koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

في عصر طغيان المادة على الأولويات .. غلاء المهور مأساة الشباب العربي

الأسرة والمجتمع




قبل أن ننعى حظ ارتفاع نسبة العنوسة بين بناتنا علينا أن نبحث الأسباب أولاً، ونتخلى عن ظاهرة المغالاة في المهور المنتشرة في مجتمعاتنا العربية، كما علينا أن نعي جيداً أن المال لا يجلب السعادة لإنسان ولا يشتري له راحة البال .

بداية المشكلة:

يعلق وليد التميمي ـ نائب رئيس الخدمة الاجتماعية الطبية بمستشفى الملك فهد بجدة ، على هذه الظاهرة قائلاً : حينما يفرض العرف كلمته ويعلن تمرده على المنطق والقيم بل والدين أحياناً، فبلا شك يكون هناك خلل في النسيج الاجتماعي، ويظهر ذلك جلياً في ظاهرة المغالاة في المهور داخل المجتمعات الخليجية، وتذهب الجهود المبذولة للتخلص من هذه الإشكالية أدراج الرياح، فيما ترفض شرائح عريضة من المجتمع التخلص من تبعيتها لهذا العرف وتبدو وكأنها تعاني من حالة انفصام.

مجتمع مخملي

ويتابع التميمي: إن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي مر بها المجتمع السعودي والتي تسمى (بسنوات الطفرة) هي من أسباب المغالاة في المهور، لذلك ـ وعلى المدى القريب ـ لا يمكن المراهنة على التغيير الذي يمكن أن يحدث في المجتمع بسببها، فما حدث في تلك الفترة لا تزال انعكاساته التي أحدثها واضحة التأثير على أفراده، لأنها كانت سريعة وذات آثار معقدة على المستوى الاجتماعي ولم يكن المجتمع قد هيأ نفسه لها بعد، وبما أن المجتمع هو نظام اجتماعي يتكون من نظم مترابطة يؤثر كل منها على الآخر ويتأثر بها، فإن أي تغيير في هذه النظم يؤدي إلى سلسلة من التغيرات، والمهر والزواج هما من الظواهر الاجتماعية التي كان التغيير فيها انعكاساً للتغيرات التي حدثت في الظواهر الأخرى، سواء كانت اقتصادية، أو اجتماعية أو عمرانية، وبعد أن كان المهر شرعاً من الوجهة الإسلامية هو أحد أركان الزواج، ويمكن اعتباره هدية مادية أو عينية، حتى إن كانت الظواهر المصاحبة له قد تأثرت عند شريحة من المجتمع وانحرفت عن مسارها الطبيعي وغلبت عليها صفة المادية نتيجة لغلبة الحياة الاقتصادية، فقد أصبح المهر من مظاهر المباهاة الاقتصادية لإعطاء صورة ومحاولة لمحاكاة أنماط ثقافية مغايرة لتعبر عن المكانة الاجتماعية والمقدرة الاقتصادية، وذلك انعكاساً لظروف الحياة الحديثة وما طرأ عليها من مستجدات ولتفرز لنا مشكلة غلاء المهور.

النتيجة عزوف الشباب عن الزواج
وتضيف الحارثي: كما أن قضية غلاء المهور ينتج عنها:
1ـ عزوف الشباب عن الزواج، والبحث عن سبيل آخر لإشباع غرائزهم، وشعورهم بالقهر والإحباط من المجتمع.
2ـ زيادة عدد العوانس في المجتمع وما يصاحبها من تأثير اجتماعي سيئ على الأسرة، والشعور بالإحباط لدى الفتاة، والكره لوالديها اللذين حرماها من تكوين أسرة لها، وكذلك قد يؤدي ذلك إلى تطور سلوك خارج عن العادة والتقاليد.
3ـ انحلال، وعلى المدى الطويل للأسف يراه عامة الناس ولا يراه والدا الفتاة.


إحداث تغيير:

ولإحداث تغيير في أسباب غلاء المهور يقول وليد التميمي - حسب ما ورد بمجلة " سيدتي " : نحن بحاجة إلى زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع وهذا دور الأسرة، التربية، التعليم ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى مشاركة أصحاب العلاقة (الشباب) في اتخاذ هذه القرارات كونهم المتضررين بالدرجة الأولى من هذا الأمر، حيث أكدت آخر الإحصائيات أن الفئة العمرية للشباب بين 60 ـ 65% من مجموع السكان.
وكما هو متعارف عليه فإن المهر يتحدد بالتراضي بين الأفراد والجماعات، ولا يخضع لتحديد رسمي أو تشريعي من قبل الدولة لكن هناك بعض الإجراءات التي تساندها مؤسسات الدولة وهي:
ـ دعوة أمراء المناطق لحث شيوخ وأفراد القبائل والمواطنين لالتزام الأفراد بحد أدنى للمهور يتفق ومستويات الدخول العادية، وأن يكون الالتزام بالوعي والإقناع، مع استعراض التجارب الناجحة لهذه المسألة.
ـ تشجيع المؤسسات الخيرية التي تساعد الشباب على الزواج ومساندتها بتقديم التسهيلات والإمكانات المادية والمعنوية.
ـ التأكيد على دور الإعلام ووسائله في تغيير اتجاهات الأفراد وتكوين الرأي العام ونشر الوعي بين الناس من خلال الندوات والدراسات التي تعقد بين المثقفين من المفكرين، التربويين، الاجتماعيين وعلماء الدين.
أما على المدى الطويل فيتم إنشاء مراكز تهتم بشؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية، تساعد في فهم طبيعة الظواهر الاجتماعية المصاحبة للنظام الأسري، وقياس ما طرأ عليها من تغييرات سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية والمساهمة في وضع الحلول المبتكرة لتلك المتغيرات.

دراسة الظاهرة أولاً
تقول اختصاصية علم النفس خديجة الحارثي: لحل مشكلة غلاء المهور في مجتمعاتنا العربية نحن بحاجة إلى:
< دراسة الظاهرة أولا ثم علاجها والوقاية منها، وذلك بإنشاء مراكز للبحث العلمي تعمل على تبني وحل مثل هذه المشكلات.
< محاولة علاجها أو الوقاية منها على المستوى القومي، لكي نتمكن من وقف تفاقمها وبالتالي تنمية البلاد وتقدمها.
< يجب ألا يكون التركيز على المادة ونسيان العوامل الأساسية لنجاح العلاقة الزوجية.
< التصحيح الشامل لكافة الأوضاع والتقاليد والعادات الاجتماعية القديمة، لأنها لم تعد صالحة وكافية لحماية الأسرة من التصدع والانهيار.
< تكثيف الجهود لإشباع التنوير العقلي بين فئات مجتمعنا المختلفة لكل من الفتيات والشباب.
< ضرورة تدريبهم على جدية سلوك الشخصية وقدرتها على تحمل المسؤولية، وهي من علامات الشخصية السوية، فالفرد لكي يحقق التوافق مع المجتمع ويستمتع بالنجاح في حياته لا بد أن يتصف بالجدية في أعماله وأقواله.

فتنة في الأرض

على أي حال، إن مساوئ المغالاة في المهور لا تقتصر فقط على ارتفاع نسبة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج فقط ، وإنما الطامة الكبرى تأتي في المرحلة التالية لذلك ؛ عندما ينحرف الشباب ويضيع وسط الأفلام الإباحية والعادة السرية. وهنا لا يكون للتربية وحسن النشأة تأثير ، ورغم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبهنا إلى ذلك قبل أن نأتِ إلى الدنيا قائلاً : " إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تكن فتنة في الأرض وفسدان كبير " .

من هنا ومن مكاني هذا أوجه نداء بل رجاء إلى كل أبٍ وأم، لا تتهاونا في حقوق ابنتكما ، ولكن تساهلا بعض الشيء لتسير السفينة بأمان ، ولكي لا تشتركا دون قصدٍ في ضياع مستقبل شاب وتحرمانه من ممارسة حياته الطبيعية حتى وإذا تكمن بعد كفاح من تكوين متطلبات الزواج، فالعادة السرية مثلا تحطم مستقبل الشاب مع زوجته لأنها تضعه في قالب جنسي معين ، كما أكدت للدكتورة " هبة قطب " لشبكة المعلومات العربية " محيط " قائلة : إن مخاطر العادة السرية كثيرة بالذات في الإسراف.
1- الإسراف يعرض الشاب لاحتقانات ودوالي الخصية وسرعة القذف، والمشكلة الأكبر هي التأثر في الانتصاب، فالأنسجة الانتصابية أنسجة مطاطية وعند استخدامها دائماً بحاجة وبدون تصبح الأنسجة الانتصابية كالأستك الممطوط .
2- ينحصر القالب الجنسي لدى ممارسها بشراهة في قالب معين أي تجعل طريقة استمتاعه ثابتة على هذه الطريقة، وعند زواجه يجد مشكلة في الاستمتاع.

فاتقوا الله يا معشر الآباء في المتقدمين لخطبة بناتكم وتذكروا أن ابنكم قد يوضع في مثل هذا الموقف .
0
680

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️