي البسيط جدا ونقابي المتهالك

وقد عذرتهم في ذلك فالخليجيون هناك تتزين نساؤهم بالعبايات المطرزة والكعوب العالية والكحل في العينين ... بينما أنتعل في قدمي نعالا مثل الذي تلبسه عجائزهم:)

في العودة في المطار لبس زوجي قبل ذلك الثوب السعودي:arb: وحملنا حقائبنا القلائل بينما تقف أمامنا عائلة قطرية معها 14 حقيبة من غير الكراتين!!

وعند موظف الجمارك يهمس لزوجي بخبث عندما رأى معنا طفلا واحدا وذي خدين ورديين : هل زوجتك شامية؟
قال زوجي: لا
قال: ولييييييييييييييش؟

كدت أن أقول وقتها ليش تخنق رقبتك وش دخلك فينا؟؟؟؟:angry2:
كلش والا هالطاري الحين يفتح على زوجي باب مسكر ...

صدقت بنت خالتي يوم قالت ما تنفع لكم سوريا ... تنفع للعوائل أكثر

أظنني كتبت تقرير عن زيارتي لسوريا ولو أنها تنقصها بعض الصور ولكن أحاول أن أزودكم بها
وسيفيد هذا الموضوع كل من أرادت زيارة الشام ولها عندي نصائح فلتطلبها

******************************

دمشق

أحببت ماءك العذب
حتى الشاي فيه له نكهة ومذاق خاص
أحببت شرفة المنزل الذي نزلناه
أحببت جامعك الأموي
أحببت نكهة الماضي على جدران المباني الأثرية
ومرأى البساتين
وفاكهتك
أحببت طعامك
وريفك
وجبالك
وينابيع الماء ووديانك
رغم اختناق جوك بالدخان
وكثرة السياح وتبذلهم في اللبس
وتمنن أصحاب التاكسي فهم لا يقفون لنا
ورغم الموسيقى المزعجة المدندنة في زواياك
وضيق طرقاتك

*******************************

الرياض

لا توصف فرحتي بالعودة لدياري
أحبك بشوارعك الفسيحة
بنقاء جوك
بمبانيك الحديثة
فأنت عاصمة وليدة
شابة وأنيقة
أحبك
وأحب بيتي وأقارب
وأحب أسواقك
وبرك الخالي
أحب جوك رغم حرارته
أحب سكناك وكفى
رعاك الله
وأنعم عليك بأمنه وأمانه
وجميع بلاد المسلمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
11
960

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

bluerose.2003
bluerose.2003
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
نعم أخيتي ... ****
يسير الدمشقي مرفوع الرأس عاليا لأنه جمع في بلده ما بين التراث والحضارة ، تراثه في مدينته القديمة وحضارته في مدنه وعاصمته ..... ****
مناير العز
مناير العز
كيووت

هلا بك ...
=======================
عيون الكون هلا بك

والله يبارك في دمشق اللي خلتنا نسمع أصواتكم ونستفيد منكم

=====================
::الـريــــــــم::
حبيبتي منااير العز.....انا سمعت كثير عن دمشق..من اختي راحت لها 3 مراات..
ومعجبتها مرررره...مو ضروري اروح لبلدة ....تكوون عمايرها كل وحدة تنافس الثانيه..
او كلها ناطحاات سحب...يكفي تعاملهم الراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع..اللي مافي مثله بكل البلداان....

يكفيك كماان تروحي لبيوتهم الشاااميه >>>اللي فيها أرض الدياار>>>>وحده سوريه >>>>خخخخخخخ!!

والله من يوم ماشفت مسلسل بااب الحارة..جن جنووووووووووووني ..تمنيت اعيش ببيت مثل بيوتهم....يااختي يوسع صدرك مررررة....
ولا كلامهم اللي بينأط عسل ..................
_________________
كيوووووووت
كيوووووووت
هلا بك مناير العز بصراحة انا زرت اماكن كثيرة لكن مثل سوريا ماشفت
*عيــ الكوون ــون*
هلا بك مناير العز بصراحة انا زرت اماكن كثيرة لكن مثل سوريا ماشفت
هلا بك مناير العز بصراحة انا زرت اماكن كثيرة لكن مثل سوريا ماشفت
مشكوره غاليتي مناير العز عاى تقريرك


ودمت بود ,,,