(1)
من المعلوم أن العطور المقلدة تشكل خطورة علــى صحة الإنسان
وتشكل كذلك خطورة على الاقتصاد الوطني
وقد تذكرت ما بثته وكالة الأنباء السعودية قبل زمن عن ضبط الجهات المختصة ومصادرتها وإتلافها
أربعمائة وتسعة وعشرين ألف عبوة كماليات وعطورات مغشوشة ومقلدة
وضبطها كذلك أكثر من أربعة عشر مليون مغلف وستكر وعبوة فارغة خلال عام 1428هـ
معدة للغش التجاري في مجال العطور
وبالطبع العمالة الأجنبية هي في الغالب من يمتهن هذا النشاط المربح
والضحية هو المستهلك الذي لا يستطيع التمييز بين العطور الأصلية والمقلدة
والمشكلة أن التقليد وصل إلى الماركات العالمية من خلال الاحتفاظ بالاسم التجاري
مع التغيير التام لمادة العطر الأساسية وهو ما يصعب كشفة من قبل المستهلك العادي
،،،،،،،،،،،،،،،
(2)
بل وهناك من يقوم بإعادة تعبئة زجاجات العطور الأصلية بعد غسلها بعطور مغشوشة
وبيعها بعد ذلك بمبالغ زهيدة ومغرية
وأذكر أنني ذهبت إلى مجمع تجاري شهير في مدينة الرياض
يحوي بين طياته العديد من محلات العطور التي تبيع عطورات مركبة ومقلدة لماركات عالمية شهيرة
حيث تستخدم مادة الميثانول السام في تخفيف مادة العطر المركزة
وللأسف أنها تجد إقبالاً شديداً
بل إن البعض يشتري قنينة العطر المركز سعة خمسمائة جرام بحدود المائة والخمسين ريالاً
ومحلول الميثانول بخمسة عشر ريالاً وعدد من زجاجات العطر الفارغة
ويقوم بتركيب العطر من خلال ملء نصف الزجاجة بالعطر المركز
والنصف الآخر بمحلول الميثانول والقليل من مادة مثبتة للعطر
ليبيع بعد ذلك زجاجة العطر سعة ثلاثين ملليتر بعشرة أو خمسة عشر ريال إن لم يكن أكثر عند المساجد
والمطاعم والمراكز التجارية محققاً ربحاً يصل إلى الألف في المائة وهو مبلغ خرافي
لمن كان عنده جَلدٌ وصبر ومن يمارس ذلك هم مواطنون وأجانب على السواء
،،،،،،،،،،،،،،،،
(3)
ومثل هؤلاء الذين يتاجرون بحياة الناس وصحتهم
البعض منهم لا يهمه ذلك والبعض الآخر لا يدرك مدى خطورة هذه المواد المستخدمة
مع أنني قرأت أن هذه المواد قد تتسبب في عقم مستخدمها
وفي أضعف الأحوال ربما تضعف خصوبته
حيث تتفاعل جميع المواد التي في زجاجة العطر مكونة مواد ضارة غير صالحة للاستعمال الآدمي
وبالتالي فيمكنها أن تقتل الحيوانات المنوية وتؤثر على الإنجاب
ويمكنها أن تتسبب في التهابات جلدية
وأمراض صدرية
والعديد من حالات الصداع الغير معروفة السبب
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(4)
ومن الغريب أن البعض يضع العطور على جسمه
وفي ملابسه حتى الداخلية منها
مع أن العديد من العطور تستخدم كمواد لتطهير الجروح وقتل الميكروبات
حيث العديد من العطور تكون مشتقة من البترول
كما أن البعض يستخدم مزيلات العرق العطرية في أماكن حساسة من الجسم
وهو غير مدرك لخطورة ما يفعل
كما أن البعض لا تدخل منزله الشمس أبداً ولا الهواء
وتجده يستخدم معطرات الجو الرخيصة الثمن التي تجدها متوفرة بكميات كبيرة في محلات أبو ريالين وغيرها
وهي غير معروفة المصدر ليتنفس جميع أسرته هذه السموم طوال اليوم
التي تتراكم في أجسادهم مكونة أوراماً سرطانية قد تظهر في أي لحظة
،،،،،،،،،،،،،،،
(5)
ولا يعني ذلك الامتناع عن استخدام العطور
فالعطور من الأمور المحببة للنفس
وتعتبر من مكملات الجمال للمرأة أو الرجل على السواء
ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عنها خاصة في الصيف
بل وحسب دراسة علمية نشرت قبل مدة تم الكشف عن فوائد للعطور
تجعل منها علاجاً فعالاً لكثير من الأمراض النفسية والعصبية
مثل الاكتئاب
وضيقة الصدر
كما اكتشف أنها تساهم في زرع البهجة والانشراح
وتزيد الثقة بالنفس
بل وحسب ما قرأت أن هناك مصحات استخدمت العطور في علاج مدمني التدخين
وكذلك الذين يعانون من البدانة والوزن الزائد
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(6)
ومن أجمل الدراسات النفسية التي قرأت عنها ولا أجزم بصحتها
أن الرجل الذي يحب العطور الكلاسيكية فيتميز بعشقه لحاضره وعدم نسيانه لماضيه وارتباطه كذلك بجذوره
أما الذي يحب العطور الرومانسية فهو يستطيع أن يمنح زوجته والعكس البهجة والحياة الحلوة والاستقرار
أما من يحب العطور النفاذة والقوية فهو متهم بحب نفسه ونرجسيته الطاغية
،،،،،،،،،،،،،،،،،
(7)
وكما أن العديد من العطور السائلة لها خطورتها فكذلك العطور الصلبة
كالعود ( الطيب ) الذي تعتبر المملكة ودول الخليج أكثر الدول استهلاكاً له
حيث تصل كمية ما تستهلكه المملكة إلى ثلثي ما هو موجود في السوق العالمي
إلا أن الغش وصل إليه فأصبح يضاف للعود مادة الرصاص لزيادة وزنه
وعندما يتعرض للحرارة ويبدأ في الاحتراق فهو يصدر مادة سامة
كما أن هناك خلطات سواء صلبة أو سائلة مستخرجة من العود
ومكوناتها غير معروفة
وغير معلنة
وهذا ما يزيد من خطورتها على الصحة العامة
ومما قرأت أن دراسات أثبتت أن الدخان المنبعث من حرق العود
قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان حيث يحتوي على أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون
وهو ما يجعل تأثيره يزيد على أثر الدخان وعوادم السيارات
فكيف به وهو مشبع بمادة الرصاص التي تعتبر مادة سامة لها أضرار كثيرة وكبيرة
حيث يمكنها أن تؤدي إلى التهاب وشلل الأعصاب وكذلك لآلام باطنية موجعة ومبرحة
،،،،،،،،،،،،،،،،،
(8)
والمشكلة الكبرى أن البعض يحلو له استخدام العود بكثرة في المساجد
خاصة في شهر رمضان ويكون المسجد مغلق النوافذ
مما يلحق الأذى بمن يعاني من مرض الربو
ومن يعاني من حساسية الجيوب الأنفية
بل البعض يستنشق الدخان المنبعث من العود من المبخرة (المدخن ) بتلذذ غريب
مما قد يؤذي الجهاز التنفسي وبقية أجزاء الجسم كما أن هناك سرطانات ظهرت في كبار السن
دون سبب وقد يكون هو سبب ذلك خاصة أنه في الوقت الحاضر لا فرق كبير بينه وبين السجائر
،،،،،،،،،،،،
(9)
ومما قرأت أن الاستخدام المفرط للعطور والبخور
قد يؤدي إلى اختلاف درجات حرارة الجسم واضطرابها
وهو ما يجعل الشخص يتعرض لنزلات البرد المتكررة
بل إن المسك الذي له قيمته وتقديره لدى معشر النساء له خطورته أيضاً
حيث قد يتسبب في اضطراب هرمونات الجسم
خاصة عندما تكثر بعض النساء من استخدامه ودهنه في أجزاء خاصة من أجسادهن بعد الدورة الشهرية
،،،،،،،،،،،،،،،
(10)
ومن المعلومات التي استغربت منها
أن استخدام المرأة الحامل للعطور المغشوشة والبخور الرديء المحتوي على مواد سامة
يمكنه أن يتسبب في إجهاض حملها
خاصة في الثلاثة شهور الأولى من الحمل بالذات عندما يكون عندها قابلية للإجهاض
،،،،،،،،،،،،،،،،،
(11)
ومن أطرف ما قرأت أن هناك جمعيات مناهضة للعطور
وتحمل شعاراً مشابهاً للشعار الذي تحمله الجمعيات المناهضة للتدخين
حيث تحمل شعار : ( إذا كان من حقك أن تتعطر فمن حقي أن أتنفس هواءً نظيفاً )
على وزن : ( إذا كان من حقك أن تدخن فمن حقي أن أتنفس هواءً نظيفاً ) .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،
،،،،
متفائلة للابد @mtfayl_llabd_2
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
أستغفرالله الذي لاإله الاهو الحي القيوم وأتوب إليه