في غرفة المعلّمات!

الطالبات والمعلمات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر كل عينٍ قارئة لموضوعي هذا، وأسأل الله أن يقرّ أعيننا جميعا بصلاح الحال.

أيها القرَّاء الأفاضل: ما يحدث في مدارسنا من تصرفات عشوائية من بعض المدرّسين والمدرّسات شيءٌ يندى له الجبين، وتبكي له العين.
ما رأيكم في مدرّسة للصف الابتدائي تمدّ يدها لطالبة "من أميز الطالبات" لتطبع على خدّها البريء الوديع صفعةً (لا قُبلة) لا لشيء؛ إلا لأنها أعطتها ورقةً فيها أسماء الطالبات المشاغبات التي طلبتها منها وهي في حالةٍ مزعجةٍ مع نفسها!
وما رأيكم في مدرّسة أخرى تمشى كالطاووس الغبي في ممرّات ذلك الصرح التعليمي الشامخ، حانقةً على كل من حولها، وإذا دخلت الفصل فحدّث عن الجمود وحدّث عن كل هموم الدنيا ومنغصاتها التي تتفرغ في أوجه الطالبات "الغريرات" فترمي ذلك الكتاب على وجه "نورة" وذلك القلم على رأس "صفية" وتلك المقلمة توجّهها صوب "نوال" واللهم سلّم سلّم!! هذا فضلا عن تمزيق الكتب والدفاتر والعقابات العسكرية الجائرة.
وما رأيكم –أيها القرّاء الكرام- في أستاذةٍ أو مدّرسةٍ تجرح طالبتها في الفصل جرحا عميقًا لا تبالي معه بدموعها أو كسور قلبها أو شعورها بالنقص بين زميلاتها، فتلمزها بألقابٍ (هي أحرى بها لو تعلم) فتلك غبية، وأخرى لا تفهم، وثالثة رائحتها كريهة، ورابعة لم يربها أهلها!! وهاتك من تلك الألفاظ التي تُفيضها علينا الشوارع الخلفية في مدينةٍ مظلمة!
وما رأي العقلاء بأبٍ يوصل ابنه إلى تلك المدرسة ذات الشعار البرّاق، وهو متأكّدٌ أن الابن سيلقى مدرّسًا يأخذ بيده؛ لأنه موقنٌ أن كلمة المدرّسين عند الأبناء أكثر قبولا لديهم، ثم يتركه أمام المدرسة مودّعا له ليلقاه –إن شاء الله- في الظهيرة وهو قد ازداد علما ونورا، ولكن ما إن ذهب الأب من هنا، وتوجه الابن للمدرسة من هنا إلا واستقبله أحد المدرّسين مؤشّرًا بيده أن ارجع من حيثُ أتيت! فرجع الطالب بكرامةٍ إلى (الشارع) الذي وجّهه إليه ذلك المدرّس البئيس!
وهل تظنّون أن يخرج الابن من الشارع إلا متّسخًا بشيءٍ من غبارها!
ولنفرض أن ذلك الطالب مشاكس وكثير المناكفات وطاقته في لفت النظر لا تُحدّ؛ هل من الحكمة أن أُطلق المريض بنزلة البرد في الجوّ البارد والهواء الهائج وهو عريان، ولتتخيّل أيها المدرّس أنه ابنك وفلذة كبدك، هل ستهديه للشارع بئيسًا مطرودا؟!

أيّها المدرسون، أيتها المدرّسات: عشتُ ردهًا من الزمن في غرفةٍ عليها لوحةٌ كُتب عليها (غرفة المعلّمات) في أول يومٍ لي وعند نظري لتلك اللوحة انتابني شعورٌ غريب، فلم أعد تلك الطالبة التي تحاول جاهدةً إرضاء معلمتها! ها أنذا أدخل الغرفة التي طالما كنت أتمنى دخولها، فقط لأنه كان مكتوبٌ على بابها (يُمنع منعًا باتًّا دخول الطالبات)!!
رأيتُ من الأخطاء الجسيمة التي يُغلق عليها المعلمات بابهم، فأولها: الغيبة، وما أدراك ما الغيبة! يغتابون كلّ فئات المجتمع ابتداءً من الملك -حفظه الله- إلى عاملة النظافة –حفظها الله- في جوٍّ كئيب يغلب عليه الضحكات غير البريئة! وثانيها: الاهتمامات الدنيئة والتفكير السطحي، فالسامع لأحاديثهن يشعر أنه في جلسة نساءٍ لم يعرفن الله طرفةَ عين، وللأسف أن يعضهن تُقرئ القرآن، وتعلّم الدين! وثالث تلك الأخطاء: التعاون على الإثم والعدوان، ومع بالغ الأسى بعض المعلّمات تعين الأخرى على بعض الآثام كالنشوز على الزوج، وغير ذلك من الآثام التي تتعلق بالزينة واللباس والعلاقات الاجتماعية والأسرية، بل ويعنَّ بعضهن على عدوان "طالبة" من الطالبات لأنها (رفعت ضغط) إحداهن!! وغير ذلك من الأخطاء الكثيرة التي لا أحصيها.
عند ذلك عرفتُ لماذا وُضعت تلك العبارة (يمنع منعًا باتًّا دخول الطالبات) على باب تلك الغرفة! إذ لا شيءٌ يشرّف، بل يسوّد وجه تلك المعلّمة المثالية، أو تدّعي المثالية!
وكم حصل أن تدخل طالبةٌ من الطالبات اللاتي يغتبنها المعلّمات فجأةً فتتغيّر الوجوه وتُمسك الألسن وهي مرغمة، قال تعالى: (فلا تخشوا الناس واخشونِ).
وكلمة حقٍّ تُقال أن من المعلّمات من هي خير مثال للمرأة الصالحة والمربية المسلمة التي تطمئن لها النفوس، وترتاح لها الأفئدة، وكم والله قد اهتدى على يديها من أمم، نعم "أمم" لأنه إذا اهتدت طالبة من الطالبات فستكون أمًّا وتربي ذريتها على ما اهتدت إليه ثم تتوالى الأجيال على تلك التربية الصالحة، وللمعلمة أجر هذه الأمم!
وهناك في غرف المعلمات من الخير والتعاون عليه مالا يُنكر، وهناك من الأحاديث الجميلة الأخّاذة مالا يُجحد.
ولكن الشيء الصالح لا يحتاج إلى إصلاح، فكان لابد من ذكر الفاسد لإصلاحه.

همسة لكل من حمل على عاتقه رسالة التعليم: إنما أبناؤنا وبناتنا أمانة في أعناقكم، أحسنوا إليهم (إنَّ اللهَ يُحب المحسنين) بالكلمة الطيبة، والحوار الهادئ الهادف، والصبر والحلم، مع إصلاح النفس وتزكيتها، واعلموا أن الله لا يضيع عمل عاملٍ منكم، فمن يسّر على المسلمين يسّر الله له، ومن رفق بهم رفق الله به، ومن سعى إلى إصلاح المسلمين أصلح الله له من تحت يديه من أهل وأحباب.
واقعٌ تألمت لرؤيته بعيني عندما كنت طالبة في المرحلة الثانوية، كنا ندخل المصلى ونستمع الخير ونشارك فيه ثم نخرج منه إلى فصولنا وكنت أرى إحدى الطالبات تجلس في المقاعد المقابلة لباب المصلّى، وكل يومٍ أراها... حتى أتى يومٌ من الأيام وقدّر الله أن تتأخّر سيارتي فرأيتُ أمًّا ثائرةً تدخل المدرسة وهي تصرخ وتولول وتقول: أين بنتي لم تعد للبيت! قالت لها المراقبة: ابنتكِ ليست في المدرسة! علمنا فيما بعد أنها خرجت مع أحد الذئاب –أسأل الله لهم الهداية- ثم فُصلتْ عن المدرسة، تمر الأيام ويقدّر الله أن أرى تلك الأخت في دار تحفيظ نسائية، فقالت: (ألومكم كثيرا (يابنات المصلّى) لأنكن كنتن ترينني ولم تدعنّني يومًا ما لأشهد معكن الخير! وقد كان فيّ خيرٌ كبير...) وهذا من تقصيرنا نسأل الله أن يعفو عنا، ولكن أين دَور المعلّم والمعلّمة في احتواء طلاّبهم خاصةً من يظهر منهم بعض التصرفات غير اللائقة؟! فكم من طالبة في ظاهرها أنها من (الأشرار) بجلسة واحدة تتغيّر تغيرا كبيرًا، أو بابتسامة، أو بكلمة طيبة.
إحدى الطالبات كانت تعاني من حروق في وجهها، فرأتها معلمة الدين، فقالت بصوت مسموع وبوجه ممتعض: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاها به...! فكرهت البنت الدين الذي تبلّغه تلك المعلّمة، ثم قدّر الله أن تأتيهم معلمة دينٍ أخرى غير تلك الأولى، فعندما رأت الطالبة قالت لها: سبحان الذي جمّلك وحفظك من العين بهذا الحرق! فأحبّت البنت الدين الذي تبلّغه هذه المعلمة! أرأيتم تأثير الكلمة الطيبة؟!

أسأل الله إن كتب لي عودة إلى غرفة المعلّمات أن أرى تغيّرًا واضحًا..
وما الصلاح على الله بعزيز.. وأعتذر للإطالة.
20
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جوآن الهيلا
جوآن الهيلا
صدقت والله
ولكن هناك معلمات قمة في العطاء والمثالية
شمعتي أمي
شمعتي أمي
صآدقه وربي بكل كلمة قلتيهاا ..

بس قمة القهر انه عيني عينك تسب طالبه من الطالبات وتذكر اسمهآآ !!


موقف حصل لي .. تمنيت اني مادخلت غرفة المعلمات ..


دخلت ع اساس اخذ غرض للمعلمه الي كانت عندنا ..

الا معلمه تصارخ وتقول الله يأخذها فلانه مسببه لي ازمه اذا شفتها تنسد نفسي وعوو ماتنبلع .. وتحش

وتجي معلمه ناطه وتقول منهي هذي ؟؟ وش اسمها كامل ؟ ولله لاربيها لك .. وتذكر اسمها وفصلها !!


قسمن اني رحمتها البنت قلت بس رااحت فيهاا ..


اموت واعرف شدخل المعلمه الثانيه تقول اربيها والبنت ماسوت شي ؟! ليش يحكمون ع البنت كذآآ !!


والقهر انه قدام عيني ..! يعني المفروض يسكتون .. بس يالله الشكوى لله ..!


الله يهديهن ويصلحهن ..~


ويعطيك العاآفيه خيتي ..

وسوري ع الاطآله بس ولله جبتيها ع الجرح ..~


لآعدمنآآك ..


:)
اتحداكم تعرفوني
رفــــــــــــــــــــع
سمر000
سمر000
فعلا هذه الامور حاصله في مدارسنا والله المستعانحتى ان المعلمات يسبون في طالبه حتى في سياراتهم وهم راجعين البيت ماكفاهم المدرسه
ننـــو
ننـــو
يعطيك العافيه يالغاليه على هالطرح ..

لكن مو كل المعلمات سواسية..

والجيل تغير عسا ماتمد يدها البنت عليك مو انتي

ماعاد فيه بنات مثل أول الادب واحترام المعلمة راح زمانه

يعني نعاني جد من هالجيل بشكل مو طبيعي كل شي تغير

صارت البنت ماتعمل للمعلمة حساب كأنها ولا شي قدامها كأنك جايه تشتغلين عندها

ناهيك عن التعليقات الدائمة

الله يصلح الحال بس ..