في زمن العقوق

الملتقى العام

لماذا في زمننا هذا يكثر فيه عقوق الأبناء لوالديهم ؟

قد يكون السبب التقنيات الجديدة التي ظهرت افسدت جيل اليوم و ألهتهم عن والديهم و اهليهم

مثلا, و قلة الوازع الديني عند الكثير من الناس جعلتهم لا يتحملون نصيحة اهلهم لهم و يشعرون

انهم شوكة بحلوقهم .



لا احد يستطيع ان ينكر ان بعض الأمهات و الآباء لا يستحقون هذه الكلمات لأهمالهم لأبنائهم

و هجرهم لهم و لكن هذا لا يعني ان ليس لهم حقوق فالله الذي يتولاهم , و بالرغم من هذا ندعو

لهم و نحسن اليهم و نتحلى بالأخلاق التي علمنا اياها نبينا صلى الله عليه و سلم .




و للعقوق صور كثيرة منها : ان تجد الابن يرفع صوته على والديه او يرد عليهم بوقاحة اذا لم يعجبه

كلامهم او يترفع عنهم و يتكبر عليهم لأي سبب من الأسباب قد يكون لسبب اجتماعي او مالي

او غير ذلك و للأسف ينسى هؤلاء الأبناء ان ما هو عليه لفضل الله عليه ثم لفضل والديه .

و من العقوق ان لا يعيل والديه و تجده في حالة مادية جيدة و يبخل عليهم و يتركهم

ليجدوا الأحسان من الناس

و غير ذلك من العقوق .

الا يعلم العاق انه انسان جاحد و ظالم و قد يسد الله بوجهه ابواب التوفيق و الرزق هذا في الدنيا ام

في الآخرة قد يسد الله بوجهه ابواب الجنة التي كلنا نتمنى ان تفتح لنا و كيف يتم ذلك الا بالأيمان

و العمل الصالح و بر الوالدين

الا يعلم العاق انه قد يبتلى بأبناء عاقين و كما تدين تدان .

يؤسفني ان المسلسلات و الأفلام تساهم مساهمة كبيرة في دس العقوق و القسوة و اكثر من

يتأثر بها المراهقين

و الملاحظ ان جيل اليوم اكثر نفورا و جحودا من الأجيال السابقة و لم يعد يتقبل كثير منهم اي

نصيحة او رأي مخالف لهم


فالتحذر ايها الأنسان من هذه المصيبة التي ابتليت بها و هي العقوق و تب الى الله و لتنشط اكثر

في بر والديك قبل مماتهم و بعد ذلك لا ينفع الندم

الا تريد ان ينشرح صدرك و يوسع لك في رزقك فبرهم و اطلب منهم الدعاء لك و هل هناك اجمل من

دعائهم




و تأمل بهذه الأحاديث :
-------------------------


عن رسول الله أنه قال: { رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما }


وروى أهل السنن إلا الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: { جاء رجل إلى رسول الله فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال رسول الله : "ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما" }.


وروى الإمام أحمد في المسند وابن ماجة - واللفظ له - عن معاوية بن جاهمة السلمي: { أنه استأذن الرسول في الجهاد معه، فأمره أن يرجع ويَبرَ أُمَّه، ولما كرر عليه، قال : "ويحك.. الزم رجلها... فثمّ الجنة" }.


وصح عن رسول الله أنه قال: { ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنّان بما أعطى } .





ولبر السلف صور عديدة:
--------------------------

ابن الحسن التميمي رحمه الله يهمُّ بقتل عقرب، فلم يدركها حتى دخلت في جحر في المنزل، فأدخل يده خلفها وسد الجحر بأصابعه، فلدغته، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها.


عبد الله بن مسعود فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده.


ابن عون المزني فقد نادته أمه يوماً فأجابها وقد علا صوته صوتها ليسمعها، فندم على ذلك وأعتق رقبتين.


أبا هريرة كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً.



فكم من ام تبكي و اب متحسر من عصيان ابنائهم لهم او هجرانهم

فراجع نفسك ايها الأنسان ما زالت امامك الفرصة
0
343

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️