اكتم الونة @aktm_alon
محررة ماسية
في زماننا صحابي وصحابية
بقلم/ أ.جاسم محمد المطوع
قرأت كثيراً في كتب سير الصحابة والتابعين أن أحدهم رزق بمبلغ من المال فظل مهموماً حتى تصدق به كله وارتاح بعد ذلك، وكم قرأنا عن زوج لم ينم طوال الليل بسبب التفكير في المال الذي جاءه وكيف أن زوجته ساعدته في التخلص من هذا الهم من خلال توزيعه على الفقراء والمساكين، ولكن أن يحدث هذا الحدث في زماننا، ومع أقرب الأصدقاء إليّ، فهذا ما لم أتوقعه أبداً.
يقول لي صاحبي الذي أعتبره وزوجته من أهل الآخرة، وقد مضى على زواجهما أكثر من أربعين سنة وهما يعملان في طاعة الله تعالى، وقد حبب الله إليهما العمل الخيري وخدمة المسلمين حتى أصبح عندهما العمل التطوعي هواية، وقد دخل الإسلام عدد كبير على يد هذه العائلة.
يقول لي:
إن والد زوجتي توفي منذ فترة وكان نصيب زوجتي من الميراث مبلغاً يكتب بستة أرقام، ويعني بذلك أكثر من (مليون دينار)، وظلت زوجتي مهمومة بعد استلامها هذا المبلغ ولا تعرف ماذا تفعل به، وبدأ يصف لي مشاعرها وهي تفكر في العمل، ويتحدث عن الهم الذي أصابها حتى كانت لا تنام الليل أحياناً، ولم تطمئن وتستقر وترتاح حتى وزعت هذا المبلغ على الفقراء والمساكين بعدما أخذت منه حاجتها، ثم بدأ يصف لي شعورها بعدما عملت هذا العمل، وكيف أنها سعيدة جدا بهذا العطاء، وأنها أصبحت مستقرة بعدما رجعت حياتها كما كانت.
وقد شجعها زوجها على هذا الموقف وهذا التصرف وهما في كامل سعادتهما.
من يصدق مثل هذه الروايات في مثل هذا الزمن الذي نعيش فيه، والذي أصبح معيار تقييم الفرد فيه لا على ما يعلم وإنما على ما في جيبه.
نعم ما زالت الأمة بخير، وما زالت العلاقات الزوجية بخير، وما زال للسعادة طرق كثيرة ما على الزوجين إلا اختيار إحداها.
ونسأل الله تعالى لهذه العائلة دوام السعادة والاستمرار في حب العمل الخيري.
نعم في زماننا صحابي وصحابية.
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } آل عمران/142
العقلاء يستحيون أن يطلبوا السلعة الغالية بالثمن التافه -
وهم يبدون استعدادهم للتضحية بأنفسهم في سبيل ما ينشدون -
إلا أن الاستعداد أيام الأمن يجب أن لا يزول أيام الروع .
••••••••••
" العقل الصحيح هو الذي يعقل صاحبه عن الوقوع فيما لا ينبغي ،
كما قال تعالى { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } الملك/10
أما العقل الذي لا يزجر صاحبه عما لا ينبغي،
فهو عقل دنيوي يعيش به صاحبه ، وليس هو العقل بمعنى الكلمة " .
••••••••••
{ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ }
ومناسبة الآيتين لبعضهما
أن بعثرة ما في القبور إخراج للأجساد من بواطن الأرض ،
وتحصيل ما في الصدور إخراج لما تكنه فيها ،
فالبعثرة بعثرة ما في القبور عما تكنه الأرض ،
وهنا عما يكنه الصدر ،
والتناسب بينهما ظاهر.
••••••••••
" في قوله تعالى: { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } النساء/48
نعمة عظيمة من وجهين :
أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصرا .
والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع " .
12
756
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شـمـعـة الدرب
•
بارك الله في الأستاذ جاسم المطوع وفقه الله ووفق صاحبة الموضوع
الصفحة الأخيرة