في صراع الصعود للمركز الأول‏:‏

الطالبات والمعلمات

لا‏..‏ للضغط علي التلاميذ


أريد أن يكون ابني الأول علي فصله وليس الثاني‏..‏ هذه أمنية كل أم لابنها منذ دخوله مراحل التعليم الأولي حتي الثانوية العامة بل وحتي تخرجه‏..‏ أمنيتها أن يتفوق ابنها علي من حوله ويبقي دائما المتربع علي عرش الأول وهو المتميز الوحيد والأذكي الفريد علي فصله‏..‏ ولتحقيق هذه الأمنية الغالية‏..‏ يلجأ كثير من أولياء الأمور إلي الضغط علي أولادهم بشتي الطرق السلمية وغير السلمية‏,.‏ وتعنيفهم عندما يحرزون فقط مراكز متقدمة من العشرة الأوائل وبقدر مايضر الضغط بصحة الأم التي تعيش حالة دائمة من التوتر والتوجس بقدر مايضر بصحة الأبناء وصحتهم النفسية والجسدية‏,‏ فكيف نصل لمعادلة أن يكون الأبناء أصحاء متفوقين بدون متاعب نفسية أو صحية‏,‏ وفي البداية ماهي حقيقة هذه الحالة الأسرية‏.‏
الدكتور يقول‏:‏ يعمد كثير من الآباء والأمهات إلي الضغط علي ابناءهم لزيادة وتكثيف المذاكرة حتي يحققوا التفوق وبالتالي مستقبلا أفضل وهذا بالطبع نابع من حبهم لهم ورغبتهم في توفير مستقبل باسم لهم‏,‏ والحقيقة أن ذلك يسبب ضررا كبيرا‏,‏ فبعض الأبناء يتظاهرون بالمذاكرة لارضاء الوالدين ولكنهم في الحقيقة يسرحون وهم أمام الكتاب وبهذا فانهم لم يلعبوا حتي يستعيدوا نشاطهم للمذاكرة ولم يستفيدوا بالوقت في تحصيل علمي حقيقي وقد تعلموا التظاهر والغش‏,‏ والبعض الآخر يبذل مجهودا حقيقيا في المذاكرة ويخاف الفشل بطريقة مرضية خوفا علي الأهل وخوفا من غضبهم‏,‏ وهذا يؤثر علي ممارستهم للحياة في المستقبل فيكونون دائمي الخوف معرضين للانهيار عند أول فشل مؤقت في حياتهم‏,‏ والبعض يشعر بتأنيب الضمير الشديد علي أي وقت ممتع قضاه بعيدا عن المذاكرة في مباشرة هواياته مثلا‏,‏ وهذا يجعله في المستقبل شخصا انطوائيا مكتئبا يؤدي عمله بأمانه وجدية ولكنه غير سعيد وفاشل إجتماعيا‏,‏ والبعض يكبر وهو يخشي السلطة والرؤساء بطريقة مرضية‏,‏ والبعض يتمادي في التردد خوفا من اتخاذ القرار الخطأ الذي يؤدي إلي الفشل‏,‏ وهذا
التردد الشديد يعطل نجاحه في عمله‏,‏ والبعض يهتز جهازه العصبي لخوفه علي والديه من التأثر بأي فشل مؤقت في دراسته ويشعر بأنه يجب أن يكون الأول وإلا فلا‏..‏ ويلازمه ذلك حتي بعد تخرجه وممارسته لحياته العملية‏,‏ والبعض يفقد ثقته في نفسه ويحتاج دائما لمن يدفعه لانجاز عمله‏.‏
وفي أحيان كثيرة يكون ضغط الوالدين لتغيير المسار التعليمي لأبنائهم مثل اختيار كلية غير التي يحبها ويرغبها الأبناء‏,‏ وتكون النتيجة إما ثورة الأبناء وتحديهم وعمل فجوة عاطفية بينهم وبين الوالدين أو الانصياع لهذا الضغط وتخرجهم من كلية لايحبونها وبالتالي ممارستهم لوظيفة يكرهونها وتكون النتيجة فشلهم الوظيفي والشعور بالظلم والاحباط وممارستهم لحياة فاشلة غير سعيدة وزيادة تحديهم ورغبتهم في الانتقام من الأبوين بصفة خاصة ومن المجتمع بصفة عامة‏,‏ وكثير من هؤلاء يهجرون وظائفهم ويرجعون للدراسة التي يحبونها حبا حقيقيا‏,‏ وبالطبع لايعوضهم شيء علي السنوات التي قضوها في دراسة ووظيفة مكروهة‏.‏

ولهذا كما يؤكد الدكتور فانه من الواجب علي الوالدين توجيه أبنائهم بالفهم الصحيح واللين والمحبة والقدوة والتفهم العميق الواعي لرغباتهم دون ضغوط ومساعدتهم علي اتخاذ القرار الصائب والدراسة المتأنية العميقة في حياتهم الدراسية حتي يضمنوا لهم مستقبلا باسما سعيدا دراسيا ووظيفيا‏,‏ اجتماعيا ونفسيا‏.‏
2
1K

هذا الموضوع مغلق.

بحور 217
بحور 217
موضوعك رائع يا أم أحمد وفعلا أطفالنا يعانون من أخطائنا التربوية وعلينا السعي في تصحيحها ..
بارك الله في جهودك..
إشراق 55
إشراق 55
الأخت ام احمد موضوعك معلوماته مفيد ة في تعامل الأباء مع اولادهم في اوقات الإختبارات وجزاك الله خير .