إن أصحاب الهمم العالية، والأعمال المثمرة، والعزائم المتّقدة.....
لا يبكون الأطلال....
ولا تعوقهم الأحزان وأخطاء الماضي، عن التطلع إلى مستقبل مشرق.......
بل يقولون كما علّمهم رسول الله :
{ قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان }
.
"" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها""
.
وتعيش بعض النفوس خوفاً مزمناً من قدَر يفاجئها، أو مرض يقعدها، أو بلية تحطمها، تعيش خوفاً وهلعاً على الرزق، على المال، على الذرية، على المنصب، تخاف من الموت فتتهيب من السير في دروب الحياة، وتصاب بالوسواس والهواجس، ويغشاها الجمود والكسل، فتضعف القوى، وتفنى الأجساد، وقد تستعين بالمشعوذين والدجالين والكهنة والسحرة للخلاص من الوسوسة، ودرء الأخطار المحتملة.
إن منهج الإسلام الذي هو عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر والتوكّل على الله قويّ في نفوس المؤمنين، مما يجعل المسلم يطرح عن نفسه أثقال الخوف، قال تعالى:
""وفي السماء رزقكم وما توعدون""
،
وقال تعالى:"" إن الله هو الرزّاق ذو القوّة المتين""
،
وقال تعالى: " فليعبدوا ربّ هذا البيت (3) الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف "
.
وقال تعالى:
"ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسيراً"
.
وقال تعالى:
""وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو ""
.
وقال تعالى:
" وإذا مرضت فهو يشفين (80) والذي يميتني ثم يحيين "
.
وقال تعالى:
" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى "
.
في ظلال الإسلام لا نجد مكاناً للأمراض النفسية، بل حافظ على الصحة النفسية وهيّأ الأمن النفسي، فهذه حقيقة ثابتة وسنّة ماضية منذ أهبط الله آدم وزوجه إلى الأرض، قال تعالى:
" فإمّا يأتينّكم منّي هدىً فَمَنِ اتّبع هدايَ فلا يَضِلُّ ولا يشقى "
تَقوَى الله تكسب الإنسان مثوبة عند الله، وبها تطمئن النفس، قال تعالى:
" مَن عمِلَ صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبة "
.
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى:
( وقد ركّب الله سبحانه في الإنسان نفساً أمّارة، ونفساً مطمئنّة، وهما متعاديتان، فكلّ ما خفّ على هذه ثقل على هذه، وكلّ ما التذّت به هذه تألّمت به الأخرى، فليس على النفس الأمّارة أشقّ من العمل لله، وإيثار رضاه على هواها، وليس لها أنفع منه، وليس على النفس المطمئنّة أشقّ من العمل لغير الله وما جاء به داعي الهوى، وليس عليها شيء أضرّ منه، والملك مع هذه عن يمنة القلب، والشيطان مع تلك عن يسرة القلب، والحروب مستمرّة لا تضع أوزارها إلا أن تستوفي أجلها من الدنيا، والباطل كلّه يتحيّز مع الشيطان والأمّارة، والحقّ كلّه يتحيّز مع الملك والمطمئنة، والحرب دول وسجال، والنصر مع الصبر، ومن صبر وصابر ورابط واتقى الله، فله العاقبة في الدنيا والآخرة )
انتهى كلامه رحمه الله.
للخلاص من هذه الأوهام والمخاوف والوساوس والقلق والأرق.......
تسعفنا عائشة رضي الله عنها بالحديث:
( أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه كلّ ليلة جمع كفّيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: قل هو الله أحد ، و قل أعوذ برب الفلق ، و قل أعوذ برب الناس ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرّات )
.
ونحن نعلم جميعاً أن سورة الإخلاص تتضمّن حقيقة التوحيد، وسورة الفلق تتضمن الاستعاذة بالله واللواذ به من شرّ ما خلق، ومن شرّ غاسق إذا وقب، ومن شرّ النفاثات في العقد، والتضرّع إلى الله قبل النوم بالدعاء:
{ اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيّك الذي أرسلت }
.
نسأل الله أن يرزقنا نفوساً مطمئنة، وصدوراً مشروحةً وقلوباً سليمةً من الشبهة والشهوة إنه سميع مجيب
لاتنسونا من صااااااااالح الدعاااااااااااء.......
عطر الزمن @aatr_alzmn
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عطر الزمن
•
للرفع
الاخت الكريمه عطر الزمن اود قبل اناجيب ان اتاكد من نقطه
فهل يا كريمتي تعتقدين ان من يصاب با الامراض النفسيه غير مؤمن او ان ايمانه ضعيف ؟؟؟
هل الايمان يمنع ذلك ؟؟
واشكر لك جوابك مقدما
دمتم بود
فهل يا كريمتي تعتقدين ان من يصاب با الامراض النفسيه غير مؤمن او ان ايمانه ضعيف ؟؟؟
هل الايمان يمنع ذلك ؟؟
واشكر لك جوابك مقدما
دمتم بود
الصفحة الأخيرة